لبنان
19 أيلول 2025, 12:30

ورشة إيكولوجيّة للمدارس الأنطونيّة: الإيكولوجيا المتكاملة الشّاملة بين المواطنة والإيمان

تيلي لوميار/ نورسات
أصدر المكتب التّربويّ الأنطونيّ في الرّهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة بيانًا بعد عقد ورشة إيكولوجيّة للمدارس الأنطونيّة، تحت عنوان: "الإيكولوجيا المتكاملة الشّاملة بين المواطنة والإيمان"، جاء في نصّه:

"نظّم المكتب التّربويّ للمدارس الأنطونيّة ورشة حول: "الإيكولوجيا المتكاملة الشّاملة بين المواطنة والإيمان"، أحيتها الأخت ميرنا فرح، من راهبات البزنسون، المشرفة على تنسيق هذا الموضوع في المكتب التّربويّ للمدارس الكاثوليكيّة في روما وفي مدارس رهبانيّتها في العالم.

جرت الورشة في مدرسة الآباء الأنطونيّين- البوشرية شارك فيها مديرو المدارس والأقسام والمرشدون ومعلّمو ومعلّمات الدّينيّ والمواد الّتي لها علاقة بالبيئة والإيكولوجيا.

وبعد صلاة خاصّة بموسم الخليقة (الأوّل من أيلول حتّى 4 ت1)، رحّب النّائب العامّ للرّهبانيّة ورئيس المكتب التّربويّ الأب بطرس عازار بالمشاركين وقدّم لهم الأخت فرح والغاية من هذه الورشة الّتي تولي الرّهبانيّة اهتمامًا كبيرًا بموضوعها، وبخاصّة من أجل تنشئة الشّبيبة  على السّلام مع الخليقة وعلى المواطنة الإيكولوجية من أجل مجد الله، وحماية الإنسان وجميع المخلوقات.

2 – مداخلة الأخت فرح:

وبعد ذلك، بدأت الأخت فرح بعرض الموضوع المطروح مرتكزة على رسالة البابا الرّاحل فرنسيس، "العناية ببيتنا المشترك- كن مسبَّحًا"، (2015)، وعلى إرشاده الرّسوليّ: "سبّحوا الله" (2023).

وممّا قالته في تقديم الورشة: "ننطلق من تعريفنا للبيت المشترك، هذا البيت هو كوكبنا الّذي يستقبل البشريّة جمعاء، إنّ الله إئتمن الإنسان للإشراف على هذا البيت وسلّمه مسؤوليّة الحفاظ عليه وتنميته.

مأساة البشريّة هي أنّها استعاضت عن الرّؤية السّامية للعالم كمسكن لله بنظرةٍ ميكانيكيّة آحاديّة البعد للحداثة وأضحَت العلاقةُ علاقةَ استثمار ومتاجرة بدلًا من أن تكون علاقة إمتنان وتأمّل.

وفقًا لذلك، اعتبر الإنسان المعاصر أنّ العالم المادّيّ هو مجرّد مخزنٍ للموارد المعدَة للاستهلاك البشريّ، أو عقارات للتّسويق. إنّ هذا القصور المُختزل للعالم المادّيّ، أتاح للأنظمة الاقتصاديّة المادّيّة والنيوليبراليّة أنّ تلوّث الأرض والهواء والتّربة والماءَ والفكر وأن تعكّر صفاءَ الأخوّة الشّاملة؛ وأن تدمّر علاقة الإنسان ببيئته وبهويّته وبخالقه وبربّه. هكذا تحوّل البيتُ المشترك إلى غرفة تجارةٍ ومغارةٍ للأرباح والمكاسب.

إنّنا بالحقيقة نقامر بمصير بيتنا المشترك. ما هو الجواب الّذي سننطق به أمام الخالق عندما يسألنا: "يا بني، ماذا فعلتَ بالخليقةِ الّتي أوكلتك بها؟" ألسنا مسؤولين ومًوكَّلين بحماية كلّ الكائنات الحية؟".

3 – تفاعل وتشارك وختام:

وبعد هذا التّقديم، تمنّت الأخت فرح أن تكون الورشة "ساحة للتّوعية الإيكولوجيّة والعلميّة والرّوحيّة" ثمّ تابعت مع الجميع متوقّفة، وبطريقة تفاعليّة وتشاركيّة، عند العناوين الآتية:

الاعتناء ببيتنا المشترك، الاستماع إلى صرخة الفقراء، الخطيئة البيئيّة، الاعتراف بالجذور البشريّة لأزمة بيتنا المشترك، تنمية المواطنة والفضائل الإيكولوجيّة، ودعت إلى استدامة النّسيج الكونيّ لله بالارتكاز على المزمور 19: "السّماوت تُحدّث بمجد الله والجلد يخبر بما صنعت يداه".

وبعد تلاوة المزمور اختتم مدير المدرسة المضيفة الأب إيلي كعوي الورشة بشكر الجميع على المشاركة وبشكر الأخت ميرنا فرح على هذه الورشة الخاصّة بالتّوعية على الإيكولوجيا الشّاملة قبل عودتها إلى روما– إيطاليا، متمنّيًا أن تحقّق أسرتنا التّربويّة، بجميع مكوّناتها التّوصيات الّتي اقترحتها على ممثّلي المدارس."