الفاتيكان
02 أيار 2024, 07:38

نيّة صلاة البابا لشهر أيار: التنشئة المستمرّة تُغني الشخص في أبعاده كلّها

تيلي لوميار/ نورسات
يرفع البابا فرنسيس في نيّته للصلاة لشهر أيار مايو الرهبان والراهبات والإكليريكيّين لأجل أن ينموا في مسيرة دعوتهم من خلال تنشئة إنسانيّة ورعويّة وروحيّة وجماعيّة، تقودهم لكي يكونوا شهودًا صادقين للإنجيل. تمّ بثّ رسالة الفيديو للبابا فرنسيس لشهر أيار (مايو) ٢٠٢٤ من خلال شبكة الصلاة العالميّة للبابا وفي هذه الرسالة يدعو الأب الأقدس إلى الصلاة من أجل تنشئة الرهبان والراهبات والإكليريكيّين.

 

 قال البابا فرنسيس كل دعوة هي "ماسةٌ خام" يجب صقلها وتصنيعها وتشكيلها من جوانبها كلّها. وعلى الكاهن الصالح، والراهبة، أن يكونا أولاً رجلاً وامرأة، كوّنتهما وصاغتهما نعمة الرب، شخصين يدركان محدوديّتهما ومستعدَّان لكي يعيشا حياة صلاة وتفان في الشهادة للإنجيل. ويجب أن يكون إعدادهما متكاملاً، وأن يتطوّر في اتّصال مباشر مع حياة الأشخاص الآخرين، وهذا أمر أساسيّ.

تابع الأب الأقدس يقول إنَّ التنشئة لا تنتهي في مرحلة معيّنة، بل تستمرّ مدى الحياة، على مرّ السنين، فتُغني الشخص فكريًّا وإنسانيًّا وعاطفيًّا وروحيًّا، كما لا بدّ لمن يريد التكرّس لله من ان يستعدّ للحياة الجماعيّة التي تُغني جدًّا، حتّى لو كانت صعبة في بعض الأحيان. "لأن العيش معًا والعيش في جماعة ليسا الأمر عينه." فبالنسبة إلى البابا، العيش مع الآخرين والتواصل معهم ليس بالأمر السهل دائمًا، لكنّ الحياة الجماعيّة هي دائمًا مدرسة قداسة ينمو فيها المرء في فضائل إنسانيّة مختلفة ويتعلّم أن يذهب أبعد من ذاته.

 

في الدستور الرسوليّ “Veritatis Gaudium”  "تألّق الحقيقة" حول الجامعات والكليّات الكنسية، يسلّط البابا الضوء على أنْ يجب على التنشئة المتكاملة للدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة أن تشمل الأبعاد الإنسانيّة والروحيّة والرعويّة والجماعيّة. كما يجب أن تأخذ في عين الاعتبار أيضًا التنوّع الثقافيّ والاجتماعيّ. وفي المنظار ذاته، يستعيد البابا فرنسيس هذا الطلب في نيته للصلاة لشهر أيار مايو ٢٠٢٤ ويصر على أن التنشئة "تقودنا لكي نكون شهودًا صادقين للإنجيل"، وبالتالي فالتنشئة ليست مجرّد اكتساب معرفة، وإنّما هي خبرة لقاء عميق مع يسوع.

من جهته، وفي تعليقه حول نيّة صلاة البابا فرنسيس قال المدير الدولي لشبكة الصلاة العالميّة للبابا الأب فريديريك فورنوس "إيجابيٌّ أن يذكّرنا البابا فرنسيس، مرّة أخرى، وفي ضوء الدستور الرسوليّ  “Veritatis Gaudium”"تألّق الحقيقة"، بأهميّة التنشئة المتكاملة للشباب الذين يبدأون مسيرتهم في الحياة الرهبانيّة أو كإكليريكيّين. وعلى هذه التنشئة أن تشمل مجمل أبعاد الحياة البشريّة: العاطفيّة والروحيّة والرعويّة والجماعيّة. ففي سياق كنسيّ مطبوع بسوء استخدام السلطة والضمير والاعتداءات الجنسيّة، التي لها جذور بنيويّة وإيديولوجيّة، من الضروريّ أن تعزّز التنشئةُ الانفتاحَ على البعد الإنسانيّ والعاطفيّ، وتسهِّل معرفة الذات؛ وتعزّز خبرة حقيقية للقاء مع المسيح، لكي تتمكّن شهادة الحياةُ من أن تنقل البشرى السارّة للآخرين؛ وتعزّز التعايش في جماعة لكي نتعلّم ونقبل ونقدِّر الاختلافات والعمل الجماعيّ؛ وتشمل السياق بين الثقافات والأديان؛ وتؤمِّن تنشئة أكاديميّة عالية الجودة لكي نخدم رسالة المسيح بشكل أفضل... فلا تعدُّ هذه التنشئةُ الشباب لمواجهة تحدّيات اليوم فحسب، وإنّما أيضًا لِيكونوا بمثابة جسور للحوار في عالم يتميَّز بالتعدّدية والتنوّع.

والقدرةُ على إقامة حوار بنّاء والحفاظ على الانفتاح على الآخرين هو أمر ضروريّ لرسالة الكنيسة.