نشاط البطريرك الراعي في بكركي - الإثنين 18 كانون الثاني 2016
وتابع السنيورة: "واليوم كانت مناسبة للبحث في شؤون لبنان ولاسيّما في الظّروف الصّعبة التي تمرّ بها المنطقة ويمرّ بها لبنان. لقد مضى علينا أكثر من ثمانية عشر شهراً من دون انتخاب رئيس للجمهوريّة، بسبب التّعطيل الذي يعاني منه اللّبنانيّون، لأنّ هناك فريقاً لا يريد أن يحضر الجلسات وبالتّالي لا يريد ان يمارس ما يقتضيه الواجب في المشاركة في عمليّة الإنتخاب."
وأضاف السّنيورة: "أودّ أن أنتهز هذه المناسبة لأردّد قول سيّدنا بأنّ انتخاب رئيس للجمهوريّة ليس شأناً مسيحيّاً فقط، أنّه شأن مسيحيّ بالدّرجة الأولى، ولكنّه أيضاً شأن لبنانيّ بامتياز، وجميع اللّبنانيّين معنيّون بانتخاب رئيس للجمهوريّة يكون وفق ما ينص عليه الدّستور رئيسا للبلاد ورئيسا لكلّ اللّبنانيّين ورمزا لوحدة الوطن، أيْ أنّه الشّخص المقبول والقادر على أن يجمع كلّ اللّبنانيّين والمقبول من جميع اللّبنانيّين والقادر على أن يجمع اللّبنانيّين ويكون رمزَ اتّفاقهم وليس رمز خلافهم."
وقال السنيورة:" لقد اكدت اليوم على هذه القناعات التي تحدّث عنها سيّدنا البطريرك، وأنا لازلت مقتنعاً بها. ولذلك يجب أن يكون هناك جهد من أجل أن نصل إلى هذا الشّخص الذي يستطيع أن يجمع اللّبنانيّين بكافّة انتماءاتهم السّياسيّة على قاعدة احترام الوطن والدّستور وتّعزيز للعيش المشترك بين اللّبنانيّين."
وأوضح السّنيورة: "إنطلاقاً من الظّروف الصّعبة التي تمرّ بها المنطقة والأجواء التي تجعل من لبنان، الذي هو نموذج للعيش المشترك، النّموذج الذي يمكن أن تستلهمَه بقيّة المناطق أو الدّول في جوارنا، نحن لدينا مصلحة بأن نسارع إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة لكي نحمي لبنان من أن تؤثّر عليه الأعاصير المحتدمة في الخارج، أكانت أمنيّة أم حربية ام اقتصاديّة أم اجتماعيّة، وكلّها أعاصير كبيرة، يتأثّر بها لبنان. وكلّما تأخّرنا في انتخاب رئيس للجمهوريّة، كلّما ازداد أثر هذه العواصف والأعاصير، وأدّت إلى توليد أعاصير داخليّة ليست من مصلحة اللّبنانيّين. وهذا الأمر هو الذي يجب أن يدفعنا إلى تحقيق الإستحقاق الرّئاسي، وحتماً هذا الموضوع بحاجة إلى مزيد من التّشاور الدّاخلي والتّنبّه إلى أهميّة عدم التسرّع في أيّ من المواقف التي تجعل من هذه المواقف غير قابلة للتّراجع عنها بعد ذلك." وانا اعتقد أنّ الكلام الذي جرى اليوم مع غبطته "كان وطنيّاً إلى حدّ كبير ويفتح مجالاً أمام المزيد من التّفكير والتّشاور بما يؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة."
وأضاف السنيورة:" كما تطرّقنا إلى موضوع الإفراج عن السيّد ميشال سماحة، الذي رأى الناس بأم العين بالصوت والصورة الجرم الذي ارتكب، وعندما يكون نتيجة لمثل هذا العمل هذه العقوبة على الرغم من انه لم يصدر الحكم النهائي. لقد رأينا الملابسات التي ادت الى تركيب المحكمة كما جرى، ورأينا النّتيجة التي حَصَلَت، وبالتّالي هذا الأمر يُعطي رسائل غير مطمئنة للّبنانيّين وهي أنّ من يرتكب مثل هذه الجرائم، فهذه عقوبته. هذا تجريئ للمجرمين على ارتكاب الجرائم وتزهيد للمواطنين بأنّ هذا القضاء الإستثنائي أدّى إلى ما أدّى إليه. لقد عبّرت عن وجهة نظري لسيدنا البطريرك وعن الضرورة لإيجاد حل حقيقي يعيد الطّمأنينة للنّاس وللمواطنين بأنّ المجرم الذي يرتكب مثل هذه الجرائم الشّائنة الإرهابيّة، لا بدّ من أن يُعَاقب العقاب المناسب كي لا يؤدّي ذلك إلى تزهيد النّاس بهذه العدالة."
وردّاً على سؤال عمّا إذا تم الإتّفاق بين القوّات والتيّار الوطنيّ الحر على ترشيح العماد ميشال عون، ماذا سيكون موقف تيّار المستقبل، أجاب السنيورة:" لا أحبّ أن أتسرّع في أيّ موقف بهذا الشّأن، لنرى تطورات الأمور، وعندها نقيس الأمور، إذا ما كان هناك مصلحة في ذلك وبالتّالي إن جرى وما ستكون طريقة التّعامل في هذا الشّأن."
وعمّا إذا كان هناك لقاء مرتقب بين البطريرك الراعي والرّئيس الحريري في روما، أو عمّا إذا ما حمل رسالة معيّنة من الرّئيس الحريري إلى البطريرك الراعي ، أوضح السنيورة:" لقد تداولنا حتماً في هذا الأمر الذي نتكلّم عنه، ولكنّنا لم نتحدّث عن اية إمكانيّة أن يكون هناك لقاء بين الرّئيس الحريري وسيّدنا البطريرك في روما على الرغم من انه لا يوجد ما يمنع حصول مثل هذا اللقاء."
وعمّا إذا كانت ستستمر كتلة نوّاب المستقبل بالحضور إلى الجلسة لانتخاب الرّئيس مهما كانت الشّخصيّة، أكد السنيورة:" كنّا دائماً نؤكّد إنّه على الجميع المشاركة في انتخاب رئيس للجمهوريّة، لذلك هذا الموضوع لم نتطرّق إليه."
وردا على سؤال حول ما اذا كان الدكتور جعجع لا يزال مرشح تيّار المستقبل لرئاسة الجمهوريّة، أجاب السنيورة:" ما حصل اليوم هو التالي وهو ان التواصل الذي تم بين الرّئيس سعد الحريري والنّائب سليمان فرنجيّة وبالتّالي جرى الحديث في إمكانيّة أن يكون هناك مبادرة، لكن حتى الآن لم تتشكّل مبادرة بانتظار ردود الأفعال وبالتّالي نظريّاً، نحن لازلنا حتى الآن امام وجود مرشّحَيْن في مجلس النوّاب: الجنرال عون والدّكتور جعجع."
وكان غبطته قد التقى رئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات اللبنانية ملحم رياشي موفدا من رئيس حزب القوات البنانية الدكتور سمير جعجع وكان عرض لآخر المستجدات على الساحة المحلية.
وبعد الظهر، استقبل البطريرك الراعي وزير الخارجية جبران باسيل وكان عرض لابرز المواضيع على الساحة الداخلية.
وختم الراعي نشاطه اليوم باستقباله رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، يرافقه الدكتور بيار رفول.
وبعد خلوة مع الراعي، قال عون: "عادة، نأتي الى بكركي لكي نطرح المشاكل أو الأخبار، وهي تكون في غالبيتها مقلقة، وخصوصا في المرحلة التي مرت، ولكن هذه المرة حملنا خبرا سارا لبكركي ولغبطة البطريرك ولكل اللبنانيين، ونأمل أن نكون قد بدأنا بالحل الأساسي للعقد التي كانت عاصية على الحل، فتمنوا لنا الخير، ونحن بدورنا نتمنى لكم الخير".
المصدر: الصرح البطريركي