هذا ما أوصى به البابا فرنسيس إحدى الجمعيّات الّتي تُعنى بالفقراء!
"أشكر الله على الخبرة الجميلة الّتي تقومون بها في العيش معًا والأخوّة اللّذين تعيشانهما يوميًّا. لديكم هنا فرصة لتكونوا، ليس فقط من أجلكم وإنّما للعالم أيضًا، علامة للصّداقة الاجتماعيّة الّتي دُعينا جميعًا لعيشها. في بيئة مليئة باللّامبالاة والفرديّة والأنانيّة، أنتم تجعلوننا نفهم أنّ قيم الحياة الأصيلة تكمن في قبول الاختلافات، واحترام الكرامة البشريّة، والإصغاء، والتّنبّه للآخرين، وفي خدمة المتواضعين. في الحقيقة، إنَّ محبّة الآخر لما هو عليه تدفعنا لكي نبحث عن الأفضل لحياته. لأنّه فقط من خلال تعزيز طريقة التّواصل هذه، سنجعل ممكنة الصّداقة الاجتماعيّة الّتي لا تستبعد أحدًا والأخوّة المفتوحة للجميع.
يمكنكم أن تشعروا في المجتمع بالعزلة والرّفض وأن تعانوا من الإقصاء. لكن لا تستسلموا ولا تثبط عزيمتكم. إمضوا قدمًا وعزّزوا في قلوبكم رجاء فرح مُعدٍ. تذكّرنا شهادة حياتكم أنّ "الفقراء هم مبشّرون حقيقيّون لأنّهم كانوا أوّل من نالوا البشارة ودعوا للمشاركة في طوبى الرّبّ وملكوته. أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أدعوكم لكي تثبتوا في قناعاتكم وإيمانكم. أنتم وجه محبّة المسيح. لذلك انشروا من حولكم نار الحبّ هذه الّتي تدفئ القلوب الباردة والجافّة. لا تكتفوا بحياة الصّداقة والمشاركة فقط بين أعضاء جمعيّتكم، بل اذهبوا إلى أبعد من ذلك. تجرّأوا وراهنوا على الحبّ الّذي يُعطى ويُنال مجّانًا. إذهبوا إلى الضّواحي المليئة غالبًا بالوحدة والحزن والجراح الدّاخليّة وفقدان طعم الحياة. أسكبوا بكلماتكم وتصرّفاتكم زيت العزاء والشّفاء على القلوب المعذّبة. لا تنسوا هذا الأمر أبدًا: أنتم العطيّة وحاضر الله، ولديكم مكانة مميّزة في قلبه المحبّ. حتّى ولو وجّه لكم العالم نظرة ازدراء، تبقى قيمتكم كبيرة في عيني الرّبّ. أريد أن أكرّر ذلك لكم مرّة أخرى: الله يحبّكم، أنتم المفضّلون لديه. لذا لا تسمحوا لأحد بأن يسلبكم فرح العيش والسّماح للآخرين بأن يعيشوا.
أوكل كلّ فرد منكم وعائلاتكم إلى الرّبّ، وبشفاعة العذراء مريم، أمنح البركة الرّسوليّة لكم، ولمسؤوليكم الحاضرين هنا وإلى أعضاء الجمعيّة في جميع أنحاء العالم. ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي."
