نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الثّلاثاء في بكركي
وقال الخازن بعد اللّقاء: "مثل العادة أوّل زيارة نقوم بها بعد الاستحقاق النّيابيّ هي الصّرح البطريركيّ، هو الصّرح الذي يلتجأ إليه كلّ اللّبنانيّين.
أتينا إلى الصّرح والتقينا غبطة البطريرك ووضعنا أنفسنا بتصرّفه، ولكي نؤكّد على تمسّكنا بثوابت بكركي والثّوابت الوطنيّة التي لها علاقة بسيادة لبنان ووحدته وبصيغة العيش المشترك في لبنان وبالمشروع والطّروحات التي طرحها البطريرك إن كان على مستوى الإصلاحات المطلوبة في البلد والاستراتيجيّة الدّفاعيّة التي تهدف إلى حصر السّلاح بيد الجيش اللّبنانيّ أو على المستويات الأخرى التي لها علاقة بجمع الشّمل ولمّ الوضع السّياسيّ المتشنّج النّاتج عن الانتخابات النّيابيّة".
وأضاف الخازن "ما تحسبونا لا مع هذا الفريق ولا ضد هذا الفريق، نحن مع خط الاعتدال في لبنان. معادلة ٨ و١٤ آذار ومعادلة مع وضد، هي التي أوصلت البلد إلى هنا ودمّرته وخرّبته.
نحن مع خط الاعتدال وسنتعاطى مع كلّ الملفّات الوطنيّة الكبرى ومع كلّ القوانين في مجلس النّواب والاستحقاقات الكبرى في المجلس بالقطعة. ما يهمّنا هو مصلحة البلد ومصلحة النّاس مثل تمامًا الأمر الذي يعطي توجيهاته به صاحب الغبطة."
وتابع الخازن قائلًا: "نحن قادمون على مرحلة صعبة جدًّا، الوضع الاجتماعيّ والاقتصاديّ والمعيشيّ والماليّ صعب، البطالة بدرجات عالية جدًّا، كلّ القطاعات في لبنان تدمّرت، وبالتّالي لبنان في حالة دمار، ونحن قادرون على قيامة البلد عبر مدّ اليد ووقف التّشنّج والتّفاهم".
وأضاف الخازن: "مرحلة الانتخابات انتهت، اليوم يجب أن نتوجّه إلى رئاسة مجلس النّواب وتشكيل حكومة في وقت سريع وإلى استحقاق رئاسيّ، لا أن نعطّل البلد أو نؤجّل هذه الاستحقاقات، وكي نقوم بكل ذلك المطلوب التّعاون ومد اليد وأن نلتقي جميعًا حول نقطة التقاء تجمع لبنان."
وتابع الخازن "إذا بدنا نكفي بسياسة ٨ و١٤ آذار واصطفافات سياسيّة حادّة داخل مجلس النّواب، واليوم قد دخلت قوى تغييريّة جديدة مطلوب وجودها داخل المجلس لتحسين وتطوير الآداء، ولكن لبنان لا يقوم إلّا على الاعتدال. هذا الصّرح هو نقطة الانطلاق الأولى والأخيرة للاعتدال في لبنان ولسيادة لبنان ولحماية الحرّيّات في لبنان."
وأضاف قائلًا "ما نتمنّاه في المرحلة المقبلة التّعاون، وهنا أتوجّه بدعوة عامّة لكلّ القوى السّياسيّة وأمد يدي للجميع لكي ننهض بالبلد ونخلّص الشّعب اللّبنانيّ من هذه الأزمة."
وردًّا على سؤال حول أيّ كتلة سيكون فيها داخل المجلس النّيابيّ، قال الخازن "نحن في التّكتل الوطنيّ وسنبقى فيه مع كلّ التّمايزات الموجودة فيه، هذه ليست كتلة نيابيّة ملتزمة أو حزب ملتزم بقرار واحد، نحن في تكتّل مثلما كان تكتّل النّواب المستقلّين قديمًا ومثلما كانت كتلة الوسط أيّام فؤاد شهاب، أنا أرى نفسي هنا ولا أرى نفسي لا مع فريق ٨ ولا مع فريق ١٤ آذار."
وردًّا على سؤال حول إعادة انتخاب الرّئيس نبيه برّي رئيسًا للمجلس قال الخازن "هذا استحقاق كبير وأنا حرّ القرار ومن أعطاني صوتًا منه فليأتي وليأخذه. الرّئيس برّي صديق ونحترمه احترامًا كبيرًا ونحترم كلّ القوى السّياسيّة الأخرى، ولكن لا نريد أن نقوم بخطاب تشنّجي واحتمال تعطيل البلد، فلبنان لا يقوم إلّا بالتّفاهم".
وعن المؤتمر الوطنيّ الذي دعا إليه البطريرك الرّاعي، قال الخازن "المؤتمر الوطنيّ الذي دعا إليه غبطته لا يعني تعديل الدّستور وأن تشوبه فجوات، ونحن كنّا قد دعينا إلى تفاهم بين كلّ القوى السّياسيّة لأنّ الوضع بحاجة إلى حوار وتفاهمات ومد اليد."
ثم استقبل البطريرك الرّاعي النّائب شوقي الدّكاش الذي أراد أن يبدأ مشواره النّيابيّ بأخذ البركة من صاحب الغبطة، معتبرًا أنّ المرحلة القادمة تتطلّب الكثير من الحكمة والتّطلّعات الوطنيّة الكبيرة.
كما عقد البطريرك خلوة مشتركة مع المجلس التّنفيذيّ للرّابطة المارونيّة بحضور رؤساء الرّابطة السّابقين. وبعد اللّقاء قال رئيس الرّابطة المارونيّة السّفير خليل كرم: "عرضنا مع صاحب الغبطة للاستحقاقات والتّحدّيات المستقبليّة التي تواجه لبنان وحياتنا الوطنيّة، وسينكبّ المجلس التّنفيذيّ للرّابطة المارونيّة على وضع البرنامج موضع التّنفيذ من خلال اللّجان التي ستتألّف بالإضافة إلى مواكبة التّطوّرات الاقتصاديّة والمعيشيّة التي تواجه الشّعب اللّبنانيّ".
وأضاف كرم: "في هذه المناسبة أتوجّه بالتّهنئة إلى كلّ المسؤولين في الدّولة وأجهزتها الإداريّة والقضائيّة والأمنيّة الذين عملوا على انجاح الاستحقاق الانتخابيّ على الرّغم من بعض الشّوائب التي تمّ تسجيلها، كما نثني على المشاركة الفاعلة للمغتربين الذين اقترعوا وقاموا بواجبهم الوطنيّ تجاه بلدهم".
وإختتم قائلًا: "في هذه المناسبة نهنّىء النّواب الجدد الذي يراهن عليهم الشّعب اللّبنانيّ في العمل من أجل استكمال الإصلاحات التي ستخرج لبنان من أزماته الاقتصاديّة والاجتماعيّة الرّاهنة".