دينيّة
21 تشرين الأول 2022, 07:00

يوحنّا بولس الثّاني عن الورديّة...

ميريام الزيناتي
"يجب أن نصلّي الورديّة بإيقاع هادئ ونابع من القلب... لأنّ الله يستمع لصلواتنا من خلالها" يقول البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني، هو الذّي خصّص مكانة خاصّة للورديّة في الحياة المسيحيّة ترك لنا كنزًا من الوصايا لتطبيقها في كلّ مرّة نتلوى فيها هذه المسبحة.

يشدّد البابا القدّيس على أهمّية التأمّل والاستعانة بمريم العذراء في كلّ مرّة يتلو فيها المؤمن أسرار الورديّة. هو الذي يؤمن بضرورة رفع الصّوت لدى مناجاة الله، ينصح المؤمنين بتكريم صورة الأيقونة المقدّسة التي تمثّل مشهد السّرّ. 

ولكي يجعل الله هذه الصّلاة حيويّة وقويّة، يطلب البابا يوحنا بولس الثّاني من المؤمنين الاستماع لكلمة الرّب، فالرّوح القدس يستطيع لمس قلوبنا من خلال الورديّة المقدّسة.

كما ينصح البابا القدّيس بتخصيص بعض الوقت للصّمت بعد تلاوة السّرّ، وبما أن الله الآب هو مصدر كلّ النّعم، يشدّد البابا على أهمّية جعل الصّلاة الرّبانيّة أساسًا لصلاة الورديّة.

"أدرسوا الكتاب المقدّس من خلال الورديّة"، ينصح البابا المؤمنين، فتلاوة المسبحة بهدوء وبدون استعجال يساعد على التّأمل بكلام الله من خلال كل سّرّ من أسرار الورديّة.

ولأن الثّالوث الأقدس هو أمل كل مسيحيّ، يشدّد البابا القدّيس على أهمّية تمجيد الآب لكي يتمّ حضوره في نهاية كل سّرّ، لافتًا إلى أن كلّ حبّة من الورديّة المقدّسة لها معنى مُعيّن وهي تقود إلى الرّب يسوع المصلوب.

"الورديّة المقدّسة تبرز العلاقة بين صلاتنا وحياتنا اليوميّة، لهذا يكون لنا من خلال تلاوتها علاقة متينة بين الآب والأبناء، وبين الله الآب ونحن البشر"، يفسّر البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني داعيًا الشّباب لاتّخاذ صلاتهم الذّاتيّة من الورديّة المقدّسة، لأن الورديّة تعطيهم الحيويّة والانتعاش.

ولأنها ملء الحياة اليوميّة، ينصح البابا القدّيس يوحنا بولس الثّاني بجعل الورديّة صلاة للعائلة، فهي "الصّوت الرّوحيّ الذي لا يجب أن يقلّ قدره".

الورديّة طريقنا إلى السّماء، فعسى أن يدرك كلّ مؤمن في هذا الشّهر المبارك أهمّيّة الصّلاة ليصل بشفاعة والدة الله إلى ملكوت الآب.