ثقافة ومجتمع
25 آب 2016, 13:00

وضاع وسط الأنقاض..

ميريام الزيناتي
حروب دامية تعصف بمختلف بلدان العالم، نكبت الأحياء، دمّرت السّاحات هدّمت معالم المدن وسوّدت أبنيتها. حروب هوجاء سيطرت على عالمنا، حوّلت أنظاره نحو كلّ ما خلّفته من دمار وأنسته الإنسان الضّائع بين أنقاضها...

ضحايا الحروب باتوا أرقاماً تزايد وسائل الإعلام بحصيلتها، أرقام مجهولة الهويّة جُرّدت من كل الصّفات البشرية، أرقام باردة لا نبض لها ولا روح.

لم يعد لضحايا الحروب قيمة إنسانية بعد أن جرّدتهم الأطراف السّياسية من صفاتهم وألقابهم، فتلك الأطراف تتصارع على التسميّات سارقة من الشّهداء شهادتهم.

تحاليل الخبراء ترتكز بغالبيّتها على المفقودات المالية، على تراجع الإقتصاد وارتفاع أسعار السّلع أو انخفاضها من دون إعارة إي اعتبار لانخفاض مستويات الإنسانية، وارتفاع الخسارات البشرية.

الموت بات مادّة يتاجر بها الإعلام والمسؤولون، قليل ما تحرّك المشاعر، فالعين اعتادت رؤية تلك المشاهد السّوداويّة من دون أن يُرّف لها جفن، والقلوب تحجّرت بعد كل ما رأته من مصائب.

ليست الشّظايا التي تقتل أبناءنا اليوم، بل قسوة قلوبنا التي أنستنا من يضحّي بنفسه ألف مرّة فدى وطن أضاعه وسط ركامه...