متفرّقات
31 كانون الأول 2020, 09:18

ندوة لتجمّع المعلّمين عن محور العمليّة التعليميّة: لمساعدة الأهل في عمليّة محو الأمّيّة الرقميّة

الوكالة الوطنيّة للإعلام
نظّم تجمّع المعلمين في لبنان ندوة تربوية، عبر تطبيق zoom ، بعنوان "محور العملية التعليمية: مقاربات وتحديات"، حاضر فيها كل من الأستاذ الجامعي الدكتور هاشم عواضة المختص في بناء المناهج التربوية، الدكتور هشام خوري الأستاذ في كلية التربية في الجامعة اللبنانية ومستشار المركز التربوي للبحوث والإنماء، مدير الأبحاث النظرية في مركز الأبحاث والدراسات التربوية والأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور يوسف أبو خليل، وأدارتها أستاذة التعليم الثانوي هبة حيدر، بمشاركة اساتذة ومهتمين.

بداية، تحدثت حيدر "عن جائحة كورونا وخلطها للأوراق التربوية، وعن نهوض المعلم متسلحا بإيمانه وبدوره وبرساليته، ليمشي في ركب التعليم من بعد، من دون أي استعداد مسبق"، منوهة بالدور المهم الذي قام به التجمع المعلمين من حيث تدريب المعلمين على تقنيات التعليم عن بعد، وإنشاء بنك للفيديوهات التعليمية للمواد والمراحل الدراسية كافة".

واعتبرت "أن المتعلم قد انتقل من الغرفة الصفية الحافلة بالتفاعلات الاجتماعية الى صندوق معلومات وفضاء افتراضي، متمثلا بالهاتف او الكمبيوتر"، طارحة مجموعة من الأسئلة "عن موقع المهارات الفكرية في زمن احتلال العقول، وكيفية تغذية المتعلم بمفاهيم الحياة وعن مهارات الوعي بالذات، وكيفية جعل التربية سبيلا لتزكية الروح والأخلاق وتطهيرهما".


خوري
ثم تحدث خوري عن محور العملية التعليمية في ظل التعليم عن بعد ، وقال:" نحن في عصر المعرفة إذ باتت كمية هائلة من المعلومات متاحة للجميع عبر الأنترنت. هذا الأمر يضفي تغيرا على المثلث البيداغوجي فيضيف إليه عنصرا رابعا وهو تكنولوجيا التربية".

ولفت الى ان المحورية انتقلت في هذا المثلث التربوي الى الشراكة بين المعلم والمتعلم، وبدأ العمل على مهارات القرن 21 التي تساعد الطالب على أن يكون متعلما مدى الحياة".

وتابع:"في ظل جائحة كورونا تضاف نقطة أخرى الى هذه المحورية بين المعلم والمتعلم وهي دور أولياء الأمور"، متسائلا "عن مستوى جهوزية الأهل في مرحلة التعليم عن بعد؟ وكيف نساعد الأهل في هذه العملية؟".

ودعا الفاعليات التربوية الى القيام بخطوات لمساعدة الأهل في عملية محو الأمية الرقمية".

واعتبر "أن الأستاذ يقوم بمجهود شخصي ضخم في التعليم من بعد، وقد حقق نتيجة جيدة الى جيد جدا على هذا المستوى. إلا أن المتعلم لا يمتلك بعد مهارة التعلم الذاتي ليكون مواكبا للمعلم بشكل كامل".

وتحدث عن عمل المركز التربوي للدراسات والبحوث، واشار إلى أن "المركز قد بدأ منذ 3 أسابيع بسلسلة ورش تدريبية ضمن مشروع Training Management System ، وأنشأ منصة تعلمية تحوي ملفا متكاملا للأستاذ بهدف مواكبة الطالب خلال العملية التعليمية التعلمية، وتتضمن موارد يستطيع الأستاذ استخدامها، والقيام بتشريكها مع المنهج ليصمم درسا متكاملا".

وختم "بتحديد بعض منهجيات التعليم عن بعد كالتعليم المدمج والتعليم المعزز باستخدام التكنولوجيا، والتعلم عن بعد بشكل كامل"، واعتبر "أن منهجنا ما زال غير جاهز لهذا التحول النوعي في التعليم".


عواضة
ثم تحدث عواضة عن موقع المتعلم في عملية التعليم والتعلم: الواقع والمرتجى، فقد عد أن التعليم يفترض التفاعل بين الأقطاب الثلاثة لعملية التعليم وهي: المعلم والمتعلم والمعارف".

وحدد "أن المرتجى في هذه العملية في المرحلة الراهنة، هو رفع مستوى التكامل بين هذه الأقطاب، وإعداد المتعلم على التعلم الذاتي".

وبين "ان المعلم يمر في ثلاث مراحل خلال العملية التعليمية، يكون مركزا للتفاعلات التربوية، ثم يصبح وسيطا وموجها، وبعد ذلك ينسحب من التفاعلات بعد إنجاز مهمته ليعطي الدور للمتعلم".

وحدد مراحل العملية التعليمية - التعلمية التي تبدأ من الهدف التعليمي الذي قد يكون قدرة أو مهارة أو موقفا وجدانيا يراد تحققه لدى المتعلم".

وأكد "دور طرق التعليم والتعلم التي هي وحدة متكاملة من الإجراءات والتقنيات المختارة من قبل المعلم"، واعتبر "أن هذا الواقع المستجد يحتاج الى تخطيط تربوي لتسريع الخطى باتجاه المرتجى".


ابو خليل
بدوره تناول ابو خليل موضوع مرتكزات التربية والتعليم في فكر الامام القائد الخامنئي الذي أَولى أهمية كبيرة للتربية والتعليم"، وحدد "أن مؤسسات التربية والتعليم هي من أهم المؤسسات كما ونوعا، لأن العملية التربوية ليست عبارة عن إنفاق مالي، وإنما هي استثمار".

وقال:"لقد شبه الإمام هذه المؤسسات بالجهاز العصبي للمجتمع، فبنظره التربية والتعليم، ليست عملية نقل معارف، وإنما هي العامل الأساسي في بناء الحضارة"، لافتا الى "أن عملية التربية والتعليم تعد مشروعا حضاريا يعبر عن هوية ثقافية، ويتطلب استشراف المستقبل، والبرامج المطروحة في التربية والتعليم يجب أن تكون محلية الصنع من حيث المضامين".

وتابع:"تتضمن هذه العملية نظام حوكمة وتقويم، يجب أن يكون نابعا من السيادة الداخلية والمحلية، ولذا تم رفض الفلسفة الاجتماعية الغربية من قبل الإمام الخامنئي، التي تقوم على البعد المادي فقط، إذ إننا يجب أن ننظر الى الإنسان ببعديه المادي والروحي".

وبين "ماهية مفهوم الحياة الطيبة الذي أطلقه الإمام الخامنئي، الذي يرمز الى نمط الحياة التي تقوم على البعدين المادي والمعنوي".

وختم:"أما في موضوع التعليم عن بعد، فاعتبر أن الإمام الخامنئي قد أشار الى ضرورة الإلتفات الى التحديات الناشئة من إدخال برامج ومفاهيم أخرى الى العملية التعليمية".