بيئة
08 حزيران 2021, 06:27

يهدّد تفاقم تلوّث التربة إنتاج الأغذية والنظم الإيكولوجية في المستقبل

تيلي لوميار/ نورسات
يهدّد تفاقم تلوث التربة وانتشار النفايات مستقبل إنتاج الأغذية حول العالم كما يهدّد صحة الإنسان والبيئة، وهو يتطلب استجابةً عالمية عاجلة، بحسب ما ورد في تقرير مشترك صدر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وتم إطلاق التقييم العالمي لتلوث التربة من قبل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، السيدة Inger Andersen خلال حدث افتراضي عُقد في إطار الاحتفالات بيوم البيئة العالمي (5 يونيو/حزيران) وعقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية (2021-2030).

ويشكّل تلوث التربة ظاهرةً عابرة للحدود كافة، وهو يمسّ بسلامة الغذاء الذي نأكله والماء الذي نشربه والهواء

الذي نتنفسه. وقد خلص التقييم المشترك إلى أن التدهور البيئي الواسع النطاق الناجم عن تلوث التربة نتيجةً للاحتياجات المتزايدة التي تتطلبها النظم الزراعية والغذائية والصناعية وسكان العالم الآخذ عددهم في التزايد، لا ينفك يتفاقم وهو أحد التحديات الكبرى التي تواجه العالم في ما يتصل بإصلاح النظام الإيكولوجي.

وقد اعتُبرت الأنشطة الصناعية وأنشطة التعدين، وسوء إدارة النفايات الحضرية والصناعية، واستخراج الوقود الأحفوري وتجهيزه، فضلًا عن الممارسات الزراعية غير المستدامة والنقل، المصادر الرئيسية لتلوث التربة.

وأكّد السيّد شو دونيو على ضرورة الاستجابة المنسّقة من أجل التصدي لتلوث التربة وتعزيز صحتها بغية تلبية أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وقال: "لحماية التربة أهمية قصوى من أجل ضمان نجاح النظم الزراعية والغذائية في المستقبل، وإصلاح النظام الإيكولوجي وحياة الجميع على كوكب الأرض".

وأضاف قائلًا "إن مجتمعنا يريد غذاء مغذيًا وآمنًا وخاليًا من الملوثات والممرضات. وإن هذا ينعكس في عملنا بشأن كيفية تحويل نظمنا الزراعية والغذائية من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب."

وأشارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، السيدة Inge Andersen، إلى عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية، الذي يشترك برنامج الأمم المتحدة للبيئة في قيادته مع منظمة الأغذية والزراعة، باعتباره فرصةً للتغيير. كما دعت إلى تعزيز إنفاذ الاتفاقيات العالمية المتعلقة بالبيئة، فضلًا عن الرصد الطويل الأجل لوقف التلوث الصناعي والممارسات المستدامة في الزراعة التي تدعم استخدام المبيدات المراعية للبيئة.

ولاحظ السيد David Choquehuanca، نائب رئيس دولة بوليفيا المتعددة القوميات أن كوكب الأرض على شفير الانهيار لأن البشر قد نهبوا الطبيعة. وحثّ الناس في كل مكان على إعادة النظر في علاقتهم بالأرض من أجل استعادة التوازن وحمايته للأجيال المستقبلية.

 

صحة التربة أساسية لصحة الكوكب

وجد التقييم العالمي أن لتلوّث التربة انعكاسات خطيرة على النظم الزراعية والغذائية وعلى صحة الإنسان بسبب تأثيرها الطويل الأجل على البيئة.  

 

وقد وجد التقرير أن:

استخدام المبيدات قد ارتفع بنسبة 75 في المائة بين عامي 2000 و2017، إذ استُخدم حوالي 109 ملايين طن من الأسمدة القائمة على النيتروجين الاصطناعي حول العالم في 2018.

وازداد استخدام البلاستيك في الزراعة بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة مع استهلاك 000 708 طن

من البلاستيك المستخدم لأغراض غير التعبئة في قطاع الزراعة للاتحاد الأوروبي عام 2019.

وقد تضاعف الإنتاج السنوي العالمي من المواد الكيميائية الصناعية إلى نحو 2.3 مليارات طن منذ بداية القرن الحادي والعشرين ومن المتوقع أن يزداد بنسبة 85 في المائة بحلول عام 2030.

كما أن إنتاج النفايات آخذ في الارتفاع. فإن العالم ينتج حاليًا ملياري (2) طن من النفايات سنويًا، ويتوقع

أن يرتفع إلى 3.4 مليارات طن بحلول عام 2050 بسبب النمو السكاني والتحضر.

اتخاذ الإجراءات العاجلة ضروري من أجل إبطاء وتيرة هذا الاتجاه

توقع التقييم المشترك بين المنظمة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن يستمر تلوث التربة والبيئة في التفاقم ما لم يحدث تحول

في أنماط الإنتاج والاستهلاك، وما لم يتخذ التزام سياسي أقوى بدعم الإدارة المستدامة للطبيعة واحترامها الكامل.

كما أدت جائحة كوفيد-19 إلى زيادة الضغط على البيئة من خلال تكثيف إطلاق النفايات.

وأشار التقرير إلى أنه يلزم إجراء مزيد من البحوث لتحديد مدى تلوث التربة مع التشديد على انتشار الملوثات العضوية وغيرها من الملوثات مثل المستحضرات الصيدلانية، ومضادات الميكروبات (التي تفضي إلى بكتيريا أكثر مقاومة)، والمواد الكيميائية الصناعية والمخلفات البلاستيكية، وهي أمور تثير قلقًا متزايدًا.

وأشار التقييم العالمي إلى أن معالجة التربة الملوثة هي عملية معقدة ومكلفة، وأكّد على الحاجة إلى الوقاية من أجل الحؤول دون تدهور الوضع. ودعا إلى إنشاء نظام عالمي للمعلومات والرصد بشأن تلوث التربة، وأطر قانونية أقوى لمنع تلوث التربة ومعالجتها، ومبادرات لتعزيز التعاون الفني وتنمية القدرات.  

وسوف تعمل الشراكة العالمية من أجل التربة لمنظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أجل تنفيذ التوصيات الواردة في التقرير.

وليست لهذا التقييم أهمية حاسمة لنجاح عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظام الإيكولوجي فحسب، وإنما سيساهم أيضًا

في إطار التنوع البيولوجي لما بعد عام 2020 الذي سينشر قريبًا، وفي مؤتمرات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر وفي قمة النظم الغذائية، وفي نهج الصحة الواحدة.

 

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة