دينيّة
23 نيسان 2019, 13:00

وقامت "القيامة" في سريلانكا!

ريتا كرم
بعد أن لطّخ الإرهاب بهجة أحد القيامة في سريلانكا، وعكّر سكينته وشوّه فرحه في تفجيرات سبعة هزّت ثلاثة منها كنائس في كولومبو والسّاحل الشّرقيّ للبلاد، ودوّت أربعة أخرى في فنادق داخل العاصمة وجوارها، وقضى نتيجتها 310 شخصًا وأصيب نحو 500 آخرين، استيقظت البلاد اليوم والحزن لا يزال يلفّها، والأسى يتآكل قلب سكّانها.

 

إستيقظت وكأنّها لا تزال تسير على درب الآلام، فصمتت كلّ سريلانكا مدّة ثلاث دقائق أمام الفاجعة الكبيرة عند الثّامنة والنّصف صباحًا بحسب التّوقيت المحلّيّ، في الوقت نفسه الّذي دوّى فيه التّفجير الأوّل داخل كنيسة القدّيس أنطونيوس في كولومبو، وأعلنت الحكومة بالتّالي اليوم يوم حداد وطنيّ فنُكّست الأعلام وعمدت الإذاعات والمحطّات التّلفزيونيّة إلى تكييف برامجها مع المناسبة الأليمة، وأعلنت كذلك حال الطّوارئ في البلاد.

هو مشهد مألوف في شرقنا المتألّم، وبات متكرّرًا في الكثير من بلدان العالم. مشهد قامت خلاله "القيامة" وقلبت احتفالات عيد الفصح في سريلانكا رأسًا على عقب، فغرقت الأخيرة في بحر الشّهادة يوم أحد القيامة.

إنّه مشهد استهلّ خلاله الإرهاب مرّة جديدة سيفه في وجه المسيحيّين وساقهم على درب الآلام حتّى في يوم القيامة، وحوّل كنائسهم إلى معقل للشّهداء الأبرار الّذين بذلوا نفوسهم فقرّبوا حياتهم قرابين في الفصح، طاعنين قلب الإرهاب في صميمه ورغمًا عنه، لأنّ الأخير اختار أن يصطاد تلاميذ الرّبّ في اليوم الّذي وطأ فيه الموت بالموت واهبًا بذلك الحياة للّذين في القبور، فسمّيوا "شهداء القيامة" على ألسنة الكثيرين، ولبسوا إكليل الظّفر في أٌقدس أيّام السّنة الطّقسيّة وعاشوا فرح السّماء.

أمام هذا المشهد الّذي أحرق قلوب الملايين حول العالم بتوقيع من "جماعة التّوحيد الوطنيّ"، وأبكى القاصي والدّاني على مشاهد الدّمار والدّماء الّتي بثّتها وسائل الإعلام من قلب العاصمة السّريلانكيّة، يبقى الرّجاء سيّد الموقف، رجاء لا تكفّ صورة تمثال يسوع المسيح الصّامد وسط دمار كنيسة القدّيس سيباستيان- نيغومبو تبثّه فينا، رجاء يؤكّد أنّه ما دام الله مع كنيسته فلن يقوى أحد عليها، لأنّه في نهاية كلّ ألم قيامة حتميّة، فالمسيح قام... حقًّا قام!