لبنان
12 شباط 2016, 13:56

نشاط البطريرك الراعي - بكركي الجمعة 12 شباط 2016

إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم الجمعة 12 شباط 2016، في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الثقافة روني عريجي الذي أشار الى ان اللقاء "تخلله نقاش في المواضيع السياسية الراهنة ومنها عودة الحكومة إلى العمل، إضافةً إلى ما أُثير في مسألة الموظّفين المسيحيين في الإدارات العامّة،" مؤكدا" أنّ هذا الموضوع تقتضي مقاربته بكثير من الحكمة والروح الوطنية، مع المحافظة على المشاركة الفعلية لجميع مكوّنات الوطن، في هيكلية الدولة."


ولفت عريجي الى انه تمّ البحث ايضا، " في موضوع وادي قاديشا والخطوات التّنفيذية المرتقبة بعد المؤتمر الذي حصل في بكركي، والذي أرسى مبادئ إدارة الوادي."
ثم التقى غبطته النائب غويندال رويار أمين سر لجنة الدفاع والقوات المسلحة في البرلمان الفرنسي، يرافقه المستشار الثاني في السفارة الفرنسية جان كريستوف اوجيه، والمحامية جويل بو عبود في زيارة أثنى بعدها رويار على "الأجواء الودية والشفافية والوضوح التي سادت على اللقاء مع غبطته على الرغم من صعوبة ودقة الوضع الذي يمر به لبنان،" مضيفا" انها زيارتي الأولى للصرح ولقد لفتني الحضور المهيب لصاحب الغبطة، الممزوج مع تواضع انساني مميز."
 وأكد رويار:" اننا على توافق تام مع صاحب الغبطة على حالة الطوارئ المسيطرة على الوضع الراهن. الحرب في سوريا لا يمكنها ان تستمر. ويمكنني الإستشهاد بما قاله غبطته حول هذا الأمر بضرورة رفع الأصوات للقول، هذا يكفي. لذلك يجب تسريع المفاوضات، وايجاد حلول سياسية، فالوضع الإنساني اضافة الى أهمية الحفاظ على الكيان اللبناني، يفرضان وقف الحرب في سوريا. من السهل قول هذا الأمر ومن الصعب تنفيذه،  ولكن الوقت قد حان."
وأضاف رويار:" كذلك تطرقنا الى المسألة الرئاسية في لبنان، وهي ايضا تمثل حالة طوارئ، سواء بالنسبة للوضع الإقليمي او بالنسبة للوضع اللبناني الداخلي. فلهذا البلد نقاط قوة استثنائية ولكنه ينغمس في الإهمال وفي الصعوبات الإقتصادية والإجتماعية. نقول هذا يكفي، وعلى  المسؤولين ان يعوا هذا الأمر، وان يعملوا  على حل هذه الازمة وذلك من خلال التوجه الى البرلمان."
وتابع رويار:" نحن نقدر الجهود والمبادرات التي يقوم بها وبشكل مستمر صاحب الغبطة لإيجاد حل للأزمة اللبنانية من خلال انتخاب رئيس للبلاد. كما اننا ندعم المبادرات التي يقوم بها سيدنا مع المسؤولين المسيحيين وايضا مع المسؤولين السنة والشيعة في هذا البلد. ونتمنى حصول اتفاق شامل يعلو فوق كل المصالح الشخصية. وهنا يجب الإبتعاد عن الحسابات الصغيرة والتعاون من اجل انتخاب رئيس لهذا البلد لكي تستعيد المؤسسات عملها الطبيعي.  لبنان بلد صغير ولكنه عظيم الشأن، انا احب كثيرا هذا البلد، وخطيبتي لبنانية. ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يقدم كل الدعم والمساعدة، وفرنسا مستعدة دائما لمد يد العون وهي الى جانب الجميع في هذا الوضع الطارئ، ولكن على المسؤولين اللبنانيين على تنوعهم، تحمل مسؤولياتهم."
وعن الوضع المسيحي في لبنان أوضح رويار:" لقد عرضنا مع غبطته لوضع المسيحيين في الشرق بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص. وهنا ايضا نؤكد تضامننا مع سيدنا البطريرك الراعي بان مستقبل مسيحيي لبنان هو في الشرق وفي لبنان وليس في اوروبا. حتى ولو قدمت اوروبا ما بوسعها من مساعدة لمن هم بحاجة سواء هنا ام في اوروبا. ولكن اكرر ان مستقبل المسيحيين هو هنا في هذا الشرق. وعلينا الحفاظ على هذه الهوية الشرقية مع السنة والشيعة وبالتأكيد ايضا مع المسيحيين بتنوعهم وتنوع الكنائس الشرقية. نحن متفقون في هذا الإطار، بان فرنسا تساعد وعليها المساعدة لكي يبقى المسيحييون هنا، وبالتالي فان فريقا في  البرلمان الفرنسي يتحرك هو ايضا في هذا الإتجاه من خلال مجموعة النواب الذين يدعمون مسيحيي الشرق والأقليات في لبنان والشرق الأوسط. ونحن كدائرة نعمل على تقديم المساعدة للمسيحيين من خلال استقطاب الدعم المادي والمعنوي لهم،  وهذا التحرك يجب ان يكون جماعيا لكي لا يكون الأمر مجرد كلام وانما فعل ايضا."
وختم  رويار:" نحن نشدد على ما قاله غبطته بضرورة رفع الصوت ومنها صوت فرنسا للقول كفى نحن في وضع متأزم وليتحمل كل واحد مسؤوليته لأن الوضع خطير جدا. وبالتالي نحن نطلق رسالة تنبيه واعلان حالة طوارئ وفي الوقت ذاته رسالة امل."
ثم استقبل صاحب الغبطة النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الإعلام والتّواصل في القوات اللبنانية ملحم الرياشي، وقال كنعان بعد اللقاء:" لقد وضعنا غبطته في أجواء الإتصالات التي نقوم بها وخصوصا بعد لقاء معراب وبعد سماعنا للمواقف ورؤيتنا بشكل واضح جدّاً للإيجابيّات على المستوى المسيحي وعلى المستوى الوطني الذي تركها هذا اللّقاء وهذا الإتّفاق. لقد  أكّدنا اليوم مرّة ثانية مع غبطته على ضرورة الإحتكام إلى رأي النّاس، فالدّيموقراطية لها أصول وهذه الأصول تبدأ في قلب البيت. ونحن داخل البيت المسيحي، وكما بات واضحا اليوم، نريد استكمال هذا التّفاهم بكل طيبة خاطر وبكل حسم وحزم، إنّما علينا ايضا أن ننظر إلى الشّريك في الوطن ونقول له إنّنا مستعدّون على المستوى الوطني أن نكون على اتّفاق وهذا الإتّفاق يجب أن يأخذ بعين الإعتبار هذه الإرادة المسيحية التي تنادي بوحدة لبنان والدّستور وتطوير هذه العلاقة الموجودة وهذه الممارسة الدّيموقراطية في البلد."
وتابع كنعان:" وعلى هذا الأساس كانت الجلسة إيجابيّة وجيّدة مع سيدنا البطريرك، ونحن وعدناه أن نُكمل بهذا التّواصل، علّه نستطيع في الأيّام المقبلة أن نخطو الخطوة النهائية اوالأخيرة، للخروج من الأزمة التي نحن فيها، وتجسيد هذه الإرادة المسيحية-الوطنيّة التي نريدها جامعةً وليس مجتزأة."
وعن فرض الدستور ضرورة النزول الى المجلس النيابي لإنتخاب رئيس للجمهورية أوضح كنعان:" ان الدّستور يفرض أن يكون هنالك انتخابات نيابية، والدّستور يفرض انه في نظام تعدّدي طائفيّ كالنّظام اللّبناني يؤخذ بعين الإعتبار رأي العائلات الطّائفيّة الموجودة في لبنان. لقد احترم المسيحيون و على مدى 25 سنة من الطائف إلى اليوم، إرادة الشّريك الآخر في الوطن، والمطلوب اليوم هو ان يكون هناك احترام لإرادتنا وهكذا تكون الدّيموقراطية الصحيحة ، فالدّيموقراطية ليست لائحة طعام او عملية مجتزأة، وهي إمّا أن تكون كاملة أو لا تكون."
ومن زوار الصرح وزير التربية الياس بو صعب الذي عرض مع غبطته لشؤون تربوية وسياسية متعلقة بالوضع اللبناني، وأكد بو صعب بعد اللقاء:" ان الظروف التي نمرّ بها اليوم هي ظروف استثنائية تمر على لبنان والمنطقة.  لقد وضعنا غبطته في أجواء المشاكل التي نمر بها سواء في الحكومة او في لبنان، وما هو تأثير ما يجري في المنطقة على لبنان وعلى الوضع المسيحي وكيفية التعامل معه. وأطلعت غبطته على زيارات قمنا بها في لبنان وخارجه، وتحدثنا في موضوع الساعة وفي الوضع المسيحي وخصوصا في ما يتعلّق بشغور موقع رئاسة الجمهورية،" لافتا الى انه شدد امام غبطته على ان " الحل للوضع المسيحي يبدأ بالتّوافق على الرّئيس القوي الذي يمثّل المسيحيين، وانه ان لم نتمكن من التوصل الى الإتفاق على رئيس قوي وممثل، قد نستمر في المعاناة من المشاكل التي نعاني منها اليوم، وسنستمر بالإستماع الى الشكاوى من داخل الوزارات وخارجها، وهذه الشكاوى تُعالج فقط بانتخاب رأس للدولة يكون ممثلاً وقويّاً، يلتفّ حوله المسيحيون وايضا اللّبنانيون، لأنّ رئيس الجمهوريّة هو رئيس لكلّ اللّبنانيّين ولكن بما أنّ الرئيس هو مسيحي يتوجّب بالدّرجة الأولى أن يلتف حوله المسيحيون."
وأضاف بو صعب:" جميعنا يعرف أنّ الجنرال عون بما يمثّل وبمن رشّحه عنده التّمثيل الأكبر والشريحة الأكبر في الشارع المسيحي، وبالتالي إذا وصل الجنرال عون الى رئاسة الجمهورية يمكننا القول بان الجميع سيقف حوله وإذا استطعنا أن نُقنع الجميع بأن يقفوا صفّاً واحداً، لن يكون هناك خوف على المسيحيين ولا على الوجود المسيحي."
وردا على سؤال حول امكانية استمرار عمل الحكومة في ظلّ الجدل الحاصل بين التيار الوطني الحر والرئيس نبيه برّي، أكد بو صعب: "ما من جدل بيننا وبين الرئيس برّي، وإذا كنا نتكلّم عن الخلاف الذي حصل  بين وزارة التربية ووزارة المال، فهذا شأن تقني بين الوزارتين ولا علاقة له بخلافنا مع الرئيس برّي، بل أؤكّد أن الرئيس برّي وقف إلى جانب وزارة التّربية لأن هذا المطلب هو مطلب محق لكل الأساتذة ولم يكن مطلباً لوزير التربية. اما بالنسبة لعمل الحكومة فهي تعمل بأقلّ ما يمكن. ولا يمكن لأحد أن يصدّق بأن الحكومة تعمل بشكل طبيعي على الرغم من انها اجتمعت لثلاث مرات في الأسبوعين الماضيين، ثلاث قرارات في ثلاثة اجتماعات. جدول الأعمال لم ينتهِ بعد، وفي غياب رئيس الجمهورية لا يمكن للحكومة أن تعمل بشكل طبيعي، لأنّ هناك صلاحيات لرئيس الجمهورية لا نعلم اليوم من ينفّذها. ان رئيس الجمهوريّة عندما يحضر اجتماع مجلس الوزراء، يترأس الإجتماع، ولا يدير الجلسة. وهذا معناه ان لرئيس الجمهورية الحق في أن يطرح بنداً أو يسحبه وأن يطرحه على التصويت. من يطبٌّق اليوم هذه الصلاحيات. لذلك لا يمكن أن تستقيم الدّولة ولا يمكن أن يكون العمل في الحكومة سليما  بغياب رأس الدّولة."
واردف بو صعب:" أودّ أن أوجّه كلمة لكل الأفرقاء في لبنان وبكل تواضع، لقد حان الوقت لنقتنع بأنّ الشراكة الحقيقية والتمثيل الحقيقي هو خلاصنا، وإذا استمرينا في التفكير بمنطق انه كلما اجتمع اثنان فهما يتفقان على الثالث عندها نكون فعلا لا نفكّر في إيصال لبنان إلى برّ الأمان. ولكنّنا مقتنعون أنّ هناك شراكة يجب أن تُطبّق، ونحن لا يمكننا أن نعمل بدون الشراكة مع الآخرين. ونتمنّى على الآخرين أن يقتنعوا بهذا الموضوع ونتوافق جميعنا. وفي هذا الإطار تمنّيت على غبطته أن يبذل المزيد من الجهود لكي يحلّ الوضع في الدّاخل المسيحي أوّلاً، لكي نتمكّن من انتخاب رئيس للجمهوريّة يكون ممثّلا قويّاً، ورئيساً لكلّ اللّبنانيّين، هذا هو الخلاص الوحيد للأزمة التي نمرّ بها، إن كان في الوزارات او في غيرها."
وعن امكانية توصل القوّات اللبنانية والتيار الوطني الحرالى اقناع الأفرقاء المسيحيين بانتخاب العماد عون، قال بو صعب: "أتذكّر الكلام الأخير لسليمان بك فرنجية أنّه إذا "توفرت فرص العماد عون للوصول إلى الرّئاسة، فهو سيقف معه في هذا الموضوع ولن يمانع". ونتمنّى أن تُظهر الأيّام المقبلة أنّ فرصة العماد عون هذه حقيقية، وهي أصبحت كبيرة جدّاً وأصبح من الصّعب أن يقف أحد في وجه هذا الشّبه الإجماع المسيحي الكبير على أمل أن يصبح هناك إجماعا كاملا، وان اية دولة إقليمية أو دولية ستعارض هذا الإجماع ، سيكون هناك مشكلة وأزمة في وجه المسيحيين. وانا لم أسمع كلاماً مغايراً من سليمان فرنجية. حزب الكتائب طلب توضيحات، ويجب أن نعقد اجتماعات ونجري تواصلاً في هذا الموضوع، كي يكون واضحاً للجميع بأنّ مصلحة لبنان أوّلاً موجودة عند المرشّحين، ولا احد يشك ابدا بان الجنرال عون ينادي بمصلحة لبنان أوّلاً"، كذلك لا أحد يشكّ بأن الجنرال عون مرتبط فقط  بالأرض اللّبنانيّة، ولو أنّ أحداً يشكّ في هذا الموضوع لكان اعلنه في الإعلام منذ زمن."
وعن تصريح وزير الداخلية بأنّ التوافق مع العماد عون أصبح سهلاً، أوضح بو صعب: "جميعنا نعلم أنّ وزير الداخلية على علاقة قديمة بالجنرال عون منذ أن كان الجنرال في باريس، ومعالي وزير الداخليّة يمثّل فريقاً سياسيّاً، وزيارته اليوم إلى الرابية ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكن نتأمّل أن يكون هذا التّصريح إيجابيّاً، ونتأمل ان يكون خطاب دولة الرئيس سعد الحريري في ذكرى ال14 من آذار خطاباً جامعاً يعطي أملاً للّبنانيّين لأنّه يجب أن نعزل فعلاً الأزمة اللّبنانيّة عن ازمة المنطقة، وهذا هو الموضوع الوحيد الذي يمكن أن يعطي أملاً من جديد للشّباب اللّبناني ولكل اللبنانيين. كما انه لا يجب ان  ننسى أزمة النّزوح السوري وخطرها على اللّبنانيين وعلى لبنان، وهذا الموضوع يجب أن يعالج ويجري بشأنه توافق بين كلّ اللّبنانيين لمعالجته."
وبعدها استقبل صاحب الغبطة نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل الذي قال:" لقد وضعنا غبطته في الأجواء السائدة سواء في لبنان أم إقليميّاً، وتداولنا في قضيّة انتخاب رئيس للجمهورية و في الأوضاع المتشنجة سياسيا في البلد. كما وضعنا غبطته في جوّ المؤسّسة العسكرية،  ونحن نشكرالله لانها بألف خير. الجيش موجود وهو متماسك، يدافع عن الحدود اللّبنانية وعن كل مواطن لبناني موجود. انه مجهز وما من خوف عليه ابدا. الجميع يعلم ان الوضع السياسي متشنج والكل يعمل ولمصلحته الخاصة." 
وتابع مقبل:" لبنان لا يمكن أن يستمر بلا رئيس للجمهورية اي رأس للدّولة. وإذا استمرّينا على هذا المنوال، لا أحد يعرف إلى أين قد نصل. الأهم هو أنّ هناك مؤسستان في الدولة علينا المحافظة عليهما، وهما المؤسّسة العسكرية والقطاع المصرفي، ونأمل الإستمرار بالمحافظة على هاتَيْن المؤسّسَتين كي يظلّ لبنان واقفاً في وجه اية اعتداءات خارجية كانت ام داخلية."
وعن قول الرئيس برّي بأنّ لبنان هو "كناية عن عصفورية قائمة،" أجاب مقبل: "الرئيس برّي لا يعني كلمة "عصفوريّة" كما هي لغويّاً، بل هو يعني أنّ هناك خلافات في الرّأي لدرجة أنه قام بالمستحيل لتقريب الآراء بين بعض المكوّنات السياسيّة  ولكن الجميع متشبّث برأيه."

المصدر: الصرح البطريركي