متفرّقات
13 آذار 2023, 07:15

ندوتان وتكريم وتوقيع كتب في اليوم ما قبل الأخير لمهرجان الكتاب في أنطلياس

تيلي لوميار/ نورسات
أقيمت ندوتان جديدتان في إطار نشاطات اليوم التاسع من مهرجان الكتاب، الذي تنظمه الحركة الثقافية - أنطلياس في نسخته الأربعين بعنوان "ثقافة الحرية والمئوية الثالثة للحضور الأنطوني في أنطلياس"، وكرم الفنان صلاح تيزاني تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة.

وكانت الندوة الأولى عن كتاب رئيس مؤسسة أرض المبدعين الأستاذ كمال بكاسيني "المفاهيم الخاطئة وثورة تشرين"، في حين ناقشت الثانية "المأزق الاقتصادي والمالي: المخارج الممكنة"، وتخلل اليوم التاسع توقيع كتب.

 

الندوة الأولى

وقالت المحامية حياة هاشم طعمة التي أدارت الندوة عن كتاب بكاسيني: "بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن وبعد التوقف القسري عاد المهرجان اللبناني للكتاب الذي تنظمه الحركة الثقافية في مقرها في دير مار الياس - أنطلياس. ونجتمع اليوم حول كتاب كمال بكاسيني "المفاهيم الخاطئة، ثورة تشرين".

 

عبود

ثم أعطت الكلمة لرئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود الذي قال: "عرفت من هو الأستاذ كمال عندما تكلمت إليه ولكن مهما عرفنا شخصا من خلال كلامه سيبقى لدينا شك لأن كثرا يمكنهم أن يكونوا فلاسفة وإنما نريد أن نرى ما يقولون في أعمالهم، وهذا ما يقوله القديس يعقوب: "أرني إيمانك بأعمالك"، وكان يسوع سبق وقال"من ثمارهم تعرفونهم".

أضاف: "لمست من خلال تعرفي إلى كمال انخراطه في العمل الإجتماعي، فهو معني بالفقير، بالإنسان، ويقوم بمساعدات عديدة ما يجعلنا غير قادرين إلا على الوقوف إلى جانب هكذا أشخاص، ونومن أيضا أن الجمرة التي تشتعل بمفردها تنطفئ، لذلك إن تولى كل منا وقد النار الموجودة في قلبه، ودعم النار الموجودة عند الآخرين، فذلك سيجعل النار تشتعل كما أشار يسوع "جئت لألقي نارا وما أشد رغبتي أن تشتعل".

وتابع: "كما لفتتني المسيرة التي نظمت إلى عنايا وساهمت يا كمال فيهاو شارك فيها شبيبة كاريتاس، فلقاؤنا عند أشخاص لا يموتون يثبت لنا أن "السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول" ونعرف أن وقت المحن ليس لنا من ملجأ سوى ربنا وهذا ما اختبرناه عندما اهتزت فينا الأرض واهتزت قلوبنا".

وقال: "ما أقوله ليس محاضرة لا بالأدب ولا بالفلسفة بل محاكاة وملاقاة لما كتبه بكاسيني في خواطره التي تنوعت وتعددت لتطال الوطن والمجتمع والإنسان، لعبة وضع المفاهيم الوطنية والسياسية والإجتماعية الخاطئة في موقعها الضروري الصحيح كما هو رآها. حلمه بوطن أراده حضاريا مدنيا متقدما راقيا يتمتع بحكم ذاتي لكل تجار الهيكل عبدة الفضة أزلام الخارج".

وأردف: "كتب بكاسيني بحبر القلب والنبض الناس والشارع عن مفاهيم الوطن الخاطئة لا بل المشوهة فالمفهوم المحض في تفكيره؛ إنها محابكة في المفاهيم التي أتت عن معرفة لا عن جهل بالقول وبالفعل لتحقيق غايات في نفس يعقوب. كما يظهر رفض الإستزلام الداخلي والخارجي. طالب بإيقاظ روح الثورة لأن ميثاق الأحرار يرفض الجبناء، فكل من عشق المسيح عشق فيه الثورة، فالثورة واجب لأن اللامبالاة هي شهادة زور".

وأشار إلى أن "بكاسيني نادى بثقافة الإنسان الحر والوحي الإرادي ورفض الإنكفاء وطالب بالمشاركة في الحياة السياسية عن إدراك يعكس التفكير السليم في مستقبل بناء وترك الماضي السلبي وراءنا".

 

بكاسيني

وكانت كلمة لبكاسيني عبر فيها عن ثورته على المفاهيم الخاطئة السائدة في بلادنا، وقال: "لتكون مؤمنا بالله وبوطنك وتعرف التمييز بين الصح والغلط وأين يكمن الخلل وكيفية الحل وكي تختار، ينبغي أن تكون مقتنعا بأن المبدأ هو قبل كل شي، حتى قبل الدين قبل الخيارات والمصالح، وبأن المفاهيم لا تتجزأ، بل هي واحدة هنا وفي كل مكان: لا يمكنك "روتشتها" حسب مذاقك أو مصلحتك فتختلق عبارات ومصطلحات وأوهاما كي تبرر رغبتك في أن تكون "زلمة" زعيم أو أن  تصل إلى أحد المناصب، لا يمكنك أن تخيط المفاهيم على قياسك وبحسب مصلحة زعيمك أو حزبك مقتنعا بأنها هي الصح وهي الحل".

وسأل: "هل سبق وسمعتم أن في بلد ما في العالم هناك جيش وهناك مقاومة أو إن هذا اختراع لبناني؟ بحجة أن الجيش ضعيف والمقاومة أقوى اذا هي تحارب وهو يمكث في الثكنات؟ وهل هناك دولة في العالم سائبة الحدود وعنابر مشرعة ومقسمة كانتونات لا تعرف الدولة ما في داخلها؟ هل تعلمون أنه في الدول التي تحترم نفسها الدولة على علم بأرقام الأسلحة الموجودة في أيدي الناس كي تتمكن من معرفة المسؤول عن الجريمة عند وقوعها؟"

وقال: "إن مفهوم سيادة الدولة لا يتجزأ والجيش الواحد والقوة الأمنية وحرية الناس والمعتقد والدين، كذلك لا ازدواجية فيها لمعيار العداء،، فكل من ينتهك حرمة وسيادة أرضك هو عدو مهما كان ومهما كانت هويته أكان إسرائيليا أو سوريا أو إيرانيا أو سعوديا وعلى الشعب بأكمله مقاومة هذا العدو وليس فريق واحد، وإلا سنبقى كما نحن الآن مجموعة شعوب تسكن مع بعضها البعض".

وأشار إلى أن "لبنان ليس بلدا مختلفا عن سائر البلدان بل نحن المتخلفون؛ نتغنى بأنه بلد الحرية الذي لجأ إليه المضطهدون وهو كذلك، ولكن دولة فيها حرية وهي غير قادرة وقوية فإن ذلك يدمر المجتمع"، منتقدا "الوضع المزري الذي وصلنا إليه في جميع القطاعات بحجة ان اللبناني "أبو ربا" قادر على اجتراح الحلول لكل المشاكل اليومية".

وطالب اللبنانيين "بوقفة رجال على غرار وقفة أولادهم في 17 تشرين فهؤلاء هم أشرف الناس"، معتبرا أن "الحل الوحيد لننقذ بلدنا هو أن نؤسس دويلة في قلب الدويلة، ولكنها مختلفة عن دويلتهم لأنها دويلة فكر وثقافة وإبداع ووطنية وعنوانها لبنان".

 

الندوة الثانية

وأدار المحامي جورج بارود الندوة الثانية التي ناقشت "المأزق الإقتصادي والمالي: المخارج الممكنة". وقال: "يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لرحيل باني الجيش اللبناني والمؤسسات ودولة القانون فخامة رئيس الجمهورية الأسبق الجنرال فؤاد شهاب الذي أرسى القواعد الملزمة لبناء إدارة تعتمد الكفاءة وتحارب الزبائنية والفساد وتركز على الرقابة الحسابية والقضائية السابقة واللاحقة لكل عمل تقوم به الإدارة المالية وتحاسب كل موظف أو مسؤول يخالف القانون أو يتجاوز حدوده وصلاحياته ولا يتقيد بالإجازة التي يمنحها المجلس النيابي  ممثل الشعب، في الإنفاق الذي تقوم به السلطة التنفيذية، ويتجاوز الإعتمادات المقدرة لها. وقد أنشأ من أجل ذلك مؤسسات، منها مجلس الخدمة المدنية وديوان المحاسبة والتفتيش المركزي ومجلس التأديب والتفتيش القضائي، كما ساهم في إنعاش الإنماء الزراعي والصناعي والإجتماعي بإنشائه المشروع الأخضر والإنعاش الإجتماعي إلى ما هناك من مؤسسات تنموية واقتصادية، ما جعل لبنان في مصاف الدول المتقدمة على الصعيد الإقتصادي والمالي، كان ذلك حتى العام 1970 تقريبا، أو 1974".

أضاف: "ولا ننسى أن المغفور له الرئيس فؤاد شهاب استلم السلطة بعد انتخابه رئيسا لدولة عانت على مدى نصف عام تقريبا، من ثورة حرب أهلية سببتها سياسة المحاور وجنوح قسم من اللبنانيين إلى تنفيذ سياسات إقليمية وجنوح قسم آخر منهم إلى التمسك بسياسات دولية، ما هدد في حينه الوحدة الوطنية والعيش المشترك. التاريخ يعيد نفسه. فهل تجدر المقارنة بين ما يعيشه اليوم هذا الوطن المسكين وبين تلك المرحلة من تاريخه؟ وهل كتب على أجياله المتعاقبة أن تعيش على الدوام في ظل الثورات والحروب وأن تشهد على تدمير ما يكون قد أنجز من ترميم وبناء فيه؟ لقد بدأت مرحلة جديدة من البناء والعمران في لبنان بعد اتفاق الطائف عن 1991 الذي يقال أنه تم لإنهاء الحرب في تلك المرحلة واعتمدت سياسة العمران على الإستثمارات من خلال الإستدانة والقروض وإغراء أصحاب الثروات بفوائد باهظة تشجعهم على إيداع أموالهم في المصارف اللبنانية التي كانت تعتمد سياسة الإيداع لدى البنك المركزي بفوائد أكثر ارتفاعا." والذي بدوره يمول الخزينة اللبنانية بفوائد أكثر وأكثر ارتفاعا فيحقق كل طرف هامشا كبيرا من الربح، ناهيك عن القروض الأجنبية التي كانت تعتمدها الدولة عن طريق سندات الخزينة واليوروبوند. ومن أجل إرضاء السياسيين الذين قبضوا على خناق الدولة آنذاك، وكلهم من الميليشيات التي كانت تتصارع في الحرب الأهلية، أنشئت مجالس وصناديق يستفيد كل زعيم طائفي من أحدها".

وسأل: "هل الانهيار أصبح محتما علينا وهل هناك مخارج ممكنة للانتشال منه؟ وهل أصبح من المتعذر علينا الإصلاح في القضاء والإدارة العامة والقطاع المصرفي والمؤسسات العامة والخاصة؟ وهل حكم على نقدنا بالإنهيار وعلى اقتصادنا بالموت؟ وهل هناك ما يمنع من اعتماد سياسة  يتقيد فيها بالقواعد المعمول بها في كافة دول العالم لجهة احترام موازناتنا وقطع الحساب المتعلق بها والعودة إلى الأنظمة التي وضعت أيام فؤاد شهاب أم بتنا مخيرين بين إنشاء نظام آخر لوطننا أو الكفر به والرحيل عنه؟"

 

ضاهر

وقال المحامي كريم ضاهر: "وإن كنا حاليا في عين العاصفة فإني سأختصر وضعنا بأربعة عناوين رئيسية لأظهر عبر تبسيط للأمور أن هناك إمكانية للخروج من هذا المأزق ولكن بشروط مسبقة ينبغي تحقيقها. إن تطبيق أي حال سيكون صعبا إذا بقينا مع حوكمة مثل الموجودة حاليا مع أشخاص يمنعون تحقيق الإصلاحات وهم معذورون لأن هدفهم منع المحاسبة لأنهم مرتكبين فالإصلاحات تكشف الإرتكابات. فنحن الآن على ضفتين: فريقين يريد التغيير عبر تحقيق الإصلاحات المرجوة وفريق يريد الحفاظ على الأمور كما هي كما سبق وحدث بعد تجربة 15 سنة من الحرب".

أضاف: "ذهبت كل مدخراتنا ولم تحقق الضرائب شبكة الأمان الإجتماعية ففي فنزويلا مثلا هناك أخطاء إقتصادية ارتكبت ولكن ترافق ذلك مع تحقيق شبكة أمان إجتماعية، والحل يبدأ برؤية الحقائق والخروج من النكران مدركين أن الأزمة ليست وليدة ساعتها وناجمة عن تخلف لبنان عن دفع ديونه في عام 2020؟ أم ثورة 17 تشرين سببت ذلك وتوقف المصارف عن دفع الودائع؟ أم إن جذور المشكلة ترجع بالتاريخ إلى أبعد كثير من هذين التاريخين؟ إذا عدنا ثلاثين سنة إلى الوراء نرى أن إقتصادنا هو إقتصاد ريعي قائم على الإستهلاك الذي تم تمويله عن طريق تحويلات المغتربين من الخارج وخصوصا عن طريق الإستدانة بسبب تثبيت سعر الصرف، وضربنا بذلك الإقتصاد المنتج، فأصحاب المصانع والمعامل والمزارع باعوها طمعا بالفائدة على سندات الخزينة وغيرها الأمر الذي ضرب الإنتاجية في مجتمعنا وجعل اللبناني كسولا يبغي الربح السريع".

وتابع: "كذلك كان اقتصادنا احتكاريا مانعا بذلك المستثمرين الحقيقيين وأفرغ البلاد من حضورهم فسببت الإستدانة عجزا في الموازنة، والدين ليس أمرا سيئا إن كان بهدف إنشاء البنى التحتية وتحفيز النمو وإقامة المشاريع التي بقدرتها فضلا عن تسديده تحقيق الربح، ولكننا صرفناه هدرا وزبائنيا مثل معاشات موظفي الإدارة غير الكفوئين، وبمشاريع عامة لبنى تحتية كلفت أضعاف كلفتها الفعلية، وبات عندنا عجز مستدام منذ عام 1990 حتى اليوم، ترافق مع عجز في الميزان التجاري، وتفاقم العجز في الحساب الجاري، وبات هناك عجز في ميزان المدفوعات، والمأخذ على المصارف أنها لم تترقب وقوعنا في المأزق عاجلا أم آجلا إن لم تتحقق الإصلاحات"، محملا "المسؤولية للحكام والقطاع المصرفي والسلطة الناظمة أي مصرف لبنان".

وقال: "كانت الأزمة لتكون أزمة سيولة وليس أزمة ملاءة  لو اتخذت السلطة الناظمة في 2019 التدابير العاجلة، عبر الكابيتول كونترول، والشروع في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لكنا وصلنا إلى نتيجة وحصلنا على المال المطلوب للدفع للمودعين لكي لا يشعروا بالأزمة، وذلك لم يحدث للأسف لأن ليست هناك حوكمة أو بعد نظر، ولأن هناك أنانية وتكبر".

 

بطيش

بدوره قال الوزير السابق منصور بطيش: "لبنان يعاني منذ عقود من أزمات متراكمة ومتناسلة نتيجة نظام سياسي لم يتطور بإتجاه الحداثة بسبب ممارسات معظم من حكموا فعلى مدى قرابة نصف قرن حمل هذا النظام بذاته بذور انفجاره من الداخل وتفجيره من الخارج سياسيا وأمنيًا وإحتماعيا وإقتصاديا وماليا".

ورأى أن "المطلوب هو إعادة تكوين السلطة على أسس الديموقراطية والعدالة والشفافية لحماية المجتمع والمواطن الفرد من الاستئثار والطغيان، فاللبنانيون بحاجة لخطة متكاملة للتعافي السياسي والإقتصادي والمالي وحتى في العلاقات المجتمعية منطلقها عقد إجتماعي جديد ركيزته دولة مدنية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات أمام القانون وتستعيد فيها القيم مكانتها لدى العاملين  في الحياة العامة".

وشدد على أن "المداميك الأساسية لمشاريع الحلول هي إعادة الاعتبار للتجربة اللبنانية الفريدة بتجديد العقد الإجتماعي الضامن للتنوع الثقافي والديني على أسس تحاكي الحداثة وتزيل الخوف، التأكيد على إلزامية إحترام شرعة حقوق الإنسان وتطبيقها في التعاطي بين الناس مع التشديد على احترام الحريات الشخصية والعامة وإقرار قوانين عقابية صارمة، قوننة نبذ العنف نهائيا بين اللبنانيين بكل أشكاله العسكرية والفكرية والكلامية وتكريس ثقافة قبول الآخر في المناهج التربوية وقوانين الجمعيات والأحزاب، وضع حد لذهنية التعطيل مهما كانت التبريرات ولا سيما تعطيل عمل المؤسسات والإصلاحات بكل أنواعها، تثبيت نهج المحاسبة ومكافحة الفساد وإزالة رواسب ذهنية الريع والتشدد في كشف التعديات على المال العام وأولها في حسابات مصرف لبنان".

أضاف: "كذلك العمل على قيام دولة المواطنة بديلا من أوهام الطوائف ومصالح الخارج عبر إرساء الدولة المدنية ولا سيما لجهة قانون مدني يساوي بين جميع المواطنين وتأمين حقوقهم كافة وتطبيق اللامركزية الموسعة ولا سيما المالية، إقرار خطة للتعافي المالي والنقدي تنطلق من توزيع عادل ومنصف للخسائر على أساس حجم مسؤولية كل جهة ومقدار إستفادتهم، إعادة هيكلة القطاع المالي، مصرف لبنان وتوابعه، المصارف التجارية ومصارف الأعمال، شركات التأمين وإعادة التأمين، إقرار موازنة إصلاحية للعام 2023 تعكس خيارات إقتصادية واضحة ولا تكون لها آثار إنكماشية على الإقتصاد، تصفير العجز المالي البنيوي الذي أصبح متاحا في غضون سنتين أو ثلاث، أنا العجز المالي غير البنيوي الناتج عن نفقات إستثمارية تحفز النمو الإقتصادي المستدام فيبقى ضروريا مرحليا من خلال سيدر لإعادة تأهيل البنى التحتية وتطال إيجابيات البعد الإجتماعي والنشاط الإقتصادي، قيام وزارة المالية بإعداد لائحة بموجودات الدولة لتحسين إستثمارها، إجراء تغيير جذري في هيكل الإقتصاد اللبناني وبنيته لينتقل من ريعي مهجر للطاقات إلى منتج حيوي ومؤنسن، إقرار نظام ضرائبي عادل يرتكز على الضريبة التصاعدية، إقرار خطة شاملة للنقل، التشدد بمكافحة التهريب والتهرب الضريبي، إعادة هيكلة القطاع العام وترشيقه وتحديثه، إتخاذ التدابير الآيلة إلى توطيد ثقافة الإقتصاد الأخضر، تطوير أنظمة الحماية الإجتماعية والرعاية الصحية لتصبح أكثر عدالة ومساواة بين العاملين، تأمين شبكة حماية للنظام الإستشفائي في لبنان، دعم قطاع التربية والتعليم ضمن خطة التعافي الإقتصادي والمالي وتطوير المدرسة الرسمية والمناهج والجامعة اللبنانية".

 

تكريم "أبو سليم"

وقالت بريجيت كساب التي أدارت تكريم الفنان صلاح تيزاني: "في هذه الأمسية، سوف نركب واياكم عربة الزمان ونعود إلى الوراء، إلى سنين حيث كنا نتسمّر على شاشات التلفزيون لنضحك ونستمتع بمشاهد المسلسلات التلفزيونية اللبنانية الشيقة والمضحكة ونتكلم هنا عن مسلسلات ابو سليم الطبل وفرقته المسموح مشاهدتها من قبل الاهل قبل النوم. كانت المسلسلات التي يحق لنا مشاهدتها اطفالا، معدودة، إذ يحرص الآباء والامهات على انتقاء الجيّد منها التي لا يمكن ان تفسدنا باي شكل من الاشكال. من منّا لا يذكرسيارة الجمعية، والابواب السبعة حيث كنا ننتظر اسبوعا بكامله لنعرف ماذا وراء هذه الابواب باب تلو باب".

أضافت: "في هذه الأمسية سوف نحاول أن نرد البعض من هذا الجميل من خلال تكريم الفنان صلاح تيزاني أو أبو سليم كما عرفناه دائما. هو من عرف كيف يضحكنا إذ إن هذه المهمة من أصعب المهام على الاطلاق. أن تتمكن من إضحاك الناس وتسليتها من خلال شخصية أو موقف او كلمة او حركة، فكانت أعمال أبو سليم متماسكة مترابطة من حيث الدور والشخصية والحركة بإحساس مرهف وشغف كبير لما يقوم به حيث يظهر جليا في أعماله. لم يتعلم التمثيل والكتابة في الجامعات إنما عاش بين النالس الطيبين البسطاء واستلهم منهم الطيبة والحنكة والمعرفة ووضعها بقالب هزلي كوميدي احبه الناس وعشقوه حتى انهم صاروا يقلدونه في الواقع".

وختمت: "أفتخر شخصيا بأن أجلس اليوم إلى جانب الفنان المبدع أبو سليم الذي سكن ذاكرتي طفلة واحببت أعماله المسرحية والتلفزيونية والسينمائية أعجبت بالشخصيات التي رسمها كتابة وحوارا وتمثيلا".

 

قسيس

وبعد عرض فيديو تحدث فيه تيزاني عن مسيرته الفنية منذ الطفولة وكل ما اعتراها من صعوبات وتضحيات وعطاءات، قال نقيب الفنانين المحترفين جان قسيس: "متكئا على سنوات العمر، ما زال على شباب العطاء، عامرا بالفرح والحب. سيد الضحكة هو، رسمها على شفاهنا مذ كنا أطفالا، وغرس في ذاكرتنا حكايات الوطن والناس، ومسح عن جباهنا ملامح التعب، ولم يتعب هو. تعرفونه جميعا وربما لا. تعرفون "أبا سليم"، لكنكم لا تعرفون صلاح تيزاني".

أضاف: "قد تكون الأعوام القليلة الّتي قضاها أبو سليم على مقاعد الدراسة، غير كافية ليطلع من إِهابها علم كبير، غير أنَ ذلك اليَّ الصغير عرف كيف يعتنق مدرسة الحياة، على قساوتها، ويغرف منها التجربة تلو الأخرى، متسلحا بموهبة فذة حباها الله على الفطرة وعلى السجية الطيبة، وإِلا، فكيف لإِنسان يكاد أَن يفك الحرف، أَن يخط لنفسه مسيرة فنية حافلة بالعطاءات".

 

وقال: "في كتابه "أيَّام من ذاكرتي"، يروي صلاح تيزاني شيئا من سيرته الذاتية مؤكدا أن ميوله الفنية برزت لديه في سن الخامسة، حيث كان يجمع رفاقه الصغار ويدبر لهم المقالب المضحكة. حياته لم تكن وردية، إذ توفي والده حين كان صلاح يبلغ بالكاد السابعة عشرة، فاضطر إلى العمل لإعالة أمه وإخوته".

وأردف: "أبو سليم، مهما قلنا فيك نبقى قاصرين. أنت الّذي حبستنا في دائرتك الجميلة منذ أكثر من خمسة وسبعين عاما، ونقلتنا على أجنحة الفرح إلى عالم أحببناه وأحببناك فيه. وكم حملت في أعمالك وجع الوطن الّذي لم ينته بعد. ما تركت موضوعا لم تكتب فيه، وكأنك شبه نبي برؤيتك الصارخة، إستشرفت المآسي الذي عاشها هذا الوطن وما يزال، وقد أعطيته عمرك كله ولم يعطك شيئا في المقابل.أطال الله في عمرك، وأبقى لنا فنك ولبنان".

 

تيزاني

بدوره شكر تيزاني المكرمين على لفتتهم وشدد على الإخلاص للعمل وقال: "العمل هو الأكثر أنانية لأنه لا يقبل أن يشرك به ومن لا يكون خادما لعمله مهما كان فلن ينجح فيه، ولن ينجح بحياته".

أضاف: "عانينا كثيرا في حياتنا وفي مسيرتنا الفنية ورغم كل تحذيرات الأهل إنخرطنا للنهاية حيث في البيئة التي عشناها فيها في طرابلس كانت تحرم وتزدري الفن والتمثيل، وتطرق إلى كل ما يعترض المجال الفني ويجعله أصعب ولا سيم عدم تقبل العائلة والمجتمع".

وشهد يوم ما قبل ختام المهرجان توقيع كتب، إذ وقع كل من د. سيمون كشر كتابه "التغيير السياسي في مجتمع تعددي: تجربة فؤاد شهاب"، والعميد المتقاعد أنطوان الحلبي كتابه "الخيار الأخير" في جناح دار سائر المشرق، كما وقع بكاسيني كتابه موضوع الندوة في جناح "أرض المبدعين".

كذلك واصل الأب مخايل روحانا توقيع كتابه "الجمهورية الخامسة" المستمر حتى نهاية المهرجان في جناح منشورات الأب روحانا.

 

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام