دينيّة
26 أيلول 2017, 05:30

يوحنّا.. التّلميذ الّذي كان يسوع يحبّه

ميريام الزيناتي
"يَا امْرَأَة، هُوَذَا ابْنُكِ. ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: هذه أُمُّكَ" (يوحنّا 19- 26)، آية تختصر محبّة المسيح لتلميذه الوفيّ يوحنّا الّذي رافقه حتّى الصّليب، فاستحقّ أن يُدعى للعذراء إبنًا.

يوحنّا ابن زبدى وشقيق يعقوب، هو أحد تلاميذ يسوع الإثنيّ عشر، تبع تعاليمه ورافقه في محطّات حياته، حفظ آياته ودوّن أعاجيبه، ليصبح أحد الإنجليّين الأربعة الّذين خطّوا حياة المسيح.

كان ليوحنّا مواقف عدّة يذكرها الإنجيل، هو الّذي لم يفارق يسوع يومًا، كان حاضرًا تحت الصّليب يوم صلبه، وأوّل التّلاميذ الّذين وصلوا إلى قبره يوم القيامة، ما يشير إلى اندفاع هذا القدّيس ومحبّته وتفانيه للمعلّم يسوع في الظّروف كافة.

إيمان يوحنّا القويّ بيسوع سمح له أن يكون أوّل من يتعرّف إليه حين ظهر لهم على بحيرة طبريّا، ليصرخ لبطرس "إنّه الرّبّ" (يوحنا 21- 7).

لم يتوقّف يوحنّا عن التّبشير بعد موت يسوع وقيامته، بل تابع مسيرته باندفاع وعزم، وفي أحد الأيّام وبينما كان يُخاطب الشّعب برفقة بطرس، ألقى جنود الهيكل القبض عليهما وهدّدوهما، ومنعوهما من إكمال التّبشير فأَجابَهم بُطرُسُ ويوحَنَّا: "أَمِنَ البِرِّ عِندَ اللهِ أَن نسمَعَ لَكُم أَم الأَحْرى بِنا أَن نسمَعَ لله؟ اُحكُموا أَنتُم." (أعمال الرّسل 4- 19).

كتب يوحنّا الإنجيل، وثلاث رسائل ورؤيا، وكان يُعرّف عن نفسه بـ"التّلميذ الّذي كان يُحبّه يسوع"، فلنطبع، في عيد التّلميذ الحبيب، محطّات يسوع في قلوبنا ونكرّس له القدر الأكبر من المحبّة لنستحق أن نكون من التّلاميذ الأحبّ إلى قلبه.