نشاط البطريرك الرّاعي لأمس الجمعة- الدّيمان
ثمّ استقبل الرّاعي النّائب جورج عطالله وبحث معه لعدد من المشاريع الّتي تهمّ الشّمال إضافة إلى الأوضاع العامّة في البلاد.
كما عرض البطريرك الرّاعي الوضع الحكوميّ والأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة مع رئيس حركة الاستقلال النّائب ميشال معوّض بحضور المحامي إدوار طيّون. وبعد اللّقاء شدّد النّائب معوّض على أنّ زيارته للبطريرك الرّاعي تأتي في إطار شخصيّ وعائليّ بالدّرجة الأولى كما أنّ من واجبه كنائب في الشّمال الوقوف إلى جانب البطريرك أثناء وجوده في الدّيمان.
سياسيًّا، قال معوّض أنّ "على الحكومة أن تنفّذ سياسة مبنيّة على 3 ركائز، أوّلًا على مستوى العجز بالموازنة من المفترض أن تضع إجراءات جدّيّة بشأن المحميّات السّياسيّة والتّهرّب والتّهريب الجمركيّ في موازنة الـ2020 لنتمكّن بالتّالي من تحسين الوضع، وثانيًا على مستوى تكبير حجم الاقتصاد، وثالثًا على مستوى السّياسة النّقديّة".
وشدّد على ضرورة أن تتوحّد الحكومة حول نظرة اقتصاديّة واحدة وأن تلتفّ كافّة القوى السّياسيّة حول خطّة موحّدة تعيد الثّقة للّبنانيّين فالأمور لا تحتمل المزيد من التّشنّجات والتّعطيل، مؤكّدًا أنّ "تثبيت الاستقرار السّياسيّ يتطلّب قبل كلّ شيء تثبيت الميثاق وقواعد العيش المشترك والشّراكة بين اللّبنانيّين لذا تناقشنا مع غبتطه بما حصل بشأن الفقرة الأخيرة من المادّة 80 في قانون الموازنة". وتمنّى "أن تتصرّف القوى السّياسيّة بوعي لكي لا نصل إلى شهر تشرين الأوّل وبيدنا قنبلة مؤقّتة متعلّقة بقواعد العيش المشترك تؤدّي من جديد إلى تصعيد لا يمكننا أن نحتمّل نتائجه، لذا المطلوب أوّلًا تثبيت الاستقرار السّياسيّ وأسس الشّراكة بين اللّبنانيّين وأسس اتّفاق الطّائف وثانيًا أن تقوم الحكومة بخطّة متكاملة لإنقاذ الوطن".
وردًّا على سؤال بشأن أزمة النّفايات ومنع شاحنات النّفايات من الدّخول إلى مطمر تربل، أكّد معوّض أنّ هذه الأزمة كارثة على المنية – الضّنيّة وزغرتا الزّاوية والكورة وبشرّي، لافتًا إلى أنّ "إدارة النّفايات تتطلّب سلطات محليّة تدير هذا الموضوع بحسب الأصول بالفرز من المصدر وإنشاء مصنع للفرز وهذا ما لم يحصل في الماضي، كما تتطلّب دولة مركزيّة وحكومة تفرض إنشاء مطامر صحّيّة في عدد من المناطق اللّبنانيّة وهذا أساس المشكلة الّتي تواجهنا".
معوّض أكّد "أنّنا كنّا بكارثة نتيجة تخبّط الدّولة والحكومة أصبحنا بكارثتين، إذْ كنّا بكارثة النّفايات الّتي يتطلّب الخروج منها أوّلًا قرار من الدّولة بشأن موقع إنشاء المطمر الصّحّيّ مع فرض واحترام قرارها ومن ثمّ استدراك التّقصير الّذي تتحمّل مسؤوليّته السّلطات المحليّة بإنشاء معمل فرز ومن ثمّ فرز من المصدر، والآن أصبحنا بكارثة تشنّج طائفيّ نتيجة تخبّط الحكومة وتخبّط رئيسها إذْ إنّه يعطي قرارًا بالمؤازرة من جهّة من ثمّ نرى تيّاره يتظاهر ضدّ قراره من جهّة ثانية".
وأردف معوّض: "أقولها من هذا الصّرح وأؤكّد أنّه على الرّغم من جميع الإساءات الّتي تعرّضنا لها فنحن لسنا مسؤولين عمّا آلت إليه الأمور، دخلنا في هذا الملفّ وهو ليس من مسؤوليّتنا بل من مسؤوليّة السّلطات المحلّيّة والحكومة لكنّنا دخلنا فيه من باب مسؤوليّتنا المعنويّة ليس فقط كما قيل من أجل أهلنا في زغرتا وإهدن بل من أجل كلّ الشّمال، من أجل المنية والضّنيّة ومرياطة وحيلان وقرى القضاء والكورة وبشرّي".
وإذْ أكّد تمسّكه بالعيش المشترك في الشّمال اليوم أكثر من الأمس وبوحدة مجتمعنا مسلمين ومسيحيّين في الشّمال، قال معوّض: "لن نسمح لا لتجّار الهيكل ولا لأصحاب الصّفقات والمصالح أن يضربوا وحدة مجتمعنا كما أنّنا لن نسمح لتخبّط الحكومة أن يُدخل النّاس في بعضها البعض فلا نريد المزيد من التّشرذم بل حلًّا للنّفايات مع المحافظة على وحدة عيشنا". وإختتم معوّض داعيًا رئيس الحكومة سعد الحريري إلى أن يأخد قرارًا جدّيًّا بشأن أي مطمر يراه مناسبًا من دون أن يتراجع عنه بعد 24 ساعة".
من جهّة أخرى منح البطريرك الرّاعي الدّكتورة غيتا حوراني وسام البطريركيّة المارونيّة ودرع سيّدة قنّوبين تقديرًا لعطاءاتها وتكريمًا لمسيرتها المشرفة من خلال خدمة الكنيسة المارونيّة والموارنة خاصّة واللّبنانيّين ولبنان عامّة خلال لقاء مع اللّجنة المشرفة على التّكريم والأهل والأصدقاء في صالون الصّرح بحضور الأب سمير غصوب ممثّلًا رئيس جامعة سيّدة اللّويزة الأب بيار نجم، السّفير السّابق أنطونيو العنداريّ، مستشار وزارة التّربية والتّعليم العالي الدّكتور سهيل مطر والقنصل الفخريّ للبنان في فانكوفر–كندا الدّكتور نيقولا قهوجي الّذي استهلّ اللّقاء بكلمة حيّا فيها الدّكتورة حوراني على جهودها وعطاءاتها معربًا عن فخره بالمشاركة في التّكريم طالبًا بركة الرّاعي لها ولكلّ الانتشار المارونيّ واللّبنانيّ في العالم.
وبعدها قلّد البطريرك الرّاعي الدّكتورة حوراني الوسام ومنح بركته وقدّم لها أيقونة قنّوبين وقال: "نقدّم لك الوسام البطريركيّ وأيقونة قنّوبين وهما يشكّلان أصدق تعبير عن محبّتنا وتقديرنا لما تقومين به في لبنان وعالم الانتشار خدمة للّبنانيّين ولبنان والكنيسة المارونية وثمن عاليًا كلّ الإنجازات الّتي حقّقتها ونأمل أن تواكب سيّدة قنّوبين الّتي احتفلنا بعيدها بالأمس وأن تبارك مسيرتك وتمنحك الصّحّة لإكمال ما بدأت العمل عليه وتكملين بالنّعم الّتي منحك إيّاها الرّبّ لتتمكّني من مواصلة عملك وأشكر والدتك الّتي أعطتنا إيّاك والّتي لولاها لما رأينا هذه الإنجازات".
وشكرت الدّكتورة حوراني البطريرك الرّاعي على التّكريم وتحدّثت عن مسيرتها النّضاليّة وإنجازاتها العلميّة ومساعدتها في نشر الوعي المارونيّ في بلدان الانتشار حول الكنيسة وبطاركتها ونضالهم في سبيل الحفاظ على لبنان بلد الحوار. وإختتمت "هذا الوسام يحمّلني مسؤوليّة كبيرة وسأسعى لأن أثمر هذه الوزنات في خدمة كنيستي وشعبي ووطني والإنسانيّة"..
البطريرك الرّاعي استقبل أيضًا في الدّيمان مدير بنك عودة ماهر بدعان والياس لاوون.