أوروبا
16 تشرين الأول 2018, 05:00

يوحنّا العاشر من مونتينيغرو: ونور المسيح لن ينطفئ مِن الشّرق

في إطار زيارته إلى صربيا، تفقّد بطريرك الرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر ديري تسيتينيا "ميلاد السيّدة" وأوستروغ في الجبل الأسود- مونتينيغرو، يرافقه بطريرك صربيا إيريناوس ومطارنة وكهنة وعلمانيّين، وفق ما ذكر إعلام البطريركيّة، بعد استقبال في مطار مونتينيغرو من قبل المتروبوليت أمفيلوخيوس ومساعديه ولفيف من الكهنة.

 

في كنيسة دير ميلاد السّيّدة، ترأّس البطريركان صلاة الشّكر على نيّة الكنيستين وشعبيهما، ثمّ ألقى المتروبوليت أمفيلوخيوس كلمة رحب فيها بالزّائر الأنطاكيّ قائلاً: "إنّها بركة كبيرة لنا أن يزورنا البطريرك الأنطاكيّ ويخصّنا بمحبّة كبيرة لأبرشيّتنا، فوجودكم يا صاحب الغبطة في الجبل الأسود يزيدنا نعمةً وإيمانًا وقداسة، لاسيّما أنّ هذا الجبل الاسود يحتضن ولادة قدّيسين وشهداء استشهدوا في سبيل إيمانهم، وهذا هو حال كنيستكم الأنطاكيّة الشّاهدة والشّهيدة يا صاحب الغبطة النّابعة بالإيمان والقداسة"، مقدّمًا بعدها وسام الأبرشيّة للبطريرك يوحنّا العاشر وهدايا تذكاريّة.

من جهته، ردّ البطريرك اليازجي قائلاً: "إنّه لفرح كبير أن أكون هنا بينكم في الجبل الأسود وفي مقرّ المطرانيّة- مونتينيغرو، وهذه الفرحة تجلّت مع فرحة الشّعب المؤمن الّذي استقبلنا بحفاوة تنضح بالمحبّة والفرح، بحيث كنت أشعر وأنا أنظر إلى وجوه المؤمنين وكأنّ كلّ واحدٍ منهم ينادي ويقول: أهلاً وسهلاً بأخٍ عزيزٍ على قلوبنا. وهذا ما يؤكّد أنّنا عائلة واحدة وكنيستنا الأمّ هي الأرثوذكسيّة.
إنّ زيارتنا بمثابة رسالة سلام ومحبّة وشهادة واحدة موحّدة للأرثوذكسيّة في العالم أجمع، وها نحن مع بعضنا البعض مثل عائلة واحدة، ولا يمكن لأيّ شيء أن يفرّقنا عن بعضنا البعض، فعلاقاتنا التّاريخيّة وطيدة ومتينة بين كنيستينا.

وإنّ الأرض الّتي نحن فيها هي أرض قدّيسين وشهداء، وهذا ما هو أيضًا في أرض كنيسة أنطاكية الّتي قدّمت العديد مِن الشّهداء ولا زالت تقدّم. وإذا ما تعمّقنا أمامنا في الأيقونسطاس وكتابة الأيقونات فنرى أنفسنا كأنّنا في كنيسة أنطاكيّة".

هذا وأكّد على "أنّه ورغم كلّ الصّعوبات الّتي تمرّ بها الكنيسة الأنطاكيّة، فما زال شعبها متمسّكًا بإيمانه الأرثوذكسيّ حتى الشّهادة"، وختم سائلاً الحضور الصّلاة من أجل إخوتهم في كنيسة أنطاكية، ومن أجل مطراني حلب المخطوفين، ومن أجل كلّ مهجّر ومتروك ومعذّب ومشرّد.

وكانت بعدها البركة الأبويّة فزيارة إلى دير أوستروغ حيث تبارك الجميع من رفات القدّيس باسيليوس، ورفعوا الصّلاة على نيّة الكنيستين الأنطاكيّة والصّربيّة الأرثوذكسيّة.

كما زار الوفدان الأنطاكيّ والصّربيّ كاتدرائيّة القيامة في العاصمة بدغوريتسا- مونتينيغرو، حيث أقيمت صلاة الشّكر، رحّب بعدها متروبوليت مونتينيغرو المطران أمفيلوخيوس بالبطريرك يوحنّا العاشر مشدّدًا على عمق العلاقات بين الكنيستين، وليردّ الأخير بكلمة استهلّها بعبارة "المسيح قام"، مشيرًا بذلك إلى "أنّ عبارة المسيح قام هي أجمل كلمة أردّدها اليوم على مسامعكم، واليوم أستطيع أن أقول إنّ كنيسة أنطاكية تعانقت مع كنيسة صربيا في هذا الجبل الأسود، وهذا ما يدلّ أنّه مهما بعدت المسافات الجغرافيّة إلّا أن القلوب واحدة.

إنّ بلدكم بلد القدّيسين والشّهداء والإيمان الأرثوذكسيّ، وهذا يعني أن آباءكم وأجدادكم قدّموا حياتهم مِن أجل يسوع المسيح، وأنتم تقبّلتم هذا الإيمان وحافظتم عليه في قلوبكم وبلادكم.

أؤكّد لكم أيّها الأحبّاء أنّ إخوتكم الأرثوذكسيّين مؤتمنون على هذا الإيمان العظيم حتّى الموت، وبالرّغم مِن الآلام الّتي تمرّ بها منطقة الشّرق الأوسط، إلّا أنّنا باقون في تلك الدّيار ونور المسيح لن ينطفئ مِن الشّرق".

وبعد الصّلاة، منح البطريرك يوحنّا العشر بركته الأبويّة للحاضرين.