لبنان
20 حزيران 2017, 14:00

نشاط البطريرك الراعي – بكركي

ترأس غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اجتماعًا قبل ظهر اليوم الثّلاثاء 20 حزيران 2017، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، لرؤساء الجامعات الكاثوليكيّة في لبنان، تحضيرًا للمئويّة الأولى للبنان الكبير، حضره رئيسة جامعة العائلة المقدّسة-البترون الأخت هيلدا شلالا، رئيس جامعة اللويزة الأب وليد موسى، نائب المدير الدكتور سهيل مطر، رئيس جامعة القدّيس يوسف الأب سليم الدكاش، رئيس الجامعة الأنطونيّة الأب جرمانوس جرمانوس، رئيس جامعة الرّوح القدس-الكسليك الأب جورج حبيقة ورئيس جامعة الحكمة الأب خليل شلفون.

وكانت كلمة لصاحب الغبطة استهلها بتحية ترحيب للحاضرين، ثم قال:"

"1. في أول أيلول 1920، بحضور البطريرك الكبير الياس الحويك، رائد إنشاء دولة لبنان الكبير بكامل أراضيه واستعادة الأراضي التي سلختها عنه الدولة العثمانية، وبحضور مفتي الجمهورية الشيخ مصطفى نجا، وممثل الدول الحليفة، وممثلي الطوائف اللبنانية أعلن الجنرال غورو من على مدخل قصر الصنوبر في بيروت وقال: "أمام آمالكم وتضحياتكم ومقاومتكم وانتصاركم، وأنا أشارككم في الفرح والاعتزاز والافتخار، أعلن رسميا دولة لبنان الكبير".

وعانق الجنرال غورو البطريرك الحويك الذي كان عن يمينه قائلا: "إن فرنسا المنتصرة هي من خلال ممثلها تعانق صديقها لبنان الفتى، بشخص صاحب الفضل السامي البطريرك الكبير لكل لبنان".

2. إن البطريركية المارونية تعتبر نفسها المعني الأول والتاريخي في إحياء الذكرى المئوية الأولى لهذا الإعلان، التي تفصلنا عنها فقط سنتان وشهران. وكانت البطريركية أصدرت لهذه الغاية منذ ثلاث سنوات وتحديدا في 9 شباط 2014 المذكرة الوطنية، وأرادتها كخريطة طريق نحو هذا الموعد الكبير في أول أيلول 2020، وكبرنامج عمل لعهد رئيس الجمهورية الجديد الذي كان ينبغي انتخابه في أيار 2014. وطالبنا في حينه وما زلنا بإنشاء لجنة وطنية لإعداد الاحتفال بالمئوية الأولى. وما من مجيب فانقضت سنتان ونصف من دون رئيس للبلاد تعطل معها كل شيء. ومن انتخاب الرّئيس العماد ميشال عون منذ ثمانية أشهر حتى الأمس، بالإضافة إلى الاثنتي عشرة سنة، كان الشغل الشاغل إصدار قانون جديد للانتخابات. ومن اليوم فصاعدا الجميع منكب على تركيب الماكنيات الانتخابية والاستعداد للانتخابات بعد سنة. يومها ستفصلنا عن الذكرى سنة وشهران فقط.

3. أما ونحن متمسّكون بدستورنا والميثاق الوطني ومسيرة الجمهورية، وبما أن الحدث ثقافي-وطني بامتياز، رأيت من الواجب ان نتشاور معكم، أنتم رؤساء الجامعات الكاثوليكية، في الدور الذي ينبغي أن تقوم به جامعاتنا من أجل إحياء هذا الحدث التاريخي الكبير مع طلابنا الجامعيين وهيئات الأساتذة والقدامى، في إطار عملية تربوية وطنية جامعية.

4. إن "المذكرة الوطنيّة" التي أشرت إليها، تشق لنا الطريق في فصولها الأربعة التي تتناول: الثوابت الوطنية، والهواجس الراهنة، واسس الانطلاق نحو المستقبل، وتحديد الأولويات.

نأمل أن يكون اجتماعنا هذا مدخلا للعمل التربوي-الثقافي- الوطني المشترك مع الجامعات الأخرى والمدارس وسائر المكونات الثقافية في لبنان، آملين التعاون مع السفارة الفرنسية لهذه الغاية، لأن فرنسا شريكة اساس في إنشاء دولة لبنان الكبير".

وفي ختام الإجتماع أوضح نائب رئيس جامعة اللويزة الدكتور سهيل مطر ان" هذا الإجتماع قد تم  بدعوة من غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لرؤساء الجامعات الكاثوليكية بهدف التّهيئة والإستعداد لمئوية لبنان الكبير والتي تصادف سنة ال2020."

وتابع مطر:" سيدنا البطريرك يتحدث منذ زمن طويل عن هذا الحدث وهو يشدد باستمرار على ضرورة عدم تركه مجرد شعار، داعيا المعنيين الى تحويله الى عملية بحثية علمية.  ولهذه الأسباب فان الجامعات معنية بان تقوم بهذه الأبحاث وان تضع طلابها واساتذتها في هذه الأجواء. هناك الكثير ممن يجهلون ماذا جرى في العام 1920 كما انهم لا يعرفون  دور البطريرك الحويك في ذلك العام والأحداث والوقائع والظروف التي واكبت تلك المحطة الهامة من تاريخ لبنان، وهل ان هذا الإعلان كان لمصلحة الشعب اللبناني بكل اطيافه او لا."

وختم مطر: "لذلك رأى نيافته وجوب ان تتم  هذه الأبحاث بطريقة علمية وموضوعية نظرا لأهمية المناسبة. في المقابل ابدى رؤساء الجامعات الكاثوليكية في لبنان رغبة واضحة في متابعة الأمر وتم تكليفي للتنسيق بين الجامعات ولا سيما مع جامعة سيدة اللويزة للوصول الى الهدف المنشود."

وبعد الظّهر، استقبل البطريرك الرّاعي حاكم مصرف لبنان رياض سلامه.