متفرّقات
10 آذار 2023, 09:05

ندوة عن كتاب مكرم رباح وأخرى تكريميّة في يوم المعلّم في اليوم السابع لمهرجان الكتاب في أنطلياس

تيلي لوميار/ نورسات
أقيمت أمس، ندوتان جديدتان ضمن فعاليات "المهرجان اللبناني للكتاب" الذي تنظمه "الحركة الثقافية - أنطلياس" بعنوان "ثقافة الحرية والمئوية الثالثة للحضور الأنطوني في أنطلياس"، تمحورت الأولى حول كتاب الدكتور مكرم رباح "النزاع على جبل لبنان، الذاكرة الجماعية وحرب الجبل، وتم في الندوة الثانية تكريم الأستاذة كبريال دباس شماعة والأستاذ عبده خاطر لعطاءاتهما في مجال التعليم . كما شهد اليوم السابع من المهرجان توقيع كتب.

وقال الأستاذ جميل جبران الذي أدار الندوة عن كتاب مكرم رباح: "الذاكرة الجماعية وحرب الجبل". يشدك هذا العنوان، على الأخص، فيما إذا كنت وبطريقة ما تنتسب للجبل، والمقصود بالطبع هنا جبل الشوف، ورافقتك المرويات الشعبية عن الأحداث أو "الحركات" من الأهل والأجداد ابتداء من احداث "الستين" (أي 1860) مرورا بأحداث متفرقة بعد الحرب العالمية الأولى وبداية الإنتداب الفرنسي، ثم 1958. وإذ بهذه المرويات تتجسد بالقرب منك نزاعا داميا في العام 1982، يتميز بالقتل والقساوة والتهجير، وتمزيق النسيج الإجتماعي بين المكونين الدرزي والماروني المؤسسين للبنان الحديث".

أضاف: "فور حيازتك على الكتاب تسارع إلى التعرف إلى المؤلف. مكرم رباح، محاضر في كلية التاريخ في الجامعة الأميركية في بيروت، تتلمذ على يد المؤرخ كمال صليبي، نال شهادة الدكتورة من جامعة "جورج تاون" وهو يفخر بإنتسابه إلى "المدرسة التعديلية التنقيحية في التاريخ اللبناني. وهذه الذاكرة الجماعية المبنية على استحضار دائم لبعض وقائع وأحداث الماضي والذي يصفها أحد المؤرخين:

″  Agencement sélectif d’épisodes du passé″ تتناسى تماما الفترات الزمنية التي ساد فيها السلام والوئام والتعاون بين الجماعات ذاتها. فمثلا، لماذا تتناسى السرديات المومى إليها ما حصل في عامية انطلياس سنة 1848! والبيان الصادر عنها الموقع من ممثلي مختلف الطوائف والمذاهب؟ ولماذا "حكاية بطل اسمو شربل" من جهة و"فتى الجبل" والزجليات من جهة أخرى لا ترسخ في زهن الأجيال الجديدة سوى ذكريات العنف والقتل والدم وتأبيد حالة ال "Psychoses collective" المومى اليها؟ وهل من نهاية لهذه الدوامة القاتلة؟  هذه إنطباعات واسئلة لقارئ شاهد بعض مجريات حرب الجبل ونتائجها الكارثية، ثم عاد وقرأها بتفاصيلها وشاهدها مجددا من خلال الصور الذي تضمنها هذا الكتاب، واترك للمؤرخين الإختصاصيين مناقشة مضمون هذا الكتاب".

 

أبو شقرا

من جهته رأى الباحث والمؤرخ الأستاذ نايل أبو شقرا أن "الدكتور مكرم رباح يجيب في كتابه " النزاعات على جبل لبنان الذاكرة الجماعية وحرب الجبل" بسلسلة من سرديات المواقف والأحداث، معتمدا " المنهج الإستردادي " وهو المستخدم في العلوم التاريخية والأخلاقية، ولم يكتف بالتاريخ المكتوب بل عززه بالمصادر الشفوية ذاكرة الأفراد وذاكرة الجماعة، وهو كما يقول يطمح من هذه القراءة إلى تعزيز هذا التكافل والتكامل، إذ يمكن للتاريخ الشفوي في الحالة الدرزية المارونية أن يكون أداة للبحث والتحقق وأداة لبناء واقعة أو مناسبة تاريخية".

أضاف: "إن النماذج الحدثية التي اعتمدها الدكتور رباح في بناء أطروحته، قد تزعج البعض، لكشفها ما استتر، أما التقييم النقدي فهو محمول على ميزان التجرد، من خلال أكثر من شاهد في استشراف المؤلف حقيقة الأحداث قبل حرب الجبل وخلاله، دون التورط في موقفه منها، إلا أن هذه النماذج غابت عنها بعض الأحداث المؤسسة للحرب اللبنانية، كالمرحلة التي سبقت إتفاق القاهرة، إذ أن هذه الحرب كانت نتيجة لهزيمة العرب عام 1967 وكان على الموارنة أن يدفعوا ثمنها، ومعهم الدستور اللبناني والميثاق الوطني، ولبنان بحكم تربته الديموغرافية الخصبة، انشطر بين المسلمين والمسيحيين فتسليح الفلسطينيين جرى على المكشوف وعلى قدم وساق عام 1968 حيث كانت الإمدادات والأسلحة تتوارد من سوريا بانتظام على منطقة العرقوب، في وقت كان فيه عدد الفلسطينيين نهاية الستينات 235000 ألف فلسطيني، وهذا أرعب الموارنة، فكان من الطبيعي أن يعمل هؤلاء على تحصين مجتمعهم بكل ما من شأنه الدفاع عن وجودهم".

تابع: "إن اتهام الدروز للمسيحيين بأنهم وثقوا تاريخهم محرفا، هو اتهام مجاف للحقيقة، فلولا تاريخ الرهبانية اللبنانية والرهبانية المخلصية، وتاريخ حيدر الشهابي، ووثائق دير المخلص لم نكن نعرف شيئا عن الشيخ علي جنبلاط، ولولا تاريخ الرهبانية اللبنانية، لم نكن نعرف عن وقفة الإقطاع الدرزي المصلحية إلى جانب الموارنة، ولولا وثائق الكنيسة المارونية لما كنا على معرفة حقيقية بتاريخ نظيرة جنبلاط، وهذا غيض من فيض في موضوع، عدم نكران الموارنة لجميل الدروز، وأكثر من ذلك، فإن أحد قسس الكاثوليك هو الذي أعطى صفة شيخ العقل لمن كان يسمى شيخ العصر" .

وقال: "ينهي الدكتور رباح الفصل المتعلق بحرب الجبل بكلمة يقول فيها : لا يزال الوفاق الحقيقي في لبنان ينتظر مستلزمات محددة من ضمنها النقاش العام المفضي إلى الإفصاح عن المكنون المكتوم في الذاكرة الخاصة بكل من المتحدات المختلفة، إذ من شأن هذه العملية الإفصاحية أن تحول دون استعمال الماضي كفواعل ناشطة من قبل بعض السلطات المركزية الطائفية في سبيل قولبة الذاكرة الجماعية للمتحد المؤتمر بها . أما نحن فنقول : إن الموارنة الذين جاؤوا إلى ما كان يعرف بجبل الدروز، فعمروه بعد أن كان جردا، هؤلاء الذين كانت صلواتهم في بيوت الدروز من المعنيين ، هؤلاء الذين في ذاكرتهم بعضا من جراح القرن التاسع عشر، هؤلاء الذين تمادت قوى العروبة في قتل طموحاتهم، يواجهون اليوم سؤالا دقيقاً، هل سيعودون والدروز إلى يوميات القرن السابع عشر؟".

 

القطار

بدوره اعتبر الأستاذ الياس داوود القطار أن "النزاع على جبل لبنان، الذاكرة الجماعية وحرب الجبل، هو في الواقع نزاع محصور في جبل لبنان الجنوبي، حيث الأقضية المختلطة الدرزية - المارونية، لا في كل جبل لبنان".

أضاف: "الكتاب هو عمل مشرِف، يطمح بواسطته المؤلف إلى هدم جدار برلين بين الدروز والموارنة، من خلال ثقب شرنقة الذاكرة الجماعية لكل منهما. نزاع مزمن، متحجر، ينفض عنه الصدأ مرة كل جيل أو أقل أو أكثر قليلا، منذ قرابة قرنين أو أقل من الزمن، نافثا روائح بركان من الحقد والكراهية يعجز الوصف عن تخيلِهما".

وقال: "هذا النزاع الذي سال فيه الحبر الغزير، وأظهر الإيديولوجيات المتفلسفة والمتناقضة، حتى داخل الدين الواحد عموما والطائفة الواحدة، قيض له أن يكون موضوع بحث أكاديمي على يد الدكتور مكرم رباح في جامعة جورج تاون الأميركية، في محاولة رائدة تستقصي المراجع المتوافرة من جهة، وتركز من جهة أخرى على التاريخ الشفوي لاستنطاق  بعض وجوه الحقائق، بذهابه مباشرة إلى الينابيع، إلى مقابلة بعض الذين شاركوا في الحرب من الطرفين، وإسماع ما يروونه عنها، بخلفياتهم الوجدانية، وبسردهم بعض وقائعها، وعرض صورها وبعض وثائقها، واستنطاق ما جمع عنها من برامج وثائقية، أو ما خزن في أشرطة أتيح للباحث أن يستمع إليها".

ورأى أن "هذه المحاولة السباقة،  تدخل في نطاق ما يُسمَّى بالفرنسية Histoire immédiate التي تعنى بتغطية الحدث في تفاعلاته وارتجاجاته، وبمشاعر الناس التي لم تهدأ بعد، بانتظار أن تكشف الوثائق لاحقا، بخاصة الوثائق الاستخباراتيَة منها، حقائق الظاهر والباطن من الأحداث؛ وما أكثر الظاهر والباطن عند القيادات اللبنانية، قيادات شعب يحسن الكذب والازدواجيَّة إلى حدود مرض انفصام الشخصية".

وختم: "كتاب الدكتور مكرم رباح بحث تقدمي، على مقياس خياراته المدنية، ونضاله من أجل مجتمعٍ أفضل، يسمو على الفكر الديني ومندرجاته؛ مجتمع دفع فيه صديقه لقمان سليم ثمن قناعاته ونضاله من أجل عالم منفتح على الحياة والأنسنة والحرية، في زمن يهرول فيه المشرق نحو الأصول بسبق لا مثيل له. عمل جريء، لا يتوانى فيه الباحث عن نقل صور نزاع الذاكرة بين الدروز والموارنة، والجرأة أكبر، بما يرويه عن كيفية نظرة الدروز إلى الموارنة وما تحمله من تحقيرهم".

 

رباح

وقال رباح ردا على تعليقات المشاركين والحضور: "في أي كتاب هناك ما يسمى مفتاح للخريطة، لكي يفلح المرء في قراءة كتاب عليه أن يبدأ من الفصول الأولية التي تشرح تكوين الذاكرة الجماعية؛ لم أكتب تاريخ حرب الجبل فليست هذه وظيفتي، والفكرة الأساسية هي أن نبني على غرار المؤرخ كمال صليبي، المقتبس بدوره عن يسوع في الإنجيل، "بيت بمنازل كثيرة"، بيت يتسع للجميع، فيعلق كل منا فوق سريره صورة البطل الذي يريد، أما في غرفة الجلوس فسنعيش كلنا معنا وسنقبل بالتنوع".

أضاف: "في كتابي حاولت صياغة كل ما قرأته عن تاريخ لبنان، فبالنسبة لي إذا أردنا بناء هذا البلد لن نستهدف إقصاء "الحرامي" رياض سلامة أو خلع الإحتلال الإيراني، بل سنعود للدخول بسردية معينة، فالسيد حسن (نصرالله) في كل مرة يشعر أنه محاصر نتيجة بتورطه بأعمال غير شرعية يوهم جمهوره بأنه يراد لهم العودة إلى العتالة وعمالة بويا الأحذية".

وقال: "لن نتمكن من بناء الوطن الذي نطمح إليه ما لم نتحل بالنضوج التاريخي وهذا لا يحدث بين ليلة وضحاها. النضوج التاريخي هو مرحلة من مراحل النضال السياسي، وفي كتابي أقدم طريقة جديدة، وليست الأفضل بالضرورة، وهي للإستعمال. لقد استغرق منّي هذا الكتاب نحو عشر سنوات من العمل والتفكير، وهو ليس منزلا ولكني أقدمه كوجهة نظر ، وضمنته دعوة لمعرفة هذه الذاكرة الجماعية فتسليح الذاكرة سهل وممكن بأي لحظة، لذلك كفرقاء لبنانيين علينا أن نستثمر  في غرفة جلوس تجمعنا، عندما ندخلها نخلع أنعالنا كي لا ندخل إليها الأوساخ الخارجية إلى بيتنا الداخلي".

وختم: "هذا البيت اللبناني لا يمكن بناؤه إلا بمشيئة لبنانية ورهان الشعب اللبناني حاليا على وصفة سحرية من الخارج لإنقاذنا هو ضرب من الغباء كي لا نقول ضرب من الإنتحار المستمر".

 

تكريم في يوم المعلم

وقال مدير إحتفال التكريم الأستاذ جوزف هيدموس: "نحيي هذا المهرجان وشعارنا "ثقافة الحرية والمئوية الثالثة للحضور الأنطوني في أنطلياس" لنؤكد على دور المعلم في نشر هذه الثقافة، هذا الدور الذي قام به الرهبان الأنطونيون المعلمون، منذ ثلاثمئة سنة". "يوم تكريم المعلم، في التاسع من آذار، هو يوم ثابت في مهرجاننا، فالمعلم والكتاب توأمان لا ينفصلان. هذا اليوم هو يوم العلم والتربية والأخلاق والوطنية، يوم الوفاء والإعتراف بفضل المعلم الذي على عاتقه تبنى الأوطان وتزدهر، وما الاستخفاف بدوره في دول تشبه دولتنا إلا دليل التخلف والفساد والانحطاط".

أضاف: "في هذه الظلمة التي تخيم على لبناننا، نكرم اليوم أستاذين عزيزين يضيئان في هذه الظلمة : الأستاذة كبريال دباس شماعة والأستاذ عبده خاطر. فالأستاذة كبريال، أستاذة مادة الرياضيات بالفرنسية والانكليزية، في المدارس الخاصة، حيث تدرب الأساتذة على تعليم المادة، كما تدرس منهجية تدريسها في الجامعة اليسوعية. أما الأستاذ عبده خاطر فدرس ونسق مادة الرياضيات في الثانويات الرسمية والخاصة، وهوعضو لجنة الرياضيات في الامتحانات الرسمية، وألف كتبا في الرياضيات للصفوف الأساسية".

 

شربل

وقال الأستاذ شربل شربل: "ولد المعلم كي يكون رسولا، فبنى وأنشأ أنفسا وعقولا، فإذا جرى آذار وافى عيده، قم للمعلم وفه التبجيلا. رائع أن يكرم المعلم فالتكريم تتويج لمسيرة عطاء مستمر وإعلاء لقيم مثلى وأرقى أنواع التكريم ما كان صادرا عن قناعة راسخة بمزايا المكرم، واقعا في موقعه الصحيح، محفزا للاحقين على اتباع النموذج الأصيل، مؤكدا أن الوفاء والإعتراف بالجميل دليلان على رقي المجتمع وأصالة القيم فيه؛ وليس غريبا على الحركة الثقافية - أنطلياس، وهي المؤمنة بأن التربية المتنورة هي العمود الفقري في بناء الإنسان ورفعة الأوطان أن تضطلع بمهمة تكريم المعلم في عيده ممثلا اليوم بالأستاذ عبده خاطر والأستاذة الزميلة كبريال شماعة، على أمل أن تستمر بجهود المؤتمنين عليها وإخلاصهم في تأدية رسالتها السامية على رغم المعوقات الجمة التي تعترضها، فلها منا كل الشكر".

أضاف: "زاملت الأستاذ عبده خاطر لثلاثة عقود في ثانوية الياس أبو شبكة-ذوق مكايل، والتي ما زالت على حالها بعد أربعين سنة على إنشائها؛ لقد عملت يا زميلنا في الظروف الصعبة التي نعرفها وأشهد أنك كنت مثالا في الإنضباط والغيرة على المتعلمين وفي الحرص على أن تقدم لهم أفضل ما تستطيع تقديمه بغض النظر عن الفروقات التي تفرض نفسها ما بين العمل في أعرق المدارس الخاصة والعمل في الثانوية الرسمية في ظل ما هي عليه، فالمتعلم الإنسان كان هاجسك والمسألة بالدرجة الأولى أخلاقية".

وقال: "كان الأستاذ عبده معلما بكل ما في الكلمة من معنى، همه التحسين وتطوير الأساليب لتلائم مستوى المتعلمين ومقتضيات المنهاج الرسمي، وقد تولى مسؤولية تنسيق مادة الرياضيات لسنوات، فنجح فيها أيما نجاح، علما بأن إرضاء المعلمات والمعلمين أصعب من إرضاء المتعلمين".

وختم: "قصرت مدحي على الأحباب، أنظمه في من تغاوت به الأجيال والقيمُ، جعلت منه وساما رحت أضفره للحلم، للنبل، للإخلاص تزدحمُ، حتى إذا ائتلفت ألوانه وزهت من نبض القلب ونور العين تنسجمُ، أطلقته في مدى الدنيا سنونوة فجاء صدرك يستعلي ويبتسم. حقٌ لك العيد والتكريم أصدقه ما بثه القلب وازدان به الكلمُ".

 

سلوم

وتلا هيدموس كلمة الأستاذ أنطوان سلوم بالمكرمة كبريال شماعة والذي تغيب بداعي المرض وجاء فيها: "إيمانا مني بأهمية ما تلعبه الحركة الثقافية من دور جامع للمعرفة وحولها عمت أصداؤه مساحة الوطن، اسمحوا لي أن أخبركم عن مدى فخري وتشرفي بالتحدث الآن لأقدم صديقة لي ولو مع شيء من الإشادة".

أضاف: "إنما نحن اليوم في مناسبة غير اعتيادية، قد أتينا جميعا لنشهد تكريمها. هي صاحبة البصمات التي تكاد لا تحصى، هي المتميزة في شتى ميادين التربية، لعل أبرزها التعليم والتأليف والتدريب والإرشاد والتنسيق والإدارة واللائحة تطول وتطول. إنها الزميلة والصديقة السيدة غابريال دباس شماعة. من الصعبِ العثور على الكلمات المناسبة لوصف شخصيتها ولتعداد مواهبها، فالكلمات صغيرة صغيرة والإنجازات كبيرة كبيرة فكيف إذن لهذه أن تتكلم عن تلك. لدي الكثير من الصور والذكرياتِ والأعمال والمحادثات التي تجعلني أفكر بها، ربما هذا هو سبب صعوبةِ التعبيرِ عنها".

 

شماعة

من جهتها قالت المكرمة الأستاذة شماعة: "مع تعليمي الرياضيات باللغتين الفرنسية والإنكليزية أصبحت لغتي العربية ضئيلة وضعيفة وأعتذر على ذلك"، ووجهت الشكر للحركة الثقافية، والأستاذ طوني سلوم على كلامه وعادت بالذاكرة إلى الماضي شاكرة المدرسة التي تعلمت فيها التعليم الجماعي الذي تمارسه إلى اليوم"، وقالت: "لقد نشأت في مدرستي على روح النقد، الشك وعدم قبول الأمور بسهولة، كما شكرت رهبنة القلبين الأقدسبن لدعمها لها، ورهبنة العائلة المقدسة المارونية على ثقتهم، وكل الأساتذة الذين تدربوا معها".

وتطرقت إلى مسيرتها في التعليم فأشارت إلى أن "إدارة المدرسة حيث كانت تتابع الدراسة طلبت منها أن تعلم، حيث فهمت أن التعليم ليس فقط أن نتكلم، بل ان نصغي، وهو الأهم، وأن نسمع ما لا يفصح عنه التلميذ، والإصغاء هو ما ينقصنا في بلدنا لنبني الوطن الذي نصبو إليه".

وشددت على "وجوب تنمية الفكر النقدي وعدم القبول بأي شيء، فليس كل ما نراه بالعين هو حقيقي، وكان التعليم بالنسبة رسالة أبني من خلالها اللبنانيين" منتقدة اختلاف مناهج التعليم باختلاف المناطق اللبنانية والطبقات الإجتماعية". ورأت "أنه حان الوقت لأن ننجز منهجا موحدا جيدا في بلدنا، مشددة على أن المعلمين يقومون بواجب التعليم من أجل وطنهم، شاكرة الحركة الثقافية على لفتتها التكريمية".

 

خاطر

وقال الأستاذ عبده خاطر: "كتّر خير الربّ" على مهنة رسالة اخترتها بكل حب وقناعة، مذ كنت صبيا في الصف التكميلي الثاني، بدل الهندسة المعمارية التي عشقتها ولم أفكر في التخصص بها بسبب صعوباتنا المعيشية وقتذاك. وفي أثناء دراستي في دار المعلمين العليا، عرض علي أحد الأقرباء أن أدرس مادة الرياضيات للصفين التكميليين الأول والثاني. يومئذ قررت التدريس وِفق مبدأين: الأول: أن أرى هؤلاء الأولاد شبابا، وقد أصادف أحدهم يوما، فإما يغمرني وإمّا يتجاهلني...فاخترت الغمرة". "كتّر خير الربّ" لأنه، إضافة إلى رسالة التعليم، أعطاني فرصة العمل في لجنة الرياضيات للشهادة الثانوية العامة، التي كان لي شرف رئاستها لآخر ثلاث سنوات قبل التقاعد. كانت أياما رائعة. سهرنا الليالي الطوال، وتعرضنا لضغوط الوقت وتحضير الأسئلة ووضع أسس التصحيح وأعمال التصحيح وإصدار النتائج، وذلك بكل التزام ومعرفة ومحبة وتفهّم ومساواة. وعملت أيضا في الشأن العام من خلال انتخابي رئيساً لمجلس إدارة التعاونية السكنية للأستاذ الثانوي. فتمكنا بعد مخاض عسير وبمساعدة الله وكل المخلصين، من إتمام بناء مدينة صغيرة فخمة في منطقة الربوة، أوت الكثير من عائلات الأساتذة الثانويين والجامعيين وغيرهم."

تابع: "كذلك أعطاني الله  فرصة العمل النقابي الذي أوصلني إلى ترؤس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان، في ظروف الفراغ الرئاسي والشلل النيابي والتفتت الحكومي. فاستطعت بعون الله وكل الزملاء الأوادم، من تحقيق الكثير من الإنجازات التي أفتخر وتفتخر بها التربية. صدقوني أن أكثر ما أحببته من عمل، هو وجودي في الصف مع تلاميذي، محلقا في سماء الرياضيات، حتى أكاد أقول: أنا سمكة وتعليم الرياضيات مياهي".

وختم بتوجيه "كل الشكر للحركة الثقافية-أنطلياس، بشخص أمينتِها العامة الصديقة الدكتورة نايلة أبي نادر وكل الإخوة والأخوات الأحباء أعضاء الحركة، لإسهامهم في إضاءة شمعة كبيرة في هذا الظلام الدامس".

وكانت مداخلات على هامش التكريم لكل من الوزير السابق زياد بارود والشاعر رودي رحمه وغيرهم من الوجوه التعليمية والنقابية والفنية.

 

تواقيع كتب

من جهة أخرى شهد اليوم السابع توقيع كتب حيث واصل الأب مخايل روحانا توقيع كتابه "الجمهورية الخامسة" المستمر حتى نهاية المهرجان في جناح منشورات الأب روحانا.

كما وقع كل من د. أنطوان ضومط كتابه "المسيحيون المشرقيون في دولة الخلافة الإسلامية: جدلية السلطة والدين"،  والدكتور مكرم رباح كتابه موضوع الندوة في جناح دار سائر المشرق.

 

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام