نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الأربعاء- الدّيمان
وبعد اللّقاء أدلى النّائب حبشي بتصريح قال فيه: "أتينا اليوم لزيارة غبطة البطريرك انطلاقًا من توصيات الكبار في السّنّ وكلّ النّاس الّذين أحسّوا برسالة البطريرك والموقف الّذي نادى به أو الّذي هو خلاص للبنان، وقد أوصلنا إلى غبطته رأي النّاس واستمعنا إلى جوهر طرحه. يجب علينا جميعًا أن نلاقي غبطته على هذا الطّرح الّذي هو جوهر وجود لبنان وطن التّلاقي والتّعدّد الثّقافيّ. ولمسنا من غبطته أنّ مسألة الحياد الّذي يطرحها هي يد ممدودة إلى كلّ اللّبنانيّين حياد يوحّد اللّبنانيّين باتّجاه واضح، الاتّجاه الوحيد الّذي يجب علينا أن نذهب باتّجاهه والّذي هو لبنان. لذلك هذه الرّسالة وهذا الموقف علينا أن نذهب باتّجاهما ونتمنّى أن يشكّلا مخرجًا للبنان من أزمته، بحيث أن يتمكّن من إعادة علاقاته مع كلّ العالم ولبنان كان دائمًا على علاقات مع كلّ محيطه وبنى استقراره الاقتصاديّ والاجتماعيّ على حياديّته وإيجابيّة علاقاته مع كلّ العالم. ويجب ألّا نتدخّل في أيّ مكان يوجد فيه مشاكل بل يجب أن نسعى للحلول وأن يكون وطننا وطن التّلاقي لنحلّ مشاكل الغير ونتحاور وليس لنعيش أزمات يرزح تحتها أيّ لبنانيّ لأيّ طائفة انتمى أو لأيّ انتماء سياسيّ سواء على الصّعيد الاقتصاديّ أو الماليّ النّقديّ أو الاجتماعيّ".
وإلتقى البطريرك الرّاعي السّيّد علي الأمين الّذي أكّد "دعم موقف البطريرك"، وقال: "تشرّفنا بلقاء صاحب الغبطة البطريرك الرّاعي وكان الحديث حول موقفه الوطنيّ الجامع الّذي دعا فيه إلى حياد لبنان الدّولة وهو في ما يعني الحياد الّذي يجعل من لبنان شخصيّة ودولة مستقلّة ووطنًا خارج دائرة الصّراعات الخارجيّة. وما يقصد بالحياد هو تلك الدّولة الّتي تبسط سيادتها على كامل أراضيها وتكون مرجعيّة لجميع القوى والأحزاب الموجودة فيها أيّ خارج الهيمنة. وهذا المقصود من لبنان السّيادة الّذي نخرجه من ساحة للصّراعات الأجنبيّة وليس كما يفهمه البعض بأنّ الحياد هو بين حقّ وباطل أو بين ظلم وبين عدل ولا حياد بين ظلم وعدل وبين حقّ وباطل. فالمقصود هو الشّخصيّة المستقلّة الّتي تخرج الوطن من كونه ساحة للصّراعات والنّزاعات ولا يوجد لدينا إلّا مرجعيّة الدّولة الوحيدة الّتي تبسط سيادتها العادلة على كامل أراضيها. وهذه الدّعوات الّتي نسمعها أنّ هناك أكثريّة وأنّ القمقم خرج ولن يعود ثانية، هذه شعارات طائفيّة. فالمنطق الأكثريّ هو منطق طائفيّ رفضناه ويجب أن نخرج جميعًا من أسوار الطّائفيّة والمذهبيّة إلى رحاب الوطن الواسعة الّتي تتّسع للجميع. ولا يستطيع أيّ شخص أن يدّعي بأنّ هذه الطّائفة أكثر وهذا المنطق رفضته الطّائفة الشّيعيّة وجميع الطّوائف، وقد آمن الجميع بنهائيّة الوطن والعيش المشترك والشّعب اللّبنانيّ بكلّ طوائفه هو كلّ لا يتجزّأ ولا يوجد فيه جزء أكبر من جزء أو أصغر منه."
تابع الأمين: "نحن في الوطن اللّبنانيّ كلّ ليس فينا كثير يهيمن على القليل ونرفض منطق الاستقواء بالأكثريّة والعدديّة والّذي نطلبه هو مرجعيّة الدّولة ذات الشّخصيّة المستقلّة الخارجة عن الهيمنات الطّائفيّة والحزبيّة".
وردًّا على سؤال عن الّذين ينتقدون البطريرك حول موضوع الحياد، أجاب الأمين:
"إنّ الانتقاد حقّ طبيعيّ إنّما يجب على من ينتقد أن يبيّن وجه الانتقاد من دون أن يحرّف المضمون والبعض فهم أنّ لا حياد لدى السّيّد المسيح ولا عند النّبيّ محمّد عليهما السّلام، فكيف ننادي نحن اليوم بالحياد والحياد الّذي نقصده ليس بين الحقّ والباطل نحن دائمًا منحازون إلى الحقّ لكن الحياد يعني الشّخصيّة المستقلّة والسّياسة المستقلّة والدّولة المستقلّة الّتي تخرج وطنها عن دائرة الصّراعات الخارجيّة. فمن حقّهم أن ينتقدوا لكن عليهم أن يدركوا أنّ المقصود ليس الانحياز إلى الباطل والظّلم، إنّما انحياز إلى الكيان المستقلّ وإلى الشّخصيّة المستقلّة للوطن والدّولة".
ومن زوّار الدّيمان: وفد من المجلس العالميّ لثورة الأرز ضمّ: الدّكتور أنيس كرم، رئيس لجنة العلاقة الأميركيّة الشّرق أوسطيّة للحرّيّة والدّيموقراطيّة المحامية ريجينا قنطرة، المحامي روي طعمة، المحامية غريس كامل، أمين مندلق، هدى شطح وكاترين بابا دوبولو.
وتحدّث كرم أمام البطريرك، فأكّد "أنّ الأساس في تكوين عظمة الأوطان هم الرّجال العظام أمثال غبطته". وقال: "سيّدي حضرتكم بيّ الكلّ وهذا الصّرح لم تتنشّق حجارته غير الصّدق ومحبّة لبنان في الأمس القريب قالوا لنا إنّ لبنان انتهى وقد أصبح مقاطعة سوريّة أجبناهم لبنان لن يموت وقمنا مع مجموعة من الأصدقاء بمعجزة وبالتّعاون الكامل مع الرّئيسين جورج بوش وجاك شيراك، فأصدر مجلس الأمن الدّوليّ القرار 1559 ومن خلال هذا القرار وعلى رأسنا سيّد هذا الصّرح آنذاك البطريرك صفير واللّبنانيّين ومليون ونصف تظاهروا في ساحة الشّهداء ومن خلال نضالنا سويًّا طردنا الاحتلال السّوريّ من لبنان ولكن هذا القرار يجب أن ينفّذ بكامله بسحب الأسلحة من جميع الميليشيات ولن نقبل أن يكون على أرض الوطن إلّا الجيش اللّبنانيّ والقوى الأمنيّة. كلّنا معكم في حياد لبنان كما عوّدتمونا دائمًا ونحن تحت قيادتكم الحكيمة نناضل لنصل إلى تحرير المؤسّسات الشّرعيّة".
وتحدّثت السّيّدة ريجينا قنطرة بعد اللّقاء قالت: "لقد تشرّفنا بزيارة البطريرك وجئنا شاكرين ومؤيّدين للمبادرة الّتي أطلقها لخلاص لبنان الدّولة والكيان وذلك من منطلق نضالنا في لبنان والاغتراب لتحرير الشّرعيّة والقرار السّياديّ من السّطوة الإيرانيّة ولتنفيذ القرارات الدّوليّة ولاسيّما القرار 1559 وحلّ جميع الميليشيات ونزع سلاحها وبسط سلطة الدّولة على جميع أراضيها وللتّعاون بين الكنيسة واللّبنانيّين الأحرار والدّول الصّديقة وإعلان حياد لبنان بضمانة الأمم المتّحدة صونًا وحفاظًا على الكيان اللّبنانيّ لجميع اللّبنانيّين".