صحّة
10 آذار 2021, 08:35

هل تزداد مخاطر "كوفيد-19" مع حبوب اللقاح المحمولة جوًّا في الربيع؟

روسيا اليوم
عندما تكون مستويات حبوب اللقاح المحمولة جوًّا أعلى، يمكن ملاحظة زيادة معدلات الإصابة بـ SARS-CoV-2، وفقًا لدراسة حديثة.

وتمّ تحديد هذه النتائج من خلال دراسة واسعة النطاق أجراها فريق دولي برئاسة باحثين في جامعة ميونخ التقنية (TUM) وHelmholtz Zentrum München.

ويمكن لأعضاء المجموعات المعرضة للخطر حماية أنفسهم من خلال مراقبة تنبؤات حبوب اللقاح وارتداء أقنعة مرشح الغبار.

وفي ربيع عام 2020، بدا أن تفشّي جائحة فيروس كورونا يتزامن مع موسم حبوب لقاح الأشجار في نصف الكرة الشمالي. ودفعت هذه الملاحظات فريقًا دوليًّا من الباحثين لإجراء تحقيق مكثّف، حيث أراد العلماء معرفة ما إذا كان هناك ارتباط يمكن إثباته بين تركيزات حبوب اللقاح المحمولة جوًّا ومعدّلات الإصابة بـ SARS-CoV-2.

 

حبوب اللقاح هي عامل بيئي مهم يؤثر على معدّلات الإصابة:

تحت قيادة المؤلف الأول أثناسيوس دامياليس، جمع الفريق في جامعة ميونخ التقنية بيانات عن تركيزات حبوب اللقاح المحمولة جوًّا والظروف الجويّة وعدوى SARS-CoV-2، مع الأخذ في الاعتبار تباين معدّلات الإصابة من يوم إلى آخر و العدد الإجمالي للاختبارات الإيجابية. وفي حساباتهم، قام الفريق أيضًا بتضمين بيانات حول الكثافة السكّانيّة وتأثيرات تدابير الإغلاق. وقام 154 باحثًا بتحليل بيانات حبوب اللقاح من 130 محطة في 31 دولة في خمس قارات.

وأظهر الفريق أن حبوب اللقاح المحمولة جوًّا يمكن أن تمثل، في المتوسط، 44% من التباين في معدلات الإصابة، حيث تلعب الرطوبة ودرجة حرارة الهواء دورًا أيضًا في بعض الحالات. ومن خلال الفترات الفاصلة دون لوائح الإغلاق، كانت معدلات الإصابة أعلى بنسبة 4% في المتوسط ​​مع كل زيادة قدرها 100 حبة من حبوب اللقاح المحمولة جوًّا لكل متر مكعب.

وفي بعض المدن الألمانية، على سبيل المثال،  تمّ تسجيل تركيزات تصل إلى 500 حبة من حبوب اللقاح لكل متر مكعب في اليوم أثناء الدراسة، ما أدى إلى زيادة عامة في معدلات الإصابة بأكثر من 20%. ومع ذلك، في المناطق التي كانت فيها قواعد الإغلاق سارية، انخفض عدد الإصابات إلى النصف في المتوسط مع تركيز مماثل من حبوب اللقاح في الهواء.

 

حبوب اللقاح المحمولة جوًّا تضعف الاستجابة المناعية

وتؤدي التركيزات العالية من حبوب اللقاح إلى ضعف الاستجابة المناعيّة في الشعب الهوائيّة للفيروسات التي يمكن أن تسبّب السعال ونزلات البرد. وعندما يدخل الفيروس الجسم، عادة ما ترسل الخلايا المصابة بروتينات مرسال. وهذا هو الحال أيضًا مع SARS-CoV-2.

وهذه البروتينات، المعروفة باسم الإنترفيرون المضاد للفيروسات، تشير إلى الخلايا المجاورة لتصعيد دفاعاتها المضادة للفيروسات لإبقاء الغزاة في مأزق. بالإضافة إلى ذلك، يتم تنشيط الاستجابة المناسبة للالتهاب لمحاربة الفيروسات.

ولكن إذا كانت تركيزات حبوب اللقاح المحمولة في الهواء عالية، ويتم استنشاق حبوب اللقاح بجزيئات الفيروس، يتم إنتاج عدد أقل من مضاد للفيروسات. كما تتأثر الاستجابة الالتهابية المفيدة نفسها. لذلك، في الأيام التي يكون فيها تركيز حبوب اللقاح مرتفعًا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة عدد أمراض الجهاز التنفسي. وهذا ينطبق أيضًا على "كوفيد-19". ولا يهم ما إذا كان الأفراد لديهم حساسية من أنواع حبوب اللقاح المختلفة.

وتقول ستيفاني غيلز، المؤلفة الأولى للدراسة: "لا يمكنك تجنّب التعرض لحبوب اللقاح المحمولة في الهواء. لذلك، يجب إبلاغ الأشخاص في المجموعات المعرضة لخطر كبير أن المستويات العالية من تركيزات حبوب اللقاح المحمولة جوا تؤدي إلى زيادة القابلية للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الفيروسي".

ويقول دامياليس: "عند دراسة انتشار SARS-CoV-2، يجب أخذ العوامل البيئية مثل حبوب اللقاح بعين الاعتبار. زيادة الوعي بهذه التأثيرات هي خطوة مهمة في منع وتخفيف تأثير كوفيد-19".

وتنصح كلوديا ترايدل هوفمان، أستاذة الطب البيئي، الأشخاص المعرّضين لخطر كبير بمراقبة توقعات حبوب اللقاح خلال الأشهر المقبلة. مشيرة: "إن ارتداء قناع تصفية الجسيمات عندما تكون تركيزات حبوب اللقاح عالية يمكن أن يبقي الفيروس وحبوب اللقاح بعيدًا عن الممرات الهوائية".