لبنان
07 نيسان 2021, 05:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الثّلاثاء- بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الثّلاثاء، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وزير الدّاخليّة والبلديّات في حكومة تصريف الأعمال محمّد فهمي في زيارة تهنئة بعيد القيامة المجيد.

بعد اللّقاء، تحدّث الوزير فهمي إلى الإعلاميّين وقال: "لقد أتيت اليوم لتقديم التّهنئة بالعيد لصاحب الغبطة ولأتمنّى للّبنانيّين كافّة معايدة من القلب وقيامة للبنان من هذه الآلام بأسرع وقت أيضًا."

وفي ردّ على سؤال حول تفاؤله بتشكيل الحكومة والمساعي في هذا الإطار، اشار فهمي: "علينا أن نتفاءل جميعًا. ومساعي غبطته إضافة إلى أفكار دولة رئيس مجلس النّواب فتحت كوّة في حائط الخلافات السّياسيّة الحادّة، وبالتّالي أنا متفائل وعلى اللّبنانيّين جميعًا أن يكونوا متفائلين".  

وبالنّسبة للوضع الأمنيّ في لبنان أوضح فهمي: "لقد لاحظت أنّه عندما يكون اللّبنانيّون متفائلين فإنّ الوضع الأمنيّ يكون جيّدًا جدًّا فتخفّ نوعًا ما الضّغوطات الأمنيّة أو ما نسمّيه التّفلّت المجتمعيّ الّذي تمثّل بالخلاف بين المواطنين من أجل عبوة زيت مثلاً. هذا التّفلّت المجتمعيّ هو الّذي يخيف."

وعمّا إذا كان يؤكّد كوزير للدّاخليّة أنّ هناك عناصر داعشيّة وخلايا نائمة في لبنان، قال فهمي: "أنا لم أؤكّد أنّ هناك عناصر داعشيّة أو إرهابيّة كما نقول في المفهوم العامّ. وإنّما قلت إنّه إذا كان هناك نقاط ضعف في أّيّة منظومة ومنها الاقتصاديّة فذلك سينعكس على الأمن. طبعًا علينا أن نخاف من وجود عناصر إرهابيّة تريد دخول لبنان بطريقة غير شرعيّة للقيام بعمل معيّن وهذا واضح. ولكنّنا كأجهزة أمنيّة وكجيش لبنانيّ نحن جاهزون لأيّة محاولة للدّخول وأنا أؤكّد أنّ الوضع الآن هو تحت السّيطرة الأمنيّة. هناك عمل أمنيّ استباقيّ من كافّة الأجهزة الأمنيّة بمستوى مميّز لمنع مثل هذا التّفلّت."

وعن الفصل بين التّفلّت المجتمعيّ بسبب الأزمة الاقتصاديّة ووجود خلايا إرهابيّة نائمة في لبنان أجاب فهمي:" لا يمكنني أن أؤكّد وجود خلايا نائمة. ولكن إذا أردنا الفصل بين التّفلّت المجتمعيّ والخلايا النّائمة فأنا أقول "يا ما أحلى الخلايا النّائمة نسبة للتّفلّت المجتمعيّ، لأنّني أضغط عليها وبالتّأكيد هناك مجال لإيقافها عند حدّها في حال أرادت القيام بعمل ما. فبعض هذه الخلايا مكشوف وبعضها لا يمكننا الكشف عنه إلّا في مرحلة تحضيرها لعمل إرهابيّ معيّن. وإنّما الخوف هو من التّفلّت المجتمعيّ لأنّه يكون مفاجئًا بينما العمل الإرهابيّ يتمّ التّحضير له مسبقًا."

وعن جهوزيّة وزارة الدّاخليّة بالنّسبة للانتخابات الفرعيّة أوضح الوزير فهمي: "نحن جاهزون دائمًا. ولكن هناك عائق وحيد وهو أنّ وزير الماليّة قد وقّع على الاعتماد الّذي يرصد نحو 8 مليارات للانتخابات الفرعيّة إلّا أنّ هذه الإحالة لم تصل بعد إلى مديريّة الشّؤون السّياسيّة واللّاجئين حتّى الساعة، ولكن ما إن تصل نستأنف العمل من جديد."

وإختتم الوزير فهمي مشيرًا إلى أنّ "الجوع كافر من دون شكّ. ولكن أن يكون هناك أزمة مجاعة في لبنان فهذا أمر مستبعد جدًّا وذلك بسبب نفسيّة الشّعب اللّبنانيّ. هناك أزمة اقتصاديّة نعم ولكن في لبنان لن يترك المواطنون بعضهم البعض. فطبيعة وأخلاق ومستوى المواطن اللّبنانيّ لا تسمح بحدوث مثل هذا الأمر".

بعدها استقبل الرّاعي السّفيرة الأميركيّة في لبنان دوروثي شيا الّتي قدّمت التّهاني بمناسبة العيد وكانت مناسبة للبحث في عدد من المواضيع على السّاحة المحلّيّة.

وكان البطريرك المارونيّ قد التقى السّيّد سمير الخطيب الّذي قدّم التّهاني بعيد الفصح، وأكّد دعمه "لخارطة الطّريق الّتي وضعها البطريرك الرّاعي على أن تكون طريق الخلاص للبنان ليستعيد الأمن والهدوء ويعود إلى الصّورة الّتي رسمها أسلافنا عن هذا الوطن."

وتمنّى أن "تهدأ النّفوس كي يتمّ تشكيل حكومة برئاسة الشّيخ سعد الحريري، فلبنان لا يستطيع أن يتحمّل المزيد لأنّه وصل إلى الهاوية، إلّا أنّ إمكانيّة الإنقاذ لا تزال موجودة، وإذا كانت النّوايا صافية لدى الجميع، فحينها سيقف العالم كلّه إلى جانبنا".

وإختتم الخطيب: "أتمنّى أن تكون زيارات سفراء الدّول إلى الصّرح البطريركيّ لاسيّما زيارة سفير المملكة العربيّة السّعوديّة، بادرة خير وباب أمل لحلّ الأزمات، لأنّ البلدان الصّديقة لطالما دعمت وساعدت لبنان لإعادة الحياة الطّبيعيّة إليه".

وتسلّم الرّاعي من وفد مجموعة "النّدوة اللّبنانيّة الجديدة" الّذي ضمّ نضال أيّوب، يوسف الخوري، يُمنى شكر غريّب، فاديا طنب الحاج، ليزلي نكد، غبريال الدّيك، بيار ريحان، مارون العميل، وسيزار أبي خليل، كتابًا تضمّن خلاصة مناقشات "النّدوة اللّبنانيّة الجديدة" وأفكارها حول الدّعوة إلى مؤتمر دوليّ من أجل لبنان.

وبعد الظّهر استقبل البطريرك الرّاعي النّائب البطريركيّ لكنيسة الأرمن الكاثوليك المطران جورج أسادوريان في زيارة تهنئة بالعيد قدّمها بإسم البطريرك كريكور بطرس العشرين وقال: "نقدّم اليوم إلى غبطة البطريرك الرّاعي إضافة إلى تهانينا بمناسبة عيد القيامة، كلّ الدّعم لمواقف ومبادرات غبطته ونحن مع كرسيّ أنطاكيا في كلّ القرارات الّتي يتّخذها سيّدنا البطريرك الرّاعي."

وتابع أسادوريان :"نسأل الله أن يمدّ غبطته بالصّحّة والقوّة لمتابعة هذه الخطوة فهو الوحيد الّذي يدافع اليوم عن لبنان ونحن بأمسّ الحاجة إليه لأنّه يمثّل صوت كلّ اللّبنانيّين كذلك نتمنّى الازدهار للكنيسة واستمرارها بخدمة المؤمنين وكلّ ما يحتاجون إليه."

وإلتقى الرّاعي مدير المخابرات في الجيش اللّبنانيّ العميد طوني قهوجي الّذي قدّم التّهاني بعيد الفصح.

كما استقبل نائب رئيس مجلس النّوّاب الرّئيس إيلي الفرزلي يرافقه جان عزيز وحبيب افرام لتقديم التّهنئة بالعيد. وأشار الفرزلي بعد اللّقاء إلى أنّ الزّيارة هي"لتقديم التّهنئة بمناسبة عيد القيامة عيد الفصح المجيد وعيد العبور من الموت إلى الحياة، وأملنا أن تكون هذه الأعياد، عيد فصح سياسيّ في لبنان حيث يعبر المجتمع اللّبنانيّ من حالة الفوضى وفقدان إمكانيّة تأليف حكومة إلى واقع جديد بولادة حكومة تقوم بواجبها بإدارة البلد الإدارة السّليمة والمتوخّاة."

وتابع: "لقد كان تركيز صاحب الغبطة على مسألة أساسيّة من وحي إطلالته من على شرفة بكركي على الّذين احتشدوا أمامه، على ثلاث نقاط أساسيّة. أوّلاً أنّه لم يكن بحاجة لإطلاق هذا النّداء لو أنّ المساعي الّتي بذلها من أجل تأليف حكومة نجحت لكي يخاطب الحكومة بالأقنية التّقليديّة. وثانيًا إنّ هذه الحكومة لو تألّفت فإنّه يرفع الصّوت مطالبًا إيّاها بتحقيق الأمور الّتي تشكّل قلقًا عميقًا واستراتيجيًّا للشّعب اللّبنانيّ الّذي يعاني أزمة لم يمرّ على شاكلتها في تاريخه. أزمة اقتصاديّة اجتماعيّة صحّيّة أمنيّة سياديّة بامتياز وبالتّالي فغبطته يحاول التّفتيش عن السّبل عن طريق الحوار وبرضى اللّبنانيّين جميعًا وعبر تأليف حكومة يكون على منبرها حوار دقيق يؤدّي إلى تفاهم اللّبنانيّين ووحدتهم حول هذه المسألة الجوهريّة."

وأضاف: "هذا الصّرح الكريم هو صرح التّلاقي والتّآخي والوحدة فلا يمكن أن ينطلق منه كلام أو تصرّف أو أيّة عمليّة تؤدّي إلى انقسامات عاموديّة أو دفع الأمور باتّجاه مزيد من الانهيار. وعلى الرّغم من الأسى والمرارة الظّاهرة على ملامح غبطته وفي كلامه نحن نقول إنّه إبن الرّجاء والإيمان بالغد ومن كان له إيمان مثل حبّة الخردل يستطيع أن يقول لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هنالك."

وردًّا على سؤال حول العلاقة بين التّدقيق الجنائيّ والتّأخير في تشكيل الحكومة قال الفرزلي: "أنا أجزم بأنّه لا يوجد أيّة علاقة على الإطلاق لأنّني كنت من الّذين عملوا من أجل إقرار القوانين المرعيّة بالتّدقيق الجنائيّ الّذي هو الآن في كنف الحكومة والدّليل أنّ وزير المال توجّه برسالة طالب بها من الحكومة ومن فخامة رئيس الجمهوريّة أن يفوّض من أجل المفاوضات مع الشّركة المكلّفة بالتّحقيق في البنك المركزيّ لكي يتعاقد مع شركة جديدة ويستدرج عروض شركات جديدة للتّدقيق مع بقيّة الإدارات. لا تزال هذه موجودة في أمانة مجلس الوزراء. وهذا ما أبلغني إيّاه وزير المال. وفي مجلس النّوّاب لم يبق أيّ قانون يتعلّق بالمسألة الماليّة باستثناء الكابيتال كونترول أو قانون الشّراء العامّ الّذي نحن بصدد التّأكيد على إصداره بعد انتهاء اللّجنة المنبثقة من اللّجان المشتركة على إنهاء درسهما. ونحن نأمل أن يكون قانون السّلطة القضائيّة المستقلّة كما أبلغنا النّائب جورج عدوان جاهزًا أمام الأمانة العامّة للتّصويت عليه في ثاني أسبوع من شهر حزيران. وبالتّالي نكون قد ختمنا كلّ قوانين الإصلاح الّتي سمّيت في المبادرة الفرنسيّة. وعندما يطرأ غيرها في ما يتعلّق بالتّدقيق الجنائيّ الّذي رافقه استعادة الأموال المنهوبة والسّرّيّة المصرفيّة وحماية كاشفي الفساد واللّجنة الوطنيّة لمكافحة الفساد وكلّ ما يتعلّق بهذه المسألة الّتي أعطيت من دون حساب في المجلس النّيابيّ. وإن كانت كلّ الكتل قد اجمعت عليها فأين هي المشكلة. الإشكاليّة لا تكون إلّا عند الامتحان حيث يكرم المرء أو يهان. ونحن نعيش في دولة قانون فعندما يتّهم المرء ينتظر حتّى ثبوت إدانته وعندما يدان يجب أن يحاسب الحساب العسير مهما كان سواء كانت رتبته ماليّة كالحاكم المركزيّ أو سياسيّة مهما علت. المهمّ الذّهاب إلى التّحقيق الجنائيّ".  

ومن المهنّئين بعيد الفصح الّذين زاروا البطريرك الرّاعي، وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال دميانوس قطّار.