متفرّقات
15 آذار 2022, 08:20

ينبغي على النساء والفتيات قيادة المعركة ضد "الأزمات المترابطة وواسعة الانتشار"

الأمم المتّحدة
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال الجلسة الافتتاحية للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة يوم الاثنين (تستمر من 14-25 آذار/مارس)، إنه من أجل صياغة مستقبل مستدام، "يجب أن تكون النساء والفتيات في الصدارة وفي المركز، وأن يقدن الطريق."

وتُعقد اجتماعات اللجنة تحت شعار "تحقيق المساواة بين الجنسين في سياق تغيّر المناخ والسياسات والبرامج للحد من مخاطر البيئة والكوارث."

ووصف الأزمات المناخية والبيئية، إلى جانب التداعيات الاقتصادية والاجتماعية المستمرة لجائحة كـوفيد-19، بأنها "القضايا المحددة في عصرنا" مذكّرا أن "استجابتنا الجماعية سترسم مسارنا لعقود قادمة.

وفي إشارة إلى "حالات الطوارئ غير المسبوقة لأزمة المناخ والتلوث والتصحر وفقدان التنوع البيولوجي، إلى جانب جائحة كوفيد-19 وتأثير النزاعات الجديدة والمستمرة، قد تسارعت وتكثفت لتصبح أزمات واسعة النطاق ومترابطة تؤثر علينا جميعا" وقال للمشاركين في الحدث الذي انعقد بشكل شخصي إن تأثير هذا الضرر لا يحدث بشكل متساوٍ.

"في كل مكان، تواجه النساء والفتيات أكبر التهديدات وأعمق الأذى."

وأضاف أنه في كل مكان تتخذ النساء والفتيات إجراءات لمواجهة أزمات المناخ، وفي كل مكان، لا تزال النساء والفتيات مستبعدات إلى حد كبير من القاعات التي تُتخذ فيها القرارات.

 

أزمات مترابطة

وقال السيد غوتيريش إن النساء والفتيات اللائي يعشن في الدول الجزرية الصغيرة وأقل البلدان نموا والأماكن المتأثرة بالصراع يتأثرن أكثر من غيرهن.

وتعاني النساء أكثر من غيرهن عندما تتعرض الموارد الطبيعية المحلية بما في ذلك الغذاء والماء للتهديد، ويكون لديهن طرق أقل للتكيف. وتتأثر تغذية ودخل وسبل عيش المزارعات بشكل غير متناسب بالأزمات البيئية والطقس القاسي مثل الجفاف والفيضانات.

كما أشار إلى وجود أدلة متزايدة على أن زواج الأطفال واستغلالهم مرتبطان بأزمة المناخ: "عندما تضرب الكوارث المناخية، كما يحدث بوتيرة متزايدة، تظهر الأبحاث أن النساء والأطفال أكثر عرضة بنسبة 14 مرة للوفاة من الرجال."

 

آلاف السنين من النظام الذكوري

أعرب السيد غوتيريش عن انزعاجه للغاية من زيادة العنف والتهديدات ضد المدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات في مجال البيئة.

وقال: "التمييز بين الجنسين يعني أن نسبة ضئيلة فقط من مالكي الأراضي والقادة هم من النساء." وأشار إلى أنه غالبا ما يتم "تجاهل احتياجات ومصالح المرأة" ودفعها بعيدا عن السياسات والقرارات المتعلقة باستخدام الأراضي والتلوث والحفظ والعمل المناخي.

لا نزال نعيش مع نتاج آلاف السنين من النظام الأبوي الذي يستبعد النساء ويحجب أصواتهن

وأخبر المشاركين أن النساء يشغلن فقط ثلث أدوار صنع القرار بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو واتـفاق باريس، وفقط 15 في المائة من وزراء البيئة نساء.

وعلاوة على ذلك، في جميع أنحاء العالم، لا يشمل سوى ثلث الأطر الوطنية للطاقة البالغ عددها 192 اعتبارات جنسانية. ونادرا ما تؤخذ الاعتبارات الجنسانية في الحسبان في تمويل المناخ.

وقال: "يوضح هذا مرة أخرى أننا نعيش في عالم يهيمن عليه الذكور بثقافة يهيمن عليها الذكور." وأوضح أننا "لا نزال نعيش مع نتاج آلاف السنين من النظام الأبوي الذي يستبعد النساء ويمنع سماع أصواتهن."

وشدد على أنه "لا يمكننا تحقيق أي من أهدافنا بدون مساهمات الجميع.. بما في ذلك الرجال والفتيان.. والعمل من أجل حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين."

 

مجتمعات الغد

يعالج اتفاق باريس فقدان التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي والتلوث بوصفها أمورا حيوية لخلق حياة كريمة للجميع على كوكب صحي.

ووجود نساء وفتيات في مراكز القيادة والزراعة وصنع السياسات والاقتصاد والمحاماة والنشاط في مجال المناخ، يُعدّ أمرا حيويا لبناء اقتصادات مستدامة ومجتمعات مستقبلية قادرة على الصمود.

 

مواجهة خيار مستحيل

على مدار العامين الماضيين، تم تسليط الضوء على أوجه عدم المساواة والظلم بين الجنسين وتفاقمها بسبب جائحة كوفيد-19.

تم طرد ملايين النساء من العمل مما كان له أثر ساحق على حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية. وواجهت ملايين النساء خيارا مستحيلا بين كسب الدخل أو القيام بأعمال رعاية غير مدفوعة الأجر ولكنها ضرورية.

الملايين من الفتيات خارج المدرسة، قد لا تعود الكثيرات منهن (إلى مقاعد الدراسة) أبدا.

وأشار السيد غوتيريش إلى أن معالجة هذه القضايا تتطلب جبهة موحدة، "تحمي المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في مجال حقوق المرأة مع الاستثمار في التعلم مدى الحياة والرعاية الصحية والوظائف اللائقة والحماية الاجتماعية للنساء والفتيات.

وقال: "يجب أن تكون المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة في صميم العقد الاجتماعي المتجدد الذي يناسب مجتمعات واقتصادات اليوم."

 

إعادة موازين القوى

على المستوى العالمي، يقترح تقرير الأمين العام بشأن "خطتنا المشتركة" إعادة موازنة القوة والموارد من خلال صفقة عالمية جديدة وأجندة سلام لتقليص جميع أشكال العنف – بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي – ووضع النساء والفتيات في قلب السياسية الأمنية.

وذكّر بأن الأمم المتحدة تعمل على دعم مشاركة المرأة وقيادتها في كل مرحلة من مراحل بناء السلام والحفاظ عليه، بما في ذلك من خلال مبعوثيها وممثليها الخاصين الذين يصممون ويدعمون استراتيجيات لعمليات سلام أكثر شمولا.

وأضاف السيد غوتيريش أن مستشاري الشؤون الجنسانية في البعثات السياسية الخاصة التابعة للأمم المتحدة يعملون على تعزيز مشاركة المرأة والتأكد من أن أولوياتهم "جزء لا يتجزأ" من جميع الجهود السياسية، واصفا القيادة المتساوية للمرأة بأنها "ليست مجرد مسألة عدالة.. [ولكنها] حيوية لإنشاء مجتمعات مسالمة ومرنة.

وقال: " لا يمكننا فصل حالة السلام المحفوفة بالمخاطر في عالمنا عن الهياكل القديمة القائمة على النظام الأبوي والإقصاء."

 

أهمية لجنة وضع المرأة

قال رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC)، كولين فيكسين كيلابيل، بصفتها هيئة فرعية، تواصل لجنة وضع المرأة توفير الإشراف ورصد تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والأهداف الإنمائية، ولا سيّما الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمساواة بين الجنسين.

وأضاف يقول: "في هذا الصدد، سيظل عمل المفوضية محوريا لنظام المجلس الاقتصادي والاجتماعي من أجل توجيه التعافي الذي يركز على الناس ويراعي الفوارق بين الجنسين من جائحة كوفيد-19."

وذكّر بأن المنتدى السياسي رفيع المستوى في تموز/يوليو سيدرس التقدم المحرز في تنفيذ الهدف الخامس من أهـداف التنمية المستدامة، جنبا إلى جنب مع الأهداف العالمية الأخرى.

ويظل عمل لجنة وضع المرأة "ضروريا" في تعزيز الإطار العالمي للمساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، وإرشاد صانعي السياسات حول "كيفية النهوض بهذه الأهداف المهمة بطريقة متكاملة وشاملة."

 

تنفيذ المعايير الذهبية

من جهة أخرى، أشار السيد عبد الله شاهد، رئيس الجمعية العامة، إلى أنه في سنوات الأمم المتحدة الـ 76، تم انتخاب أربع نساء فقط لرئاسة الجمعية العامة، ولم يتم اختيار أي امرأة لمنصب الأمين العام.

وأكد أن ذلك يحتاج إلى تصحيح. وقال: "لا يمكن للأمم المتحدة أن تطالب بتنفيذ معايير ذهبية في جميع أنحاء العالم فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، ولكن لا تطبق هذا المعيار في الداخل."

وقال السيد شاهد إنه سيقود شخصيا الدعوة إلى أن يكون الأمين العام القادم امرأة: "انضموا إليّ في هذا النداء بصوت عالٍ."

 

صلاة من أجل السلام

استهلت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، كلمتها بلفت الانتباه إلى "جميع الأزمات والنزاعات" في العالم وذكرت بأن النساء والفتيات يدفعن أعلى الأثمان – من ميانمار إلى أفغانستان، ومن الساحل إلى هايتي ومن سوريا إلى الصومال إلى اليمن وإثيوبيا، والآن "الحرب المروّعة في أوكرانيا" أحدث إضافة.

ورددت كلمات الأمين العام قائلة: "يجب أن ينتهي غزو أوكرانيا، ويجب أن تنتهي الحرب، ويجب أن يسود السلام."

وتابعت تقول: "مع كل يوم يمر، نرى الضرر الذي لحق بحياة وآمال ومستقبل النساء والفتيات الأوكرانيات." وأكدت تضامنها مع نساء أوكرانيا بينما أشادت "بشجاعتهن وقدرتهن على الصمود."

وقالت: "أتضرع إلى الله أن يعرفن – وجميع أولئك الذين يعانون من الصراع – السلام قريبا."

 

كفى لحلول "يهيمن عليها الذكور"

قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أنغر إندرسون، إن العالم "لديه ما يكفي من الحلول التي يهيمن عليها الذكور."

عند تنشيط التعددية البيئية، قالت إنه "من الأهمية بمكان" وضع المرأة في "قلب عملية صنع القرار."

 

تحريك العمل

وصفت رئيسة اللجنة، ماتو جوييني، الشابات بأنهن "محفزات التغيير للعمل المناخي والوعي."

وأضافت تقول: "نحن بحاجة إلى ضمان إدراج قيادتهن ومساهماتهن الهادفة في هذه المجالات في عمليات صنع القرار."

وأكدت أن النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم يتطلعن إلى اللجنة باعتبارها الهيئة الرائدة في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من أجل الإرشاد."