لبنان
01 شباط 2023, 06:00

نشاط البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي لأمس الثّلاثاء- بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الثّلاثاء، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، رئيس كتلة اللّقاء الدّيمقراطيّ النّائب تيمور جنبلاط يرافقه النّائبان وائل بو فاعور وراجي السّعد وكان عرض للتّطوّرات وبحث في عدد من الملفّات المتعلّقة بالشّأن المحلّيّ أبرزها ملفّ الشّغور الرّئاسيّ، وقد شدّد المجتمعون على "وجوب حلّه وانتخاب رئيس للجمهوريّة لكي ينتظم عمل المؤسّسات ويخرج لبنان من أزمته الخانقة."

تحدّث السّعد بعد اللّقاء بإسم الوفد، وقال: "لقد أتينا اليوم كما اعتدنا دائمًا، لأنّنا نعتبر أنّ بكركي هي أساس في الشّراكة الوطنيّة وهي تمثّل البوصلة الّتي يجب على جميع الحريصين على هذا الوطن التّمسّك بها. بكركي هي الدّاعم الأساسيّ لوحدة لبنان وللعيش المشترك بين كلّ مكوّناته، والدّاعم الأساسيّ للطّائف وللدّستور الّذي نطالب دائمًا بتطبيقه. ونحن متّفقون مع سيّد بكركي على أهمّيّة التّمسّك بالطّائف والوحدة الوطنيّة ورفض كلّ المشاريع الّتي لا ينصّ عليها الدّستور وقد تتناقض مع ميثاق العيش المشترك."

وتابع: "لقد اتّفقنا مع سيّدنا على أنّ تطبيق اللّامركزيّة الإداريّة وفق الدّستور هي الّتي ستوصلنا إلى برّ الأمان. كذلك اتّفقنا مع غبطته على ضرورة انتخاب رئيس للجمهوريّة بأسرع وقت ممكن، اليوم قبل الغد، ذلك أنّ عودة الانتظام إلى الحياة الدّستوريّة و إلى المؤسّسات الدّوليّة وإلى الشّراكة تبدأ أوّلاً بانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة اللّبنانيّة ولاسيّما في ظلّ تحلّل المؤسّسات الّذي نتابعه ونراه أينما كان في الإعلام من الصّراع القضائيّ المؤسف والخطير. ونحن نتمنّى أن لا يأخذ هذا الصّراع أيّ بعد طائفيّ، وضرب لكلّ المؤسّسات الماليّة والقطاعات الاقتصاديّة وانهيار كلّ القطاعات التّربويّة والصّناعيّة والاستشفائيّة وحتّى الغذائيّة. وخوفنا اليوم من أن نصل إلى ضرب المؤسّسات الأمنيّة."

وأضاف السّعد: "من هذا المنطلق وبناء على كلّ ما قلناه نحن متّفقون مع سيّدنا على أنّه لا حلّ إلّا بالتّمسّك بالدّستور وبالطّائف وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة الحياة للمؤسّسات ومنع الفراغ من التّمدّد وإطلاق عمليّة الإنقاذ الاقتصاديّ والماليّ من خلال المباشرة بالإصلاحات وفورًا."

وعن البحث مع البطريرك في أسماء المرشّحين لرئاسة الجمهوريّة أوضح السّعد: "بالتّأكيد، اليوم ليس هناك أيّ اتّفاق على اسم محدّد. ولكن هناك نوع من التّراتبيّة بالأسماء وبالتّأكيد اليوم اسم قائد الجيش هو بالصّدارة بين بقيّة الأسماء الموجودة. نحن لا نتحدّث فقط عن موقف اللّقاء الدّيمقراطيّ وإنّما من خلال جميع الاجتماعات الّتي تمتّ مع باقي الأفرقاء والكتل السّياسيّة وحتّى على صعيد الدّول الخليجيّة فاسم قائد الجيش يتداول به كثيرًا."

وعن تلقّف البطريرك الرّاعي لمبادرة اللّقاء الدّيمقراطيّ الرّئاسيّة أكّد السّعد "نحن نعرف الوضع اللّبنانيّ وكيف تعمل السّياسة وكيف تتمّ عمليّة انتخاب رئيس للجمهوريّة. يجب أن يتمّ الاتّفاق على انتخاب هذا الرّئيس واليوم يتمّ التّداول بأسماء إلّا أنّ إسمًا واحدًا يتمّ به التّداول داخليًّا وخارجيًّا ولكنّنا لم نصل إلى مكان اليوم."

وعن تعديل الدّستور لانتخاب قائد الجيش أعلن السّعد: "هناك أسماء نتداولها وإذا تمّ الاتّفاق بشكل كبير على قائد الجيش عندها يتمّ الحديث عن تعديل للدّستور وإذا كان هناك أكثر من الثّلثين ممّن اتّفقوا على اسم قائد الجيش عندها يصبح التّعديل تحصيل حاصل ولكنّنا لم نصل إلى الإسم لكي نتحدّث عن تعديل دستوريّ ولكن إذا تمّ الاتّفاق على اسم لكلّ حادث حديث".  

وعن عرض البطريرك لإسم محدّد أكّد السّعد: "البطريرك لم يتّخذ موقفًا حيال الإسم وهو متّفق معنا وهو يسمع الاسم في كلّ الاجتماعات ولكنّه لم يعط اسم أو أولويّة لأيّ اسم. ولكن حتّى اليوم ما من اتّفاق بين الكتل النّيابيّة على انتخاب رئيس. والإتّفاق يحتاج إلى 65 نائبًا وحتّى اليوم لم يحصل المرشّحون على هذا ."

وفي ردّ على دور حزب الله في المعركة الرّئاسيّة لفت السّعد إلى "أنّ لحزب الله كلمته ولكن اليوم هناك الدّستور والطّائف الّذي يجب أن يطبّق كذلك الـ65 صوتًا والنّصاب وعدم تأمينهم لن يؤدّي إلى انتخاب رئيس فالثّنائيّ الشّيعيّ والوزير باسيل إن لم يمشوا فسنكون أمام أكثريّة لتطيير أيّ نصاب".  

وعن موقف وليد جنبلاط، أشار السّعد إلى أنّ: "الموقف واضح لمسألة الرّئاسة ولو تمّ التّوافق لكنّا انتخبنا رئيسًا للجمهوريّة ونحن لا يمكننا أن نجاوب أو أن نتكّهن بما سيحصل."

بعدها التقى الرّاعي النّائب فيصل كرامي الّذي قال: "لقد تباحثنا مع غبطته في كلّ الأمور وكان هناك مقاربات وطنيّة المقياس، فيها ما ينفع النّاس وفيها ما يضرّهم. لقد انطلقنا في بحث ما يحلّ الأزمة السّياسيّة وهو ضرورة انتخاب رئيس للجمهوريّة. وشرحت لغبطته وجهة نظري بأنّه يجب أن يكون انطلاقنا وحرصنا بأن يكون هذا المركز وطنيًّا لأنّ الرّئاسات كلّها هي لكلّ الوطن وليست لمذهب أو طائفة لذلك اتّفاق الطّائف شدّد على وجوب حضور ثلثي أعضاء المجلس لانتخاب رئيس للجمهوريّة. ومن هنا نحن نقوم بمبادرات لوصل ما انقطع بين كلّ الأفرقاء والاستماع إلى هواجسهم من أجل التّوافق الّذي من دونه لن يكون هناك رئيسًا للجمهوريّة. ونحن نؤكّد بأنّ الرّئاسة هي بداية حلّ كلّ الأزمات الّتي تعصف بالبلاد لأنّه من دون رئيس لن يقوم عمل المؤسّسات الدّستوريّة وبالتّالي اتّفاق الطّائف هو المدخل الإساسيّ لحلّ كلّ الأزمات ذلك أنّه يؤكّد على الشّراكة الّتي نشعر بأنّها بدأت تهتزّ، الشّراكة المسيحيّة الإسلاميّة. وهذا الميثاق واتّفاق الطّائف يحدّد كلّ الأمور والمخارج من هذه المشاكل الّتي نعيشها فعلينا جميعًا أن نذهب باتّجاه حقيقيّ وصاف ونوايا صافية لتطبيق اتّفاق الطّائف. من هنا نؤكّد أنّ التّوافق هو السّبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمات."

وأضاف كرامي: "لم يعد في لبنان فريق سياسيّ واحد بل أفرقاء سياسيّين والخلاف اليوم ليس دستوريًّا ولا ميثاقيًّا وإنّما سياسيًّا الكلّ له الحقّ بالتّرشّح والمهمّ تأمين النّصاب. أنا أصوّت للتّوافق الّذي هو السّبيل والمخرج الوحيد من هذه الأزمات فتأمين النّصاب هو الحلّ الوحيد."

وعن موافقته على تعديل الدّستور لانتخاب قائد الجيش قال: "أنا ضدّ المسّ بالدّستور إلّا أنّه إذا كان مخرجًا لحلحلة الأمور ولاسيّما بوجود سوابق فلا بأس بالأمر. لقد وصلنا إلى مرحلة تعب فيها النّاس وهلكوا ووضع البلد من سيّء إلى أسوأ مع انقطاع في العلاقات بين الأفرقاء فيما بينهم ومع الخارج أيضًا. وأنا لا أعلن من هو المرشّح فأنا مع التّوافق وإيصال رئيس للجمهوريّة يجمع ولا يفرّق."

وكان الرّاعي قد استقبل منسّقي مكتب راعويّة الزّواج والعائلة الأباتي سمعان أبو عبدو، سليم وريتا الخوري الّذين أطلعوه على عمل المكتب في مركز الإصغاء والمصالحة ضمن مهمّته في مواكبة العائلة والعمل على وحدتها وديمومتها خصوصًا في هذه الأيّام الصّعبة الّتي تمرّ بها البلاد، وعلى نشاطات المركز في برامج التّنشئة الّتي تعتمد على الإصغاء والمرافقة العائليّة مع جامعة الحكمة والوساطة مع الجامعة اليسوعيّة والبرنامج السّنويّ الّذي يتضمّن لقاء لمراكز الإصغاء مع البطريرك الرّاعي.

وبعد الظّهر استقبل البطريرك النّائب زياد الحوّاط الّذي قال بعد اللّقاء: "في هذه الظّروف الصّعبة الّتي يمرّ بها لبنان، زرت صاحب الغبطة لأؤكّد له أنّنا باقون على موقف بكركي المطالب بالإسراع بانتخاب رئيس للجمهوريّة يستطيع أن يعيد لبنان إلى محيطه العربيّ وموقعه التّاريخيّ، رئيس سياديّ وإصلاحيّ، لأنّ الرّئيس هو بداية حلّ الأزمة في البلد، يتبعها حكومة اختصاصيّين تضع خطّة إصلاحات حقيقيّة، وإلا سنبقى في مزيد من الانهيار والبؤس".

وأضاف: "اللّامركزيّة الإداريّة والماليّة أصبحت ضروريّة جدًّا مع العهد الجديد لإخراج لبنان من الأزمات المعيشيّة والمشاكل اليوميّة، فالمركزيّة السّياسيّة ضربت أسس الدّولة".

وإختتم قائلاً: "نأمل في الوصول في أقرب وقت إلى انتخاب رئيس يشبه تاريخ لبنان وتاريخ بكركي، فهنا التّاريخ الحقيقيّ الخاصّ للبنان".

عن سؤاله عن دعم القوّات اللّبنانيّة لترشيح قائد الجيش للرّئاسة قال الحوّاط: "مرشّحنا اليوم هو النّائب ميشال معوّض الّذي يتمتّع بنهج سياديّ إصلاحيّ، ونحن متمسّكون به إلى النّهاية، مع انفتاحنا على أيّ اقتراح لشخصيّة قد تتمتّع بالمواصفات السّياسيّة الإصلاحيّة والسّياديّة الّتي نتطلّع إليها، ونحن نتشاور مع بكركي للبحث في اسم بديل في حال تعذّر وصول مرشّحنا".

وعمّا حمّله الرّاعي أكّد الحوّاط أنّ "همّ غبطته الأكبر هو الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة ومتابعة التّحقيق في انفجار المرفأ، وقد قلنا من اللّحظة الأولى إنّه من الضّروريّ وجود لجنة تقصّي حقائق دوليّة لأنّ القضاء اللّبنانيّ لن يُسمح له بالتّوصّل إلى نتيجة، وقد أعطينا القضاء مهلة ثلاث سنوات تقريبًا، ولا ثقة لدينا بعمل القضاء اليوم".