سوريا
09 أيار 2022, 08:45

يوحنّا العاشر اختتم زيارته إلى أبرشيّة حماة، فكيف كانت الأيّام الثّلاثة الأخيرة؟

تيلي لوميار/ نورسات
توّج بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر زيارته الرّعائيّة إلى أبرشيّة حماة وتوابعها للرّوم الأرثوذكس، أمس الأحد، بترؤّسه قدّاس أحد حاملات الطّيب- تذكار القدّيس يوحنّا الإنجيليّ شفيعه، في كنيسة القدّيس جاورجيوس في محافظة حماة.

شاركه في خدمة الصلاة كلّ من المطارنة: راعي الأبرشيّة نيقولاوس، سابا (أبرشيّة حوران وجبل العرب) باسيليوس (أبرشيّة عكّار وتوابعها)، غطّاس (أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما)، أثناسيوس (أبرشيّة اللّاذقيّة وتوابعها)، افرام (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما)، والأساقفة موسى الخوري، ديمتري شربك، غريغوريوس الخوري (الوكيل البطريركيّ)، أرسانيوس دحدل، موسى الخصي ولفيف من الآباء الكهنة والشّمامسة بحضور جمهور كبير من المؤمنين ضاقت بهم أروقة الكنيسة.

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى البطريك يوحنّا العاشر عظة توقّف فيها عند معاني رسالة الرّسول يوحنّا "لأنّ الحياة قد ظهرت ورأيناها ونشهد ونبشّركم بالحياة الأبديّة الّتي كانت عند الآب فظهرت لنا، الّذي رأيناه وسمعناه به نبشّركم لتكون لكم أيضًا شركة معنا. وشركتنا إنّما هي مع الأب ومع ابنه يسوع المسيح. ونكتب اليكم بهذا ليكون فرحكم كاملاً."

بحسب الرّسالة هذه، أكّد يوحنّا أنّ الرّسل القدّيسين لم يعطوا دروسًا في الفلسفة أو في النّظريّات إنّما تكلّموا عن يسوع المسيح وبشّروا به من أجل خلاصنا، لكي يكون لنا جميعًا شركة مع القدّيسين والفرح معهم.

نعم يا أحبّة، هذه هي بشرى الخلاص، بشرى النّور ليس فيها ظلمة وهي الّتي يجب أن نحياها في قلوبنا".

في ختام القدّاس، ألقى المطران نيقولاوس كلمة شكر فيها البطريرك على هذه الزّيارة التّاريخيّة الّتي أرخت بظلالها من انعكاسات إيجابيّة على الصّعيدين الكنسيّ والوطنيّ.

وردّ يوحنّا العاشر بكلمة قال فيها: "نحن عائلة واحدة وقلبًا واحدًا، نغادر الأبرشيّة حاملين معنا أحلى الذّكريات، والكلمات الطّيّبة، حاملين صمودكم، طيبتكم، ووداعتكم، نتمنّى لكم السّلام والأمان، وتذكّروا أنّكم في قلب الكنيسة الأنطاكيّة دائمًا وأبدًا، حافظوا على وديعة الإيمان والأصالة".

بعد القدّاس، عايد أبناء الكنيسة البطريرك يوحنّا بعيد شفيعه القدّيس يوحنّا الإنجيليّ متمنّين له سنين عديدة بالخدمة والصّحّة والعطاء.

بعدئذ، التقى أسرة مكتب التّعليم الدّينيّ في قاعة الكنيسة مستمعًا إلى نشاطاتها وتطلّعاتها. مشدّدًا على ضرورة قراءة الإنجيل والتّعمّق به إلى جانب النّشاطات الكنسيّة والثّقافيّة.

كما التقى عائلات الشّهداء بمدينة حماة رافعًا الصّلاة لراحة أنفس الشّهداء مقدّمًا للعائلات تعزية معنويّة وروحيّة.

وشكر الجميع البطريرك يوحنّا على زيارته التّاريخيّة الّتي ستؤرّخها الأبرشيّة في سجلّاتها الذّهبيّة.

غبطة البطريرك يوحنا العاشر يكرس ويدشن كاتدرائية القديسين بطرس وبولس في السقيلبية ويلتقي عائلات الشهداء ويؤكد ان:" تكريس الكاتدرائية هو تأكيد على إرادة البقاء، الثّبات والصمود".  

وكان البطريرك يوحنّا العاشر قد قام بجولات عديدة يومي الجمعة والسّبت، إذ كرّس ودشّن يوم الجمعة كاتدرائيّة القدّيسين بطرس وبولس في مدينة السّقيلبية، وتفقّد السّبت رعايا الرّيف الغربيّ لمحافظة حماة.

وفي التّفاصيل، أقيمت استقبالات شعبيّة على طول الطّريق المؤدّية إلى السّقيلبية، وسط حضور رسميّ كنسيّ وشعبيّ. بعد الاستقبال، أقام البطريرك يوحنّا خدمة تكريس الكاتدرائيّة ثمّ القدّاس الإلهيّ بمشاركة المطارنة راعي الأبرشيّة نيقولاوس، جاورجيوس أبو زخم (حمص وتوابعها)، غطّاس (الكويت وبغداد وتوابعهما)، والأساقفة: موسى الخوري، غريغوريوس خوري (الوكيل البطريركيّ)، أرسانيوس دحدل، موسى الخصي ولفيف من الآباء الكهنة بحضور أبناء السّقيلبية.  

وألقى يوحنّا العاشر عظة أكّد فيها أنّ "أبناء السّقيلبية هم شعب عظيم، شعب آمن بوطنه وتمسّك بأرضه وكرامته، شعب نابض بالإيمان، أراد أن يستمرّ ويتغلّب على كلّ الصّعوبات رافضًا الخوف وها هي كاتدرائيّة القدّيسين بطرس وبولس تبصر النّور بعد سنوات من الأزمات والآلام ما يدلّ أنّ إرادة البقاء هي المنتصرة دائمًا".

أضاف: "نعم يا أحبّة، تعدّ هذه الكاتدرائيّة نعمة كبيرة للمدينة، وتذكّروا دائمًا يا أهالي السّقيلبية أنّكم أنتم الكنيسة أيّ جماعة المؤمنين، فأطلب منكم أن لا تنظروا إلى الوراء إنّما تطلعوا دائمًا إلى الأمام وثابروا على رسالتكم رسالة المحبّة والتّلاقي بين أبناء الوطن الواحد". مقدّمًا للمطران نيقولاوس "أنغولبيون" وللكنيسة بيت القربان المقدّس ليوضع على المائدة المقدّسة.  

كما كانت كلمة للمطران نقولاوس (بعلبكي) أشار فيها إلى أنّ أهالي السّقيلبية قد غلبوا كلّ الألم وبنوا كنيستهم بالتّضامن والتّضافر فيما بينهم وبجهود المحسنين والدّاعمين. مقدّمًا للبطريرك بإسم أبناء السّقيلبية عصا رعائيّة.

كما قدّم له الرّسام أيمن نعمة صليب بركة.

بعدئذٍ، صافح البطريرك المؤمنين في قاعة الكاتدرائيّة مانحًا إيّاهم البركة الأبويّة.

في سياق متّصل، أقام الصّلاة لراحة أنفس الشّهداء والتقى بعائلاتهم في قاعة الكاتدرائيّة.  

وإختتم البطريرك يوحنّا العاشر اليوم الرّابع لزيارته الرّعائيّة بحضوره أمسية روحيّة أدّاها كورال البشارة-أسرة التّعليم الدّينيّ- السّقيلبية بقيادة الأستاذ صفوان الأسعد. وتخلّلت الأمسية تراتيل وترانيم أضفت أجواء من الفرح.

هذا وقد توجّه البطريرك إلى كورال البشارة بكلمة أثنى فيها على الأداء المتميّز للجوقة متمنّيًا لها المزيد من العطاء.

أمّا السّبت فتفقّد رعايا البياضية، البيضاء، دير ماما، عين حلاقيم، حزور، تين السّبيل، برشين في الرّيف الغربيّ لمحافظة حماة، وهو أوّل بطريرك يتفقّد هذه الرّعايا ويبعث من هناك رسالة إلى العالم أجمع: رسالة في الثّبات والصّمود.

وفي التّفاصيل، "مفردتان اختصرتا، هذه الزّيارة التّاريخيّة، الأولى هي لغة التّأثّر والرّجاء الّتي بدت ظاهرة على وجوه أهالي الرّعايا، والثّانية هي الآمال المنتظرة من زيارته التّاريخيّة بعدما أطلق جملة مواقف كنسيّة ووطنيّة أعطتهم الأمان والزّخم الرّوحيّ والمعنويّ للتّشبّث بالأرض والبقاء فيها."  

إستهلّ يوحنّا العاشر المحطّة الأولى من اليوم الخامس في بلدة البياضية حيث أعدّ له أهالي البلدة استقبالاً شعبيًّا مهيبًا تعجز الكلمات عن وصفه، وهناك أقام صلاة الشّكر في كنيسة القدّيس جاورجيوس بمشاركة راعي الأبرشيّة المطران نيقولاوس (بعلبكي) والأساقفة: موسى الخوري، أرسانيوس دحدل، موسى الخصي ولفيف من الآباء الكهنة والشّمامسة.

بعد الصّلاة، ألقى كاهن الرّعيّة الأب جورج مخّول كلمة رحّب فيها به كأوّل بطريرك يزور الرّعيّة في سابقة تاريخيّة تدوّنها المنطقة، مثنيًا على فضائل أهل البياضية والعلاقة الوطيدة الّتي تربطهم مع إخوتهم المسلمين.

بدوره، ردّ البطريرك بكلمة جوابيّة توقّف فيها عند أحد معاني القيامة ألا وهو النّور قائلاً: "أنتم يا أبناء البياضية في قلب الكنيسة الأنطاكيّة، جئنا إليكم لنؤكّد عمق محبّتنا لكم، أنتم نبع الإيمان، يا أحبّة عندما نتكلّم عن القيامة لا نستطيع أن نتذكّر الظّلمة بكلّ بشاعتها لأنّ القيامة هي امتداد للنّور والصّلاح والاستنارة".

أضاف: "نعيش في سوريا عائلة روحيّة واحدة مسيحيّين ومسلمين، هذا إرثنا وهذه ثقافتنا وأنتم خير من يمثّل هذا الإرث العظيم". مقدّمًا للكنيسة إنجيلاً مقدّسًا.  

من البياضية توجّه إلى بلدة البيضاء الّتي كتبت صفحتها التاريخيّة مع قدوم البطريرك يوحنّا.

إستقبله أهالي البيضاء ودير ماما في ساحة البلدة بالتّهليل والتّرحاب متعطّشين للقاء راعي الرّعاة الّذي أراد رغم كلّ الظّروف أن يخطّ حروف هذه الزّيارة التّاريخيّة الّتي تؤكّد محبّة الكنيسة لأبنائها أينما كانوا.

على وقع قرع أجراس كنيسة القدّيس جاورجيوس، دخل البطريرك إلى الكنيسة وأقام صلاة الشّكر بحضور وزير التّعليم العالي الدّكتور بسّام ابراهيم، وزير التّعليم العالي الأسبق الدّكتور حسّان ريشا وفاعليّات.

تخلّلت الصّلاة كلمة لكاهن الرّعيّة الأب جورج الخوري تحدّث فيها عن تاريخ البلدة وثوابتها الكنسيّة والوطنيّة، البلدة الّتي قدّمت شهداء على مذبح هذا الوطن منذ العام 1948 لغاية يومنا هذا، وأعطت الكثير للوطن على مختلف الصّعد والمستويات.

بدوره، ردّ يوحنّا العاشر بكلمة قال فيها: "تعال وانظر، بهذه الآية الإنجيليّة أخاطبكم اليوم يا أهالي البيضاء ودير ماما لأثني على قيمكم وأدبيّاتكم وأخلاقكم وثباتكم الرّاسخ في هذه الدّيار، إنّ وجودنا اليوم في هذه البلدة يترجم الصّورة الّتي تسأل من نحن؟ نحن العائلة الرّوحيّة الّتي تعيش المحبّة، الطّهارة، النّقاء والإيمان الصّلب".  

تابع: "يجب علينا أن نصوّب بوصلة هذه الصّورة لنرسلها إلى العالم أجمع ونقول تعالوا وانظروا لتعرفوا من نحن، لذلك ثابروا على هذا الإيمان وتشجّعوا". مقدّمًا للكنيسة إنجيلاً مقدّسًا.

ثمّ صافح المؤمنين في قاعة الكنيسة مستمعًا إلى شجونهم وهمومهم وبالأخصّ أهالي دير ماما واعدًا إيّاهم بإنهاء بناء كنيسته.  

من البيضاء، توجّه إلى عين حلاقيم حيث أعدّت له رعيّة مار الياس الحيّ المارونيّة استقبالاً شعبيًّا في ساحة البلدة.

دخل إلى الكنيسة وصافح الشّعب المؤمن معايدًا إيّاهم بعيد الفصح، كما بعث من هناك معايدة قلبيّة للبطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، متمنّيًا للرّعيّة السّلام والطّمأنينة، مقدّمًا للكنيسة أيقونة العذراء الأنطاكيّة.

كما ألقى كاهن الرّعيّة الأب جان نصّار كلمة ترحيبيّة بالبطريرك معبّرًا عن فرح الرّعيّة بوجوده بينهم لما يحمل من رسالة محبّة وسلام.

من عين حلاقيم، توجّه البطريرك يوحنّا إلى بلدة حزور، البلدة الّتي استقبلته صغارًا كبارًا شيبًا وشبابًا ناثرين الأرزّ عاجزين عن التّعبير لتأثّرهم بقدوم البطريرك يوحنّا.

بعد الاستقبال، دخل إلى كنيسة القدّيس جاورجيوس وأقام صلاة الشّكر.

وألقى المطران نيقولاوس كلمة أشاد فيها بأهالي حزور وطيبتهم ووداعتهم ومحبّتهم لوطنهم وللآخر، مثنيًا على الدّور الّذي أدّاه ويؤدّيه كاهن الرّعيّة الأب الفاضل خريستو عيسى.

من ثمّ، ألقى كلمة قال فيها: "يا أبناء حزور، أنتم أهل الأصالة والإيمان، الوداعة والطّيبة، اليوم يوم تاريخيّ لأنّني معكم ولكم، أنتم أبناء الرّجاء وهذه هي القيامة الحقيقيّة الّتي توجب علينا أن نعيش الرّجاء بمعانيه كافّة".  

أضاف: "لقد مررنا بصعوبات كثيرة في وطننا الحبيب، وعانينا ما عانيناه من خطف ودمار وتهجير، لكنّنا صمدنا وحافظنا على كرامتنا وأرضنا لأنّنا شعب لا نهاب الخوف والظّلمة"، وقدّم للكنيسة إنجيلاً مقدّسًا، كما قدّم أيقونة العذراء الأنطاكيّة للأب خريستو عيسى تكريمًا لخدماته وعطاءاته في الكنيسة.

بعدها صافح المؤمنين وبارك "الهريسة" الّتي أقامها أهل حزور بمناسبة عيد القدّيس جاورجيوس.  

بعدئذ، توجّه إلى دير سيّدة الغاب في بلدة برشين وغرس شجرة عند مدخل الدّير.

ثمّ، زار رعيّة القديس جاورجيوس في برشين حيث أقيم استقبال شعبيّ، رفع بعده صلاة الشّكر بحضور جمهور المؤمنين.

وألقى كاهن الرّعيّة الأب اسبيريدون ديوب كلمة ترحيبيّة بالبطريرك والوفد المرافق متحدّثًا عن فضائل أهالي البلدة وقيمهم، مقدّمًا له أيقونة السّيّد.  

وردّ يوحنّا العاشر كلمة تحدّث فيها عن معاني القيامة الحقيقيّة الّتي تتجلّى بالنّور، الصّلاح والاستنارة، هذه المعاني مغروسة في قلوب أهالي برشين، الصّامدين المحبّين الّذين حافظوا على أرضهم وإيمانهم رغم قساوة الأيّام"، مقدّمًا للكنيسة إنجيلاً مقدّسًا.

أمّا المحطة الختاميّة فرست عند بلدة تين السّبيل، البلدة الّتي استقبلته بقرع الأجراس وعزف فرق الكشّافة، واللّافتات المرحبّة والمهلّلة للآتي بإسم الرّبّ.

بعد الاستقبال، أقام صلاة الشّكر في كنيسة رقاد السّيّدة بحضور أبناء البلدة وفاعليّاتها.

بعدها، ألقى المطران نيقولاوس كلمة ترحيبيّة منوّهًا بأهالي تين السّبيل وفضائلهم.  

ثمّ، ألقى البطريرك يوحنّا كلمة عبّر فيها عن محبّته لأبناء البلدة مؤكّدًا لهم أنّهم نبع الإيمان والأصالة، متحدّثًا عن معاني القيامة وكيفيّة عيشها من خلال الأعمال الصّالحة".

أضاف: "يا أحبّة، ابقوا على إيمانكم وتقوّوا، لقد أثبتّم أنّكم أبناء الرّجاء، نحن لا نخاف الصّعوبات، لأنّنا أبناء الشّدّة والصّمود"، وقدّم للكنيسة إنجيلاً مقدّسًا.  

ثمّ، صافح المؤمنين في قاعة الكنيسة.  

في ختام الزّيارة، وتحت عنوان "يا رمز السّلام"، أنشد أطفال الرّعيّة باقة من الأغاني والتّرانيم تكريمًا لزيارته التّاريخيّة إلى رعيّتهم ورعايا الرّيف الغربيّ لمحافظة حماة.

كما أقام محافظ حماه المهندس محمّد طارق الكريشاتي مأدبة عشاء على شرف البطريرك يوحنّا العاشر في قصر المحافظة في مدينة حماه بمناسبة زيارته، بحضور عدد من فعاليّات المدينة السّياسيّة والدّينيّة والأمنيّة والحزبيّة والاجتماعيّة.

هذا وقد رافق راعي الأبرشيّة المطران نقولاوس بعلبكي والأساقفة موسى الخوري، أرسانيوس دحدل وموسى الخصي.