لبنان
12 آب 2022, 05:00

نشاط البطريرك بشارة الرّاعي لأمس الخميس في الدّيمان

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في الدّيمان رئيسة منظّمة الدّفاع عن حقوق المسيحيّين (IDC) الرّائدة في الدّفاع عن مسيحيّي الشّرق الأوسط تونيا خوري، الّتي تزور لبنان حاليًّا آتية من الولايات المتّحدة الأميركيّة، وقالت خوري بعد اللّقاء :

"كان لي لقاء ودّيّ مع غبطة البطريرك وناقشنا مواضيع عدّة تتعلّق بالولايات المتّحدة ولبنان وأهمّيّة حياد لبنان واهتمام المجتمع الدّوليّ بما يحدث فيه.

ومنذ سنة 2011 وأنا أمارس مهنة التّعليم في لبنان وأشعر أنّ قلبي في لبنان، وبشكل دائم أعقد سلسلة اجتماعات وأتحادث مع أعضاء الكونغرس عن أمور تتعلّق بلبنان. وأقوم بجولات عدّة في لبنان لأنّه لم يسبق لي أن شعرت بالحاجة لذلك كما أشعر الآن، وأقوم بجولات مع مسؤولي الجامعات مثل NDU وجامعة الرّوح القدس الكسليك، وزيارتي اليوم إلى غبطة البطريرك للاستماع إلى هواجسه وآرائه لنقلها إلى الولايات المتّحدة للتّأكيد على أنّ الصّوت اللّبنانيّ مسموع.

كما ناقشنا أهمّيّة انتخاب رئيس مارونيّ، مشدّدين على وجوب عدم وجود فراغ في سدّة الرّئاسة لأنّ الشّعب اللّبنانيّ يعاني ما فيه الكفاية ويجب أن يكون هنالك رئيس يهمّه مصلحة لبنان ولبنان فقط، رئيس يركّز على مشروع كيفيّة إخراج لبنان من هذا المأزق، ويضع مصلحة الشّعب اللّبنانيّ فوق مصلحته الشّخصيّة، وناقشنا مواضيع عديدة حول دور المسيحيّين في لبنان، والأهمّيّة الكبيرة لدورهم فيه، لأنّ لبنان البلد الوحيد في الشّرق الأوسط الّذي يتمتّع بالتّعدّديّة، ودور المسيحيّين في هذا البلد هو أساسيّ، ويجب أن نتأكّد أنّ المسيحيّين والشّباب سيبقون في لبنان ونوفّر لهم الأسباب الّتي تسمح لهم بالبقاء هنا في وطنهم، وأنا أزور منظّمات عدّة للاطّلاع على كيفيّة مساعدتهم للشّعب اللّبنانيّ، وسأنقل كلّ ذلك معي إلى الولايات المتّحدة مع كلّ ما رأيته شخصيًّا لأؤكّد أنّ الشّعب ما زال له صوت في الولايات المتّحدة".

وإستقبل الرّاعي أيضًا السّفيرة كارولين زيادة ممثّلة الأمين العامّ للأمم المتّحدة في كوسوفو.

بعدها التقى البطريرك الرّاعي الوزير والنّائب السّابق فارس بويز الّذي قال بعد اللّقاء: "من الطّبيعيّ في هذه الظّروف الدّقيقة للغاية أن نأتي إلى صاحب الغبطة خصوصًا وأنّه إذا لم تتمّ انفراجات إقليميّة تنعكس على السّاحة اللّبنانيّة نخشى من أن تذهب الأمور إلى مزيد من التّأزّم وقد تداولنا مع صاحب الغبطة حول كلّ هذه الظّروف الإقليميّة والدّوليّة والدّاخليّة أيضًا وحول ما يجب أن يحصل في المرحلة المقبلة مرحلة الرّئاسة ولا بدّ أن لبكركي مواصفات وليس أسماء، مواصفات وطنيّة كبيرة حيال هذا الموضوع ونأمل أن يؤجذ بها بما يؤمّن للبنان فعلاً مرحلة مقبلة من العيش" .

وعن إمكانيّة ترشّحه قال: "أوّلاً لا يوجد في لبنان شيء اسمه التّرشيح لرئاسة الجمهوريّة ومن هنا لم أطرح في يوم من الأيّام ترشيحي لهذا المنصب، ثانيًا نحن عندما نأتي إلى غبطة البطريرك نتكلّم معه عن المواصفات الّتي يجب أن يتحلّى بها الرّئيس المقبل وهي بالدّرجة الأولى أن يكون قادرًا على استخراج قاسم مشترك لدى اللّبنانيّين ليعيد توحيد هويّتهم السّياسيّة ومسارهم السّياسيّ ومصالحهم السّياسيّة" .

ومن زوّار الدّيمان السّفير المصريّ في لبنان الدّكتور ياسر علوي الّذي أشار بعد اللّقاء إلى أنّ لبنان يمرّ بمرحلة دقيقة وأنّه أمام استحقاقات داهمة ولا يملك أحد ترف الوقت وقال: "تشرّفت اليوم بلقاء غبطة البطريرك ونحن نلتقي مع غبطته بشكل دوريّ لنستمدّ منه الحكمة والرّأي الصّائب، ولا يخفى على أحد أنّ هذه اللّحظة من تاريخ هذا البلد العزيز دقيقة جدًّا ونحن أمام استحقاقات داهمة ولا يملك أحد ترف الوقت والفراغ يجب تجنّبه بأيّ ثمن لأنّه جريمة بحقّ الوطن ويجب إجراء الاستحقاقات في مواعيدها ونحن ملتزمون بدعم كلّ جهد في هذا الموضوع" .

وظهرًا استقبل البطريرك الرّاعي في الدّيمان الرّئيس السّابق ميشال سليمان الّذي قال بعد اللّقاء: "قمت بزيارة غبطة البطريرك للاطّلاع على الأوضاع ومناقشة الاستحقاقات القريبة وكان موضوع المطران الحاج أساسيًّا في لقائنا والبطريرك يهمّه هذا الأمر لأنّه المرجعيّة لهذا المطران وإذا كان موضوع توقيفه سياسيًّا يجب العودة إلى مرجعيّته بكركي وإيجاد طريقة لمعالجة القضيّة معها. أمّا إذا كان الموضوع أمنيًّا بحت فليس هناك مساواة في التّعامل فالبلد معروف كيف تحصل فيه كلّ أنواع المخالفات ولا يجب أن تقف الأمور عند نقل المطران أموالاً ومساعدات من أناس عرب مسيحيّين أو مسلمين موجودين في فلسطين لأهاليهم. وهذا الموضوع يجب أن يعالج وإذا لا سمح الله كان الموضوع يتعلّق بطرح البطريرك لمواصفات الرّئيس فهنا يكون الخطأ الكبير".

وتابع: "بالنّسبة للاستحقاق المقبل أتمنّى أن يكون هناك التزام بالمواصفات الّتي وضعها البطريرك للرّئيس المقبل يعني أن يكون مستقلّاً ولديه موقف سياسيّ لبنانيّ واضح، ويلتزم بتعهّدات لبنان السّابقة تجاه الدّول ويعيد تدريجيًّا الهويّة اللّبنانيّة الصّرفة دون التزامات أو ارتباطات مع أيّ طرف خارجيّ ويجب من ضمنه معالجة موضوع السّلاح غير الشّرعيّ. وىمل أن لا يأتي هذا الرّئيس بتفاهم ثنائيّ بل بتوافق عامّ لأنّ التّفاهمات الثّنائيّة هي نوع من المحاصصة المخالفة للدّستور. فإمّا أن يأتي بتوافق عامّ أو أن يأتي بالدّيمقراطيّة أيّ بالانتخاب والكلّ يتحمّل مسؤوليّة خياره في مصير البلد المنهار ولكن بالإرادة الطّيّبة وبالرّغبة الوطنيّة وإعطاء الأولويّة للمصلحة الوطنيّة يمكننا أن ننهض تدريجيًّا بدعم الدّول الصّديقة والمغتربين المستعدّين دائمًا للمساعدة في نهضة لبنان لكن يجب أن تنبع المبادرة من الدّاخل اللّبنانيّ".

وعصرًا استقبل البطريرك الرّاعي رئيس حزب الوطنيّين الأحرار النّائب كميل دوري شمعون على رأس وفد حزبيّ حيث تمّ عرض مجمل التّطوّرات على السّاحة المحلّيّة وقال شمعون بعد اللّقاء: "الزّيارة إلى هذا الصّرح مريحة جدًّا خصوصًا وأنّ تفكيرنا لمستقبل هذا البلد يشارك البطريرك في تطلّعاته وزيارتنا اليوم تكتسب طابعًا مهمًّا بالنّسبة للّذي يحصل في البلد بالنّسبة للوضع السّياسيّ والاستحقاق الرّئاسيّ وطبعًا بالنّسبة لتوقيف المطران الحاج على الحدود وهذا الأمر نستنكره لأنّه أوّلاً يقلّل من احترام بكركي والفاتيكان وشريحة واسعة من المسيحيّين الّذين حموا دائمًا هذا الوطن، ونحن مع الاعتدال ولكن يجب أن يكون الاعتدال حجرًا أساسيًّا لكلّ ما يحصل بلبنان خاصّة في هذا الوضع الّذي نمرّ به. الزّيارة كانت ممتازة وقدّمنا لغبطته مجموعة من الكتب الّتي كتبها الرّئيس شمعون وآمل أن تشكّل هذه الكتب قراءة جديدة من الماضي للمستقبل."

ومساء استقبل البطريرك النّائب شربل مسعد الّذي قال بعد اللّقاء: "جئنا اليوم من جزّين لمقابلة غبطة البطريرك ونأخذ بركته في مسيرتنا السّياسيّة الجديدة وكان اللّقاء ممتازًا جدًّا أعربنا فيه عن ثقتنا المطلقة بغبطته وبقراراته الوطنيّة الّتي لا تميّز بين مسيحيّ ومسلم ويجب على كلّ الوطنيّين الفعليّين الّذين يريدون لبنان أن يسيروا بتوجيهات غبطته".

وأضاف: "كان لقاء تعارف وكان لقاءًا ممتازًا مع غبطته وإن شاء الله سيتبعه لقاءات أخرى وقد تطرّقنا إلى الشّؤون العامّة والوضع الاقتصاديّ والمعيشيّ وتمنّينا على غبطته المتابعة ونحن وراءه".