الفاتيكان
06 كانون الثاني 2021, 14:30

هكذا عايد البابا فرنسيس الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة بالميلاد!

تيلي لوميار/ نورسات
"أتوجّه بمودّة إلى الإخوة والأخوات في الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة الّذين، وفقًا لتقاليدهم، يحتفلون بعيد ميلاد الرّبّ غدًا. وأقدّم لهم تمنّياتي الصّادقة بعيد الميلاد المجيد، في نور المسيح سلامنا ورجائنا". بهذه الكلمات عايد البابا فرنسيس، بعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ اليوم، الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة بعيد الميلاد.

وكان البابا قد ألقى كلمة قبيل الصّلاة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "نحتفل اليوم بعيد الدّنح أيّ ظهور الرّبّ إلى جميع الأمم: في الواقع إنّ الخلاص الّذي حقّقه المسيح لا يعرف حدودًا. إنّ الدّنح ليس سرًّا آخرًا ولكنّه حدث الميلاد عينه ولكن يُنظر إليه من بعد النّور: النّور الّذي ينير كلَّ إنسان، نور نقبله في الإيمان ونور نحمله للآخرين في المحبّة والشّهادة وإعلان الإنجيل.

إنّ رؤية أشعيا الّتي تنقلها لنا اللّيتورجية اليوم يتردّد صداها في زمننا بشكل آنيّ أكثر من أيّ وقت مضى: "ها إِنَّ الظُّلْمَةَ تَغشى الأَرض، والدَّيجورَ يَشمَلُ الشُّعوب". في هذا الأفق يعلن النّبيّ النّور: النّور الّذي يمنحه الله لأورشليم والموجّه لينير مسيرة جميع الأمم. هذا النّور يملك القوّة ليجذب الجميع، الأقربين والبعداء، وجميعهم ينطلقون في المسيرة لكي يصلوا إليه. إنّها رؤية تفتح القلب وتوسِّع النّفس وتدعو إلى الرّجاء. إنّ الظّلمات حاضرة بالطّبع وهي متوعَّدة في حياة كلِّ فرد وفي تاريخ البشريّة لكنّ نور الله هو أقوى منها. لكن ينبغي قبول هذا النّور لكي يتمكّن من أن يسطع للجميع. أين هو هذا النّور؟ يراه النّبيّ من بعيد ولكنّه يكفي ليملأ قلب أورشليم بفرح كبير.

بدوره إذ يخبر الإنجيليّ متّى حدث المجوس، يظهر أنّ هذا النّور هو طفل بيت لحم، إنّه يسوع حتّى وإن لم يقبل الجميع ملوكيّته. إنّه النّجم الّذي ظهر في الأفق، المسيح المنتظر، ذلك الّذي يحقق الله من خلاله ملكوت المحبّة والعدالة والسّلام. فهو لم يولد للبعض فقط وإنّما من أجل جميع البشر ومن أجل جميع الشعّوب.

وكيف يتمُّ هذا الإشعاع؟ كيف ينتشر نور المسيح في كلّ مكان وكلِّ زمان؟ ليس عبر الوسائل القويّة لإمبراطوريّات هذا العالم الّتي تسعى دائمًا إلى السّيطرة. لا، بل من خلال إعلان الإنجيل. وبالطّريقة عينها الّتي اختارها الله لكي يأتي بيننا: التّجسُّد، أيّ الاقتراب من الآخر ولقاؤه وأخذ واقعه على عاتقه. هكذا فقط يمكن لنور الله الّذي هو حبّ أن يسطع في الّذين يقبلونه وأن يجذب آخرين. إنّ النّجم هو المسيح؛ ولكن يمكننا وعلينا نحن أيضًا أن نكون النّجم لإخوتنا وأخواتنا كشهود لكنوز الصّلاح والرّحمة اللّامتناهية الّتي يقدّمها الفادي مجّانًا للجميع.

ل لذلك، فالشّرط هو أن نقبل هذا النّور في داخلنا، وأن نقبله بشكل أكبر. ويل لنا إذا اعتقدنا أنّنا نملكه، وأنّه علينا فقط "إدارته"! نحن أيضًا، على مثال المجوس، مدعوّون إلى أن نسمح للمسيح أن يفتننا ويجذبنا ويقودنا وينيرنا، ويهدينا: إنّها مسيرة الإيمان، من خلال الصّلاة والتّأمّل في أعمال الله، الّتي تملأنا على الدّوام بالفرح والذّهول المتجدّد على الدّوام.

لنطلب حماية مريم على الكنيسة الجامعة لكي تنشر إنجيل المسيح، نور الأمم، ونور جميع الشّعوب، في جميع أنحاء العالم."

كما حيّا البابا العائلات والجماعات والمؤمنين، الذين يتابعون صلاة التّبشير الملائكيّ عبر وسائل التّواصل الاجتماعي، وقال: "أتابع باهتمام وقلق الأحداث في جمهوريّة أفريقيا الوسطى، حيث أجريت الانتخابات مؤخّرًا، والّتي عبّر فيها الشّعب عن رغبته في الاستمرار على طريق السّلام. لذلك أدعو جميع الأطراف إلى حوار أخويّ ومحترم ولنبذ الكراهيّة وتجنّب جميع أشكال العنف."

وشجّع الأطفال والشّباب من جميع أنحاء العالم المشاركين في اليوم العالميّ للطّفولة المرسلة الّذي يُحتفل به اليوم في عيد الدّنح على "أن يكونوا شهودًا فرحين ليسوع، وأن يسعوا على الدّوام لحمل الأخوّة بين أقرانهم".