لبنان
14 آذار 2018, 06:00

نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الثّلاثاء 13 آذار/ مارس- بكركي

إستقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر أمس، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وفدًا من كاريتاس الشّرق الأوسط وشمالي أفريقيا MONA برئاسة غابرييل حتّي يرافقهم رئيس كاريتاس لبنان الأب بول كرم والمنسّق الإقليميّ لكاريتاس كرم أبي يزبك في زيارة تم فيها عرض لأبرز النّشاطات الّتي تقوم بها كاريتاس ولعلاقات التّعاون الوطيدة بين كاريتاس لبنان وكاريتاس MONA في المجال الإنسانيّ والاجتماعيّ والقانونيّ.

 

ولفت حتّي بعد اللّقاء إلى "أهمّيّة التّعاون والتّواصل الدّائمين بين مكاتب كاريتاس في لبنان والعالم،" مشيرًا إلى "أهمّيّة وضع معايير للإدارة وإجراء تقييم دائم لعمل هذه المؤسّسة الّتي تقدّم الخدمات في  مجال التّنمية والخدمة الاجتماعية والمساعدات الإنسانيّة وتعمل في عدد كبير من البلدان في جميع أنحاء العالم، كما أنّها  تهتمّ بشكل جماعيّ وفرديّ بالعمل من أجل بناء عالم أفضل."

وشكر حتّي البطريرك مبادرته بتأسيس أبرشيّة مارونيّة في أفريقيا الوسطى يرعاها المطران سيمون فضّول الرّئيس السّابق لكاريتاس لبنان،" مثمّنًا "هذه الخطوة الّتي من شأنها تعزيز العلاقات الرّوحيّة بين اللّبنانيّين والمؤمنين في أفريقيا،"ومعلنًا عن "اختيار لبنان لعقد مؤتمر البطاركة والأساقفة حول كاريتاس في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا برعاية البطريرك الرّاعي، لما للبنان من دور أساسيّ وللمكانة المركزيّة الّتي يحتلّها بالنّسبة لمختلف الجماعات المسيحيّة."

بدوره أكّد رئيس كاريتاس لبنان بول كرم على "مواصلة التّعاون مع كاريتاس MONA على كافّة الأصعدة وهذا دليل واضح على أنّ لبنان بلد الرّسالة، وحضوره مميّز في ظلّ الظّروف الّتي تعيشها منطقة الشّرق الأوسط من حروب وقتل ودمار، ومرّة جديدة يزرع لبنان السّلام والمحبّة ليجسّد الخدمة الإنسانيّة للنّاس المحتاجين."

ثم التقى البطريرك الرّاعي وزير البيئة طارق الخطيب يرافقه مسؤول الخدمات في التّيّار الوطنيّ الحرّ باتريك أنطون الّذي قدّم "لمحة موجزة عن أبرز المشاكل الّتي يعاني منها المواطن اللّبنانيّ وتطلّعاته المستقبليّة."

وشدّد الوزير الخطيب على "استعداد وزارة البيئة لتقديم الخدمات اللّازمة للمساعدة على إيجاد مناخ بيئيّ سليم يستفيد منه أبناء الوطن جميعًا."

وبعد الظهر استقبل البطريرك الرّاعي وفدًا بولونيًّا برئاسة عضو البرلمان الدّوليّ للتّسامح والسّلام رئيس اللّجنة البرلمانيّة للحوار بين الثّقافات والأديان بافيل سكوتيتسكي يرافقه رئيس النّادي الثّقافيّ الاقتصاديّ البولونيّ العربيّ بشيميك سكشبيك وعدد من رجال الأعمال، وكانت مناسبة التمس فيها الوفد بركة البطريرك الرّسوليّة وعبّر عن "اهتمام كبير ببناء علاقات قويّة بين البلدين ليس على الصّعيد الثّقافيّ والاقتصاديّ وحسب وإنّما أيضًا على الصّعيد الرّوحيّ والدّينيّ من خلال تعزيز السّياحة الدّينيّة."

وأشار سكوتيتسكي إلى أنّ "عيد سيّدة البشارة في 25 الحاليّ سيتمّ الاحتفال به في البرلمان البولونيّ"، منوّهًا "بالخطوة الّتي اتخذها لبنان بإعلانه عيد سيّدة البشارة عيدًا رسميًّا يحتفل به المسيحيّون والمسلمون معًا." كما لفت إلى أنّ "القدّيس شربل أصبح معروفًا في كافّة أنحاء بولندا والشّعب البولونيّ يؤمن بشفيعين له في السّماء قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني والقدّيس شربل."

بدوره رحّب البطريرك بالوفد عارضًا "للعلاقة الوطيدة الّتي تربط بين الشّعبين البولونيّ واللّبنانيّ منذ زمن بعيد"، ومشدّدًا على "المكانة الخاصّة للبنان الّتي حملها قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني في قلبه، فهو الوحيد الّذي أدرك وضع لبنان ووصفه بجرأة ووضوح نادرين وهذا ما ورد في كتاب "مداخلات قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني في شأن القضيّة اللّبنانيّة."

وإذ أكّد على المحبّة المتبادلة بين الشّعبين، شدّد البطريرك الرّاعي على "أهمّيّة النّظام الدّيمقراطيّ الّذي يحكم لبنان ويسمح لكافّة الأديان بممارسة معتقداتها وشعائرها بحرّيّة تامّة"، لافتًا إلى أنّ لبنان" لا يفرّق بين مسلم ومسيحيّ فالميثاق الوطنيّ ينصّ على التّعايش المسيحيّ الإسلاميّ الّذي ينظّمه الدّستور كما ينظّم المشاركة المسيحيّة الإسلاميّة في الحكم والإدارة."

بعدها تسلّم البطريرك من وفد جمعيّة "معًا نعيد البناء" برئاسة الأب مارون عطالله، مجموعة من المؤلّفات بعنوان التّراث المشرقيّ المشترك الّتي تصدر شهريًّا ومواضيعها تتمحور حول المدن والأعلام والمواقع التّاريخيّة العريقة."

ومن زوّار الصرح البطريركيّ ممثّل الأساتذة في كلّيّة الحقوق في الجامعة اللّبنانيّة الفرع الأوّل الدّكتور علي رحّال، ثم رجل الأعمال سركيس سركيس.