لبنان
26 حزيران 2019, 05:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الثّلاثاء- بكركي

إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الثّلاثاء، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، سفيرة تشيكيا في لبنان ميكاييلا فرانكوفا الّتي سلّمته دعوة من رئيس أساقفة براغ الكاردينال دومينيك دوكا لزيارة المدينة.

 

وأشارت ميكاييلا إلى أنّ اللّقاء تخلّله "بحث في العلاقات الثّنائية بين البلدين وضرورة تعزيزها ولاسيّما على الصّعيد الكنسيّ"، لافتة إلى أنّ "براغ ستشهد انعقاد المؤتمر الرّابع لحوار الأديان في شهر تشرين الثّاني المقبل وهي تفتخر بزيارة غبطة البطريرك الرّاعي ومشاركته الرّئيسيّة في المؤتمر،  والاستماع إلى رأيه وتوجيهاته حول الموضوع، سيّما وأنّ لبنان هو بلد التّعايش بين الأديان بامتياز."

 

بعدها استقبل الرّاعي الأستاذ الزّائر في جامعة تكساس السّفير هشام حمدان الّذي عرض نقاط ومحاور البحث الّذي يقوم به بعنوان "بناء السّلم بعد النّزاع في لبنان"، وقال حمدان بعد اللّقاء: "إنّ هذا الصّرح العريق هو رمز للتّلاقي الحضاريّ في لبنان هذا البلد الصّغير في العالم الّذي تحوّل بتعبير رسوليّ قاله قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني إلى رسالة. لقد قدّمت اليوم إلى غبطته التّعازي بوفاة المثلّث الرّحمة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وكانت مناسبة تحدّثنا خلالها عن الحضور اللّبنانيّ الفعّال في المكسيك حيث شغلت مهمّة دبلوماسيّة هناك وحضور القدّيس شربل اللّافت في ضمير المواطن المكسيكيّ والعلاقة القويّة الّتي تربط المكسيكيّين من أصول لبنانيّة ببلدهم الأمّ لبنان."

 

وتابع حمدان: "سررت بلقاء صاحب الغبطة البطريرك الرّاعي فهو ضمير لبنان وقلبه، كما أنّه لا ينطق إلّا بكلام مفعم بالوطنيّة للتّأكيد على الدّور الوطنيّ لهذه الكنيسة العظيمة في حياة ومسيرة لبنان. ونحن ندعم هذا الدّور الّذي لم يكن يومًا إلّا لبناء وطن لكلّ أبنائه."

 

هذا وكان البطريرك الرّاعي قد ترأّس صباحًا اجتماعًا حضره أعضاء مجلس الرّئاسة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان وبطريرك الرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ والمطارنة أعضاء اللّجنة الأسقفيّة المكلّفة بملفّ رابطة كاريتاس لبنان، ورئيس كاريتاس لبنان الأب بول كرم، عرض خلاله التّقرير النّهائيّ للّجنة الّذي تمّت مناقشته.

 

ومساءً رعى البطريرك الرّاعي ندوة إطلاق التّرجمة العربيّة لكتاب كومبنديوم "عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة" بدعوة من الهيئة التّنفيذيّة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان في أوديتوريوم البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي في الصّرح البطريركيّ في بكركي، بحضور البطريرك يونان، وبطريرك الأرمن الكاثوليك كريكور بدروس العشرين، والسّفير البابويّ في لبنان جوزيف سبيتيري، ولفيف من الأساقفة والكهنة والرّهبان والرّاهبات وفعاليّات ثقافيّة وقضائيّة واجتماعيّة ودينيّة.

 

إستهلّت النّدوة برفع الصّلاة تلتها كلمة مدير النّدوة المطران جورج بقعوني الّذي أشار إلى أنّه "منذ "الشّؤون الحديثة" الّتي أصدرها قداسة البابا لاون الثّالث عشر وإلى اليوم قدّمت الكنيسة للمجتمع البشريّ العديد من المؤلّفات تتعلّق بعقيدة الكنيسة الاجتماعيّة آخرها الـ"كومبنديوم" الّذي صدر عن حاضرة الفاتيكان عام 2005 واهتمّت بترجمته إلى العربيّة حركة"عدالة ومحبّة" تحت إشراف سيادة المطران سمير مظلوم."

 

وكانت مداخلة لعضو حركة عدالة ومحبّة الدّكتور يوسف كمال الحاج عرض فيها لأهمّيّة كتاب الكومبنديوم ضمن تعاليم الكنيسة مشيرًا إلى أنّه في "عام 1999 أطلق البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني فكرة لملمة كلّ التّعاليم الصّادرة عن الكنيسة عبر تاريخها حول القضايا الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسّياسيّة والثّقافيّة والبيئيّة والسّلاميّة وهي المعروفة باسم "عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة "من أجل ضمّها في كتاب واحد"، وذلك بهدف "إتاحة الفرصة لعمّال الأنجلة في القارّة الأميركيّة أيّ الكاثوليك إكليروسًا وعلمانيّين كي يفقهوا تعليم الكنيسة الاجتماعيّ".

 

وأوضح الحاج أنّ "عمليّة إصدار هذا الكتاب الّذي ظهر في العام 2004 باللّغتين الإيطاليّة الّتي هي الصّيغة الأصليّة والإنكليزيّة وهي أوّل ترجمة لها والّذي أهدي إلى البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني، استغرقت نحو خمس سنوات من العمل المتواصل. فهو يتألّف من خمسمئة صفحة تضمّ زبدة التّراث الكنسيّ عبر العصور في أمور الاجتماع والاقتصاد والسّياسة والثّقافة والبيئة وبناء السّلام وسائر نواحي الحياة الزّمنيّة بدءًا بالكتابات الآبائيّة مرورًا بالوثائق المجمعيّة وانتهاء بالرّسائل البابويّة العامّة وخطب الأحبار والوثائق الصّادرة عن مجالس مختلفة في الكرسيّ الرّسوليّ، وأهمّيّته تكمن في أنّ مطلق مسيحيّ موكل إليه سلطة عامّة يستطيع أن يجد في فصوله ما يثبت مبادئ تفكيره ويوجّه مبادراته العمليّة وينير سلوكيّات حياته ويخدم الخير العامّ في الجماعات السّياسيّة كما في الأسرة البشريّة جمعاء. "

وأنهى الحاج: "هذا الكتاب معروض أيضًا على غير الكاثوليك وعلى أتباع الدّيانات الأخرى الرّاغبين في الاجتهاد معًا لخدمة الخير العامّ"، متمنّيًا "انتشار مضامين هذا الكتاب لدى أولياء السّلطة العامّة والمثقّفين والنّاشطين الاجتماعيّين من شتّى الأديان والمشارب في لبنان وسائر الدّول العربيّة."

 

ثمّ كانت مداخلة للمطران سمير مظلوم عرض فيها لقصّة ترجمة الكتاب إلى اللّغة العربيّة الّتي "ابتدأت في العام 1967 حيث نشر البابا بولس السّادس رسالته الشّهيرة "ترقّي الشّعوب" وكانت أوّل وثيقة حبريّة حول هذا التّعليم، مرورًا بالعام 1991 مع إصدار البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني رسالته المشهورة "السّنة المئة" في مناسبة مرور مئة سنة على صدور رسالة لاوون الثّالث عشر "الشّؤون الحديثة" الّتي كانت المحفّز لتأسيس "حركة عدالة ومحبّة" والّتي من أهدافها ترجمة ونشر تعليم الكنيسة الاجتماعيّ. إنطلقت هذه الحركة بالترجمة مع احتضانها لفريق عمل متعمّق بتعليم الكنيسة لعب دورًا أساسيًّا في ترجمة الكومبنديوم."

 

وتابع مظلوم: "ومع قرار مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بالاتّفاق مع المجلس الحبريّ "عدالة وسلام" نقل هذا الكتاب إلى العربيّة ليتمّ وضعه بتصرّف كلّ كنائس الشّرق الأوسط فأوكلت إلينا هذه المهمّة وبدأ عمل الحركة في العام 2006 وتركّز على ثلاث مراحل زمنيّة ابتداءً من العام 2006 وصولاً إلى العام 2018 شملت ترجمة النّصّ الأساسيّ ثم معالجة الحواشي والمسارد وأخيرًا متابعة العمل التّقنيّ والتّنسيق مع المطبعة."

 

وختم مظلوم: "وما سردي لهذه التّفاصيل سوى للدّلالة على أهمّيّة هذا العمل وعلى قيمة هذا الكنز الّذي تضعه الكنيسة بين أيدي أبنائها وأن يكن أوّل من تتوجّه إليهم هذه الوثيقة هم الأساقفة. واليوم تبدأ الوثيقة مرحلة جديدة هي مرحلة الانتقال من دفّتيّ الكتاب إلى حياة النّاس والمجتمع وهذه مهمّة الكنيسة الّتي تسعى بتعليمها الاجتماعيّ إلى إعلان الإنجيل وتأوينه في شبكة العلاقات الاجتماعيّة المتشعّبة."

 

وكانت مداخلة ختاميّة للمطران كيرلّس سليم بسترس عن تأوين تعليم الكنيسة الاجتماعيّ في شرقنا العربيّ أورد فيها أنّ "رؤساء بلدان الشّرق العربيّ لا يدركون أنّهم لا يزالون بعيدين عن تحقيق أبسط قواعد العدالة الاجتماعيّة. وأوجز لتاريخ هذه البلدان الّتي عاشت تحت تسلّط الحكم العثمانيّ الّذي استبدل بسلطات محلّيّة تابعت في نهجها النّهج التّسلّطيّ العثمانيّ. ولم يكن همّ الرّؤساء خير المواطنين بل الحفاظ على سلطتهم والاستمرار في الحكم. فقامت الثّورات ومنها ثورات الرّبيع العربيّ الّذي أصبح شتاء عاصفًا لا تبدو له نهاية قريبة."

 

وعدّد بسترس "للإجحاف الّذي يلحق بالمواطن من قبل الحكّام الّذين هم بعيدون عن تطبيق تعليم الكنيسة الاجتماعيّ في شرقنا العربيّ ومنها الأجر العادل والعمل المنزليّ والبطالة وكرامة الأولاد وحقوقهم والحرّيّة الدّينيّة والبيئة"، موضحًا أنّها "أمثلة وردت في كتاب كومبونديوم ويمكن لبلدان الشّرق العربيّ الإفادة منها من أجل رفع الظّلم عن مواطنيها العائشين منذ قرون في القهر والذّلّ ومختلف أنواع الحرمان."

 

وإختتم المطران بسترس: "بلداننا في الشّرق الأوسط عامّة وفي العالم العربيّ خاصّة كثيرة التّديّن لله لكنّها قليلة الاحترام للإنسان ولكن السّيّد المسيح قد علّمنا أنّنا لن نستطيع الوصول إلى الله إلّا من خلال خدمة الإنسان."

 

وفي الختام ألقى البطريرك الرّاعي كلمة قال فيها:

 

"1. يُسعدني أن ألقي هذه الكلمة بإسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، في هذا الاحتفال لإطلاق التّرجمة العربيّة لكتاب "كومبنديوم عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة"، الّذي تدعو إليه مشكورةً الهيئةُ التّنفيذيّة لمجلس البطاركة والأساقفة. ويَطيب لي أن أُعرب بإسمكم جميعًا وبإسمي عن التّقدير الكبير والشّكر للمجلس الحبريّ "عدالة وسلام" لإصداره هذا الكومبنديوم بحسب رغبة القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني، و"لحركة عدالة ومحبّة" بشخص رئيسها، سيادة أخينا المطران سمير مظلوم، الّتي حقّقتْ بإشرافه مشكورةً التّرجمةَ العربيّة.

 

2. إنّ هذا الكتاب بحدّ ذاته قيمةٌ ثمينةٌ وكنزٌ نفيس، لكونه يجمع بمثابة خلاصةٍ تعليمَ الكنيسة الاجتماعيّ، بطريقةٍ جامعةٍ ومنهجيّة. مضمونه مستمَدٌّ من الكتاب المقدّس، ووثائقِ المجامع المسكونيّة وبخاصّةٍ المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، والرّسائل العامّة الاجتماعيّة للبابوات: من البابا لاوون الثّالث عشر مع رسالته الشّهيرة "الشّؤون الجديدة" سنة 1891 إلى آخر رسالةٍ عامّةٍ اجتماعيّةٍ للقدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني "السّنة المئة" سنة 1991، فضلاً عن نداءاته ورسائله بمناسبة الأيّام العالميّة المتنوّعة، وأخيرًا "كتاب التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة". وإنّنا نستطيع تسميته "كومبنديوم المحبّة الاجتماعيّة".

 

أمّا إصداره باللّغة العربيّة فيفسح في المجال لأكبر عددٍ ممكنٍ من الأساقفة والكهنة والرّهبان والرّاهبات والعلمانيّين، للحصول عليه وتطبيقه في حياتهم، ولجعله برنامجًا تربويًّا وراعويًّا في الأبرشيّات والرّعايا والمؤسّسات الكنسيّة والرّهبانيّة.

 

3. الجميع معنيّون به: رعاة الكنيسة، من أجل القيام برسالتهم في خدمة المحبّة الاجتماعيّة وخدمة الإنسان وحقوقه، والشّؤون الاجتماعيّة ومبادئها؛ العائلة، لتحقيق ذاتها كخليّةٍ حيّةٍ للمجتمع؛ العمّال، ليدركوا حقوقهم وواجباتهم؛ الاقتصاديّون والمعنيّون بالقضايا الاجتماعيّة والبيئيّة؛ الجماعة السّياسيّة والأسرة الدّوليّة؛ حكّام الدّول والمؤسّسات الأُمميّة المسؤولة عن تعزيز العدالة والسّلام وحمايتهما بين الدّول وتجنّب الحروب (راجع كومبنديوم، 11 و 12). هذه كلّها المذكورة بالعناوين تشكّل مضمون الكومبنديوم الّذي هو أداة لا غنى عنها في يد الأفراد والجماعات.

 

4. هذا الكومبنديوم، الّذي يَنقل إلينا عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة، إنّما يضعنا في صميم السّرّ المسيحيّ القائم على أربعة عناصر مترابطةٍ ومتكاملة، وكأنّها الزّوايا الأربع لكلّ بيتٍ وصرح، بحسب ترتيب كتاب التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة:

 

العنصر الأوّل هو الإيمان المعلَن في النّؤمن، والمتضمِّن كلّ الحقائق الإيمانيّة الّتي تُنير العقول والإرادات والقلوب. الثّاني هو الاحتفال به ونقله بواسطة اللّيتورجيّا والأسرار. الثّالث هو المسلك والنّشاط الاجتماعيّ والاقتصاديّ والسّياسيّ المستنير بحقائق الإيمان. والرّابع هو الصّلاة بنتيجة العناصر الثّلاثة السّابقة كاستلهامٍ وتسبيحٍ وشكرٍ واستغفار.

 

5. إنّ "عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة" الّتي تشكّل العنصر الثّالث في تكوين السّرّ المسيحيّ، شأنٌ أساسيٌّ في حياة كلّ مؤمنٍ ومؤمنة، لأنّ الإيمان المحتفَل به، إذا لم يتجسّد في الأعمال، وفي المحبّة الاجتماعيّة كان ميتًا، على ما كتب القدّيس يعقوب الرّسول: "كما أنّ الجسد بدون روحٍ ميتٌ، كذلك الإيمان بدون الأعمال ميتٌ" (يعقوب 26:2). ولكنّ أعمالنا تحتاج إلى مبادئ وقواعد أخلاقيّةٍ تُميّز الخير من الشّرّ، والعدالة من الظّلم، والحقّ من الباطل. وهذا ما تفعله "عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة". ولذلك هي جزءٌ لا يتجزّأ من رسالة الكنيسة الملتزمة بإعلان بشارة الإنجيل لجميع الشّعوب والأمم (متّى 19:28؛ مر 15:16)، وبإظهار النّواحي اللّاهوتيّة والفلسفيّة والأخلاقيّة والثّقافيّة والرّاعويّة المرتبطة بتعليمها الاجتماعيّ، ولكن في وحدةٍ عضويّة (كومبنديوم، 8 و 66).

 

6. الكنيسة في كلّ ذلك تؤدّي واجبها الرّاعويّ المزدوج أيّ: مساعدة جميع النّاس على اكتشاف الحقيقة مع اختيار الطّريق الّذي ينبغي اتّباعه؛ وتشجيع المسيحيّين على الالتزام بالشّهادة للإنجيل في المجال الاجتماعيّ، مع الحرص على الخدمة (كومبنديوم، 525).

 

ولئن كانت رسالة الكنيسة الموكولة إليها من المسيح هي دينيّة، فمنها بالذّات تنبثق مهمّتها في بناء جماعة البشر وتوطيدها وفقًا للشّريعة الإلهيّة. ولذا، لا تتعاطى الكنيسة التتّقنيّات السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، ولا تُقدِّم أنظمةً أو تقترح نماذج لها، بل تتوخّى مرافقة الإنسان على طريق الخلاص بكلّ أبعاده الرّوحيّة والاقتصاديّة والحسّيّة والسّياسيّة (راجع كومبنديوم، 68 و 69).

 

7. أيستطيع أحدٌ، بعد هذا المفهوم "لعقيدة الكنيسة الاجتماعيّة"، أن يعيش وهو يجهلها؟ إنّ الكومبنديوم دليلٌ أساسيٌّ لمعرفتها والعيش بموجب مبادئها وتطبيقها. فالشّكر أيضًا وأيضًا للّذين أعدّوه. نرجو له الانتشار الواسع، والثّمار اليانعة."