صحّة
06 نيسان 2016, 14:53

يوم الصحة العالمي 2016: تدعو منظمة الصحة العالمية إلى العمل على الصعيد العالمي لوضع حد للزيادة في عدد المصابين بداء السكري وتحسين الرعاية المقدمة لهم

تزايد عدد الأشخاص المتعايشين مع داء السكري أربعة أضعاف تقريبا منذ عام 1980 ليصل إلى 422 مليون شخص من البالغين والذين يعيش معظمهم في البلدان النامية. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية قبل الاحتفال بيوم الصحة العالمي أن العوامل المؤدية إلى هذا الارتفاع الكبير تشمل زيادة الوزن والسمنة.


وتحتفل منظمة الصحة العالمية بيوم الصحة العالمي في 7 نيسان/ أبريل من كل عام، والذي يصادف تاريخ تأسيس المنظمة في عام 1948، من خلال إطلاق دعوة للعمل بشأن داء السكري. وفي أول تقرير عالمي لها بشأن داء السكري، تسلط منظمة الصحة العالمية الضوء على الحاجة إلى تكثيف الوقاية من هذا الداء وعلاجه.

وتشمل التدابير اللازمة توسيع نطاق البيئات المعززة للصحة للحد من عوامل الخطر المرتبطة بداء السكري من قبيل الخمول البدني والنظام الغذائي غير الصحي، وتعزيز القدرات الوطنية لمساعدة المصابين بداء السكري على تلقي العلاج والرعاية التي تمس حاجتهم إليها للتعامل مع الأمراض المصابين بها.

وتقول الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية "إذا أردنا تحقيق أي تقدم في وقف الارتفاع الحاصل في داء السكري، فيتعين علينا إعادة التفكير في حياتنا اليومية: وأن نأكل بشكل صحي، ونمارس النشاط البدني، ونتفادى الزيادة المفرطة في الوزن،" وتقول أيضاً "حتى في أفقر البيئات، يجب على الحكومات أن تتأكد من قدرة الناس على اتخاذ هذه الخيارات الصحية، ومن قدرة النظم الصحية على تشخيص المصابين بداء السكري وعلاجهم."

ويعتبر داء السكري من الأمراض غير السارية المزمنة والمترقية والتي ترتبط بارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم (السكر في الدم). وينشأ ذلك عن عجز البنكرياس عن إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين الذي ينظم السكر في الدم، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام ما ينتجه من أنسولين بشكل فعال.

وتشمل النتائج الرئيسية التي خلص إليها التقرير العالمي بشأن داء السكري ما يلي:

تزايد عدد المتعايشين مع داء السكري ومعدل انتشاره في جميع أقاليم العالم. ففي عام 2014، بلغ عدد المصابين بداء السكري 422 مليون من البالغين (أو 8.5% من السكان) مقارنة بنحو 108 مليون (4.7%) في عام 1980.
ينطوي وباء السكري على آثار صحية واجتماعية واقتصادية كبيرة، ولاسيما في البلدان النامية.
في عام 2014، كان هناك أكثر من شخص من بين كل ثلاثة بالغين فوق سن 18 يعانون من زيادة الوزن، وأكثر من واحد من كل 10 يعانون من السمنة المفرطة.
يمكن أن تؤدي مضاعفات داء السكري إلى النوبات القلبية والسكتة الدماغية والعمى والفشل الكلوي وبتر الأطراف السفلى. فعلى سبيل المثال، يتزايد معدل بتر الأطراف السفلى بمعدلات تتراوح ما بين 10 و 20 ضعفاً بالنسبة للمصابين بداء السكري.
أفضى داء السكري إلى 1.5 مليون حالة وفاة في عام 2012. وأدى ارتفاع الغلوكوز في الدم عن المستويات المثلى إلى 2.2 مليون حالة وفاة إضافية، من جراء زيادة مخاطر الأمراض القلبية الوعائية وغيرها.
ويحدث الكثير من هذه الوفيات (43%) قبل الأوان، أي قبل سن ال 70 ، وهي يمكن الوقاية منها إلى حد كبير من خلال اعتماد سياسات لخلق بيئات داعمة لأنماط الحياة الصحية وتحسين سبل الكشف عن هذا الداء وعلاجه بشكل أفضل.
وتتضمن سبل العلاج الجيدة استخدام مجموعة صغيرة من الأدوية الجنيسة؛ والتدخلات الخاصة بتعزيز أنماط الحياة الصحية؛ وتوعية المرضى بغية تيسير الرعاية الذاتية؛ والفحص الدوري بهدف الكشف المبكر عن المضاعفات وعلاجها.
وذكر الدكتور أوليغ شستنوف المدير العام المساعد في منظمة الصحة العالمية والمعني بالأمراض غير السارية والصحة النفسية أن "العديد من حالات السكري يمكن الوقاية منها، وأن هناك تدابير لاكتشاف الأمراض وعلاجها، ولتحسين احتمالات تمتع الأشخاص الذين يعانون من داء السكري بحياة مديدة وصحية". واضاف "بيد أن التغيير يعتمد إلى حد كبير على بذل الحكومات للمزيد من الجهد، بما في ذلك من خلال تنفيذ الالتزامات العالمية المتعلقة بعلاج داء السكري وغيره من الأمراض غير السارية."

ويشمل ذلك تحقيق الغاية 4.3 (الهدف الثالث) من أهداف التنمية المستدامة، والتي تدعو إلى الحد من الوفيات المبكرة قبل الأوان الناجمة عن الأمراض غير السارية، بما فيها داء السكري، بنسبة 30% بحلول عام 2030. وقد التزمت الحكومات كذلك بتحقيق أربعة التزامات وطنية محددة زمنياً والتي جاءت في الوثيقة الختامية للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأمراض غير السارية، وتحقيق الغايات العالمية التسع المنصوص عليها في خطة العمل العالمية للمنظمة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها والتي تشمل وقف الارتفاع في حالات السكري والسمنة.

"بعد مرور نحو مائة عام على اكتشاف هرمون الأنسولين، يشير التقرير العالمي بشأن داء السكري إلى توافر الأدوية والتكنولوجيا الأساسية المرتبطة بداء السكري، بما فيها الأنسولين، واللازمة للعلاج في واحدة فقط من كل ثلاثة من أفقر البلدان في العالم"، ويقول الدكتور إتيان كروغ مدير الإدارة المعنية بعلاج الأمراض غير السارية والإعاقة والعنف والوقاية من الإصابات "يمثل الحصول على الأنسولين مسألة حياة أو موت بالنسبة لكثير ممن يعانون من داء السكري. وينبغي أن يصبح تحسين فرص الحصول على الأنسولين وأدوية الأمراض غير السارية بشكل عام من الأولويات ".

وتُبذل الجهود على الصعيد العالمي لجعل الأدوية، بما فيها أدوية الأمراض غير السارية، أكثر توافراً وميسورة الكلفة. وتهدف تعهدات زعماء العالم، بما فيها أهداف التنمية المستدامة، والإعلان السياسي للأمم المتحدة لعام 2011 بشأن الأمراض غير السارية، والوثيقة الختامية للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2014 بشأن الأمراض غير السارية، وعمل الفريق الرفيع المستوى التابع للأمين العام للأمم المتحدة والمعني بالحصول على الأدوية الأساسية إلى تحسين قدرة المصابين بداء السكري على تحمل تكاليف الأدوية الأساسية وزيادة إتاحتها.

ملاحظة للمحررين:

هناك ثلاثة أشكال رئيسية لداء السكري: النوع 1، والنوع 2 والسكري الحملي. ويعتبر سبب النوع 1 من داء السكري غير معلوم ويحتاج من يتعايشون معه إلى الأنسولين بشكل يومي للبقاء على قيد الحياة. أما النوع 2 فيمثل الغالبية العظمى من المتعايشين مع داء السكري على مستوى العالم، ويعزى بشكل كبير إلى فرط الوزن وقلة النشاط البدني. وكان النوع 2 من داء السكري يظهر فقط لدى البالغين، ولكنه الآن يظهر بشكل متزايد لدى الأطفال والشباب. أما السكري الحملي فهو حالة مرضية مؤقتة تحدث أثناء فترة الحمل وتنطوي على مخاطر بالإصابة بداء السكري من النوع 2 على المدى الطويل. ويظهر عندما يزيد معدل الغلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي ولكنه يظل أقل من المعدلات التي تستوجب تشخيصه بداء السكري.