صحّة
05 تموز 2017, 13:22

نقباء الاطباء وأصحاب المستشفيات والممرضين: سيكون لنا موقف إذا لم يلاحق المعتدون على مستشفى بحنس

عقد نقباء أصحاب المستشفيات سليمان هارون، والاطباء في بيروت ريمون صايغ، وفي الشمال عمر عياش، والممرضات والممرضين نهاد ضومط، مؤتمرا صحافيا قبل ظهر اليوم في مركز نقابة المستشفيات- العدلية، تناولوا فيه الاعتداءات داخل المستشفيات.

داية عرض فيلم ردا على الاتهامات التي طالت مستشفى بحنس بأنه تأخر في تقديم العناية للمصاب ريمون مجاعص، مدته ثلاث دقائق ونصف دقيقة، يبين طريقة وصول المصاب واستقباله، وأنه لحظة وصوله كان الصليب الأحمر يوصل مريضا وكانت الساعة تشير الى الحادية عشرة و38 دقيقة، وقد وصل في سيارة مدنية وهرع الطاقم الطبي والطبيب لإنزاله، واستغرق ذلك نحو دقيقة لإخراجه من السيارة، وساعدهم شباب الصليب الأحمر الموجودون هناك. وكان الطبيب والطبيبة المتمرنة الى جانبه، وتم سحب المريض الساعو 11،39 دقيقة. وفي هذا الوقت وصل المعتدون الى الطوارىء، ودخلوا وضربوا الطبيب، ثم ضربوا تقني الأشعة في المستشفى الذي يخضع الآن لعملية جراحية تركب خلالها براغ في وجهه، بعدما تمزقت طبلة أذنه، ووضعه الصحي سيئ. ثم توجهوا الى المسؤول الإداري الذي كان يتحدث على الهاتف وانهال ستة شباب عليه بالضرب، فهرب منهم ودخل مكتبه وتناول هاتفه ليتصل بالأجهزة الأمنية، فلحقه أحد الشبان واخذ منه هاتفه الذي اختفى منذ تلك الليلة، وانتزع الهاتف الأرضي وضربه به على رأسه، فهرب الى غرفة في الطوارىء ولحقوه الى هناك وحطموا كل الهواتف في القسم. هذا ما حصل ليلة 30 حزيران.

أما الاعتداء الثاني فحصل نهار الأحد من ابن المصاب الذي كان متوترا وبدا في الشريط راكضا من خارج المستشفى، وقد خلع باب العناية الفائقة فلحق به عناصر من الجيش لتهدئته، ودخل الى العناية الفائقة ورفس الكرسي وضرب الممرضة، ثم أوقفه عناصر الجيش.

هارون
وقال هارون: "أردنا أن نبدأ بالفيلم لأنه دليل ثابت، خصوصا بعد صدور اقاويل كثيرة من جهات وأناس حول توقيت استقبال المريض وادخاله الى غرفة الطوارىء والاعتناء به. يا للأسف هذه الحوادث تتكرر، انها حوادث عابرة للمناطق والطوائف وكل المستشفيات في كل المناطق معرضة، بالأمس بحنس وقبلها المستشفى اللبناني-الكندي، ومستشفى الزهراء، والمستشفى الإسلامي في طرابلس، وقد أصبح الموضوع منتشرا بشكل مرعب ويهدد بالخطر".

وأضاف: "بالنسبة الينا، كرامة الطبيب والممرض والتقنيين العاملين في المستشفيات وسلامتهم تساوي تماما ولا تقل شأنا عن صحة المريض، فليكن هذا الأمر مفهوما وواضحا. نحن لا نقبل ان نتعرض لمهانة، وان تتعرض سلامتنا للخطر تحت اي عنوان، مهما كان هذا العنوان. وانتظرنا اربعة ايام لعقد مؤتمر صحافي حتي يدلي كل من له قول بقوله. تنامى حديث عن أنه تم التقصير من المستشفى، والشريط الذي رأيتموه واضح، ولا تقصير من المستشفى. ولنفترض أنه كان هنالك تقصير، فبإمكان الجناة الذين ارتكبوا الإعتداء ان يبرهنوا ذلك، فلماذا هم هاربون من العدالة؟ فليسلموا أنفسم وليأخذ القضاء مجراه. وما داموا يدعون انهم على حق فليأخذوا حقهم من القضاء. وهناك اقاويل عن أن ثمة حماية سياسية معينة لهم، ونحن تواصلنا مع الجهات السياسية في المنطقة التي اكدت لنا ان لا تغطية سياسية لهم، وبناء عليه نتوجه الى معالي وزير العدل ومعالي وزير الداخلية وقوى الأمن الداخلي، فطالما انه ليس هناك ادعاء بتغطية من اي جهة سياسية، فليقوموا بواجباتهم بالقيض عليهم واحالتهم على المحاكمة. نحن طفح كيلنا، ولم يعد بمقدورنا ان نعمل، وسلامتنا وكرامتنا معلقتان بتصرف سيئ ومجرم ممن يدعي ان رأسه لم يحمله. لا يمكن ان نكمل بهذا الشكل في المستشفيات. سبق أن قلنا ونبهنا أن لدينا مشكلة مع الطواقم التمريضية ولسنا مستعدين لتعريضها للإهانة والقتل ونعرض سلامتهم للخطر، كنا في صدد اعلان موقف وهو إقفال غرف الطوارىء في المستشفيات لمدة معينة ريثما يتم القاء القبض على الجناة، ولكن بتمن من معالي وزير الصحة اجلنا هذا القرار افساحا في المجال للقوى الأمنية لتقوم بواجباتها، والا سيكون لنا موقف آخر".

صايغ
وتلاه صايغ: "الجو محزن، ولم نتصور يوما اننا سنصل بعد ثلاثين سنة من المهنة الى هذه الحال. ونحن سنقوم بكل ما في وسعنا للخروج من هذه الدوامة المؤذية للجميع، للمرضى والجسم الطبي والتمريضي".

وتلا البيان الآتي: "تستنكر نقابة الاطباء الاعتداء الذي حصل مساء السبت الماضي ضد مستشفى بحنس، وتشدد على أن الجسم الطبي من مستشفيات واطباء وممرضين موحد، ويرفض مثل هذه الممارسات التي باتت تتكرر بين الحين والآخر، حيث يبدو كأنه مكسر عصى او فشة خلق.
وتدعو النقابة الجهات الأمنية والقضائية الى التحرك واتخاذ التدابير الحاسمة والحازمة التي تحول دون استمرار ظاهرة الاعتداءات، وعدم التساهل مع المخلين ورفع أي غطاء عنهم ليكونوا عبرة لغيرهم. فالجسم الطبي يقوم برسالة سامية في السهر ليل نهار على صحة المواطنين.
وتحذر النقابة من ان استمرار هذه الظاهرة سيدفع الجسم الطبي الى اتخاذ الاجراءات التي يراها مناسبة من رفع دعاوى واتخاذ صفة الادعاء الشخصي من النقابة، لن ندع احدا يعتدي على اي طبيب، نحن بجانب اي نقابة، مثلما نستنكر اي اعتداء على اي مواطن كما هو دارج في هذه الأيام، نتمنى على الإعلام ان يعطي هذه القضية الأهمية ذاتها بالوقت والحماسة كما القضايا التي سبقت. فالإعتداء على اي مواطن غير مقبول اصبحنا كأننا في الإدغال وهذا لا يشرفنا كلبنانيين".

عياش
ثم ألقى عياش كلمة، وقال: "لن أزيد على ما أدلى به زملائي، خصوصا نقيب الأطباء البروفسور صايغ، انما مشاركتنا مع النقابات هي من باب تضامننا الكامل، ونحن نعتمد على المجتمع المدني الذي رأيناه يقوم بواجبه على اكمل وجه. في الشمال هناك تقريبا اعتداءات بهذا الشكل مرة او مرتين في الشهر، وقد تكون أكثر وحشية مما شاهدناه الآن، نتمنى ان يكون هناك تضامن بالطريقة نفسها وتغطية اعلامية كافية وشافية، فلبنان يفترض أن يكون محميا من المجتمع المدني ومن الأجهزة الأمنية. حتى ولو كان هناك غطاء سياسي يجب ان نتضامن ونرفض هذا الأمر، وسنتضامن ونتخذ قرارات تصعيدية في حال تكرر الأمر".

ضومط
ورأت ضومط ان "الناس عندما تعتدي لا تتعلم من الدرس، وتستمد احيانا قوتها من اناس يشجعونها بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ممن يغطيها او من الإعلام، فأتمنى على الإعلام ان يلعب دورا للحفاظ على صحة المجتمع، ونحن في هذا القطاع نعاني نقصا كبيرا، فبعد الذي يحدث من سيدع ابنه او ابنته يمارسان هذه المهنة؟ لم يعد هناك احد محميا. كل القطاع معرض، وضرب الطاقم الصحي لا يحل مشاكل الغاضبين. فنحن نعتني بهم بعض النظر عن اي شيء، يجب ان يكون هناك توجيه للشباب الفائر دمه، من السياسيين الذين يتبعون لهم، عليهم لجم هذا الاندفاع الشرير لأذية الغير، ونطلب من الإعلام ان يتضامن معنا في حماية المراكز الصحية الاستشفائية".

حوار
سئل هارون: هل هذا جو عام؟ ولماذا لا تلجأ المستشفيات الى عناصر امنية خاصة لحمايتها؟
اجاب: "طبعا الجو العام في البلد والفلتان الأمني يتحدث عنه النواب والوزراء والمسؤولون، وهم يقولون إن هناك صعوبة لاتخاذ اجراءات بحق المعتدين بسبب الدخلات السياسية. نعم، الجو العام شجع على ارتكاب هذه الاعتداءات وعدم اتخاذ اجراءات حول المعتدين على المستشفيات تكرارا. مرة اثر مرة يفتح المجال لهذا الفلتان الزائد، اما ان تؤمن المستشفى حماية له فهذا امر غير وارد. نحن لسنا ثكنة عسكرية ولا مركزا ميليشيويا. نحن مستشفيات نؤمن خدمة صحية للمواطنين عندما سنصل الى هذا الدرك المتدني، اي نؤمن حماية ذاتية لنا. اشرف لنا ان نغادر الى بيوتنا وليدبر كل واحد نفسه". وسأل: "هل هناك دولة ام لا؟ اذا لم يكن هناك دولة، فنحن لا يمكننا ان نحل مكان الدولة، وهذا غير وارد".

سئل: ما سبب اعتداء ابن المصاب في اليوم الثاني؟ هل كان غير راض عن تصرف المستشفى؟.
اجاب هارون: "مهما كان الأمر، لا مجال للقبول بالفكرة. اذا كانت ممرضة ليست راضية عن تصرف مريض فهل تضربه؟ اشرطة الفيديو تؤكد أن لا تقصير من المستشفى. والمصاب وصل في حالة خطر شديد، وأدت الإجراءات والعمليات الى نتيجة لا بأس بها. في المقابل، التقني الذي تم الاعتداء عليه يخضع لعمليات في الوقت الحاضر، وهذا الموظف رفض الضمان الاجتماعي تغطيته لأنه حادث فوضوي، ورفضت شركة التأمين تغطيته لأنه اعتداء. انظروا الى اي درجة وصلنا جراء التفكير السلبي تجاه من يمضون حياتهم في خدمة المريض، حتى اذا تعرضوا لاعتداء لا نطببهم. ونحن هنا نتوجه للضمان الإجتماعي ولشركة التأمين بأن هذا الأمر غير مقبول، لن نقبل اي منطق يقول بأنه غضب. هناك قانون وهناك قوى امنية فلتلعب دورها، والمستشفى عندما يقصر لا احد يرحمه، فإذا كان هناك تقصير من اي مستشفى او طبيب او ممرض فنحن نقبل ان نذهب الى القضاء".