أوروبا
26 أيار 2019, 07:26

يونان: إنّنا كمسيحيّين نؤدّي الشّهادة الأولى للرّبّ عندما نعيش المحبّة

ترأّس بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ مار أغناطيوس يوسف الثّالث يونان، الأمس، القدّاس الإلهيّ في كنيسة إرساليّة مار بولس السّريانيّة الكاثوليكيّة في مدينة فيستروس – السّويد، وقام خلاله برسامة ستّة شمامسة قرّاء وأفودياقونيّين. عاونه فيه مطران أبرشيّة القاهرة والنّائب البطريركيّ على السّودان مار اقليميس يوسف حنّوش، رئيس أساقفة حلب مار ديونوسيوس أنطوان شهدا، رئيس أساقفة حمص وحماة والنّبك مار ثيوفيلوس فيليب بركات، الزّائر الرّسوليّ في أوروبّا الأب رامي قبلان، أمين سرّ البطريركيّة الأب حبيب مراد، وكاهن الإرساليّة الأب بول قسّ داود. وبمشاركة كاهن الكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة في المدينة، وبحضور حشد من المؤمنين.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى يونان عظة، عبّر فيها بحسب بطريركيّة السّريان الكاثوليك الأنطاكيّة، عن بهجته في هذه الزّيارة الأبويّة الثّانية إلى هذه الإرساليّة في الذكرى الثّالثة لتأّسيسها. ودعا "من أجل أن تنمو هذه الإرساليّة وتزدهر، ليس بالعدد فقط، إنّما أيضًا بالرّوحانيّة العميقة وبالالتزام المسيحيّ".
وأضاف: "إرساليّتكم تنمو وتنتعش، ودائمًا في كلّ تجوّلاتنا وزياراتنا لكلّ رعايانا وإرساليّاتنا، سواء في أوروبّا أو أميركا، نعبّر عن فرحنا بنموّ هذه الرّعايا والإرساليّات، وفي الوقت عينه عن حزننا وألمنا ونحن نجد هذا العدد الكبير من أولادنا الّذين أرغمهم الاضّطهاد وفوضى العنف والإرهاب على التخلّي عن أرض آبائهم وأجدادهم والقدوم إلى هذه البلاد، ليس لأنّهم أرادوا أن يأتوا، ولكن بشكل عامّ لأنّهم أُرغِموا على التّهجير.
نعم، هي حكمة إلهيّة لا نعرف سرّها! منذ أكثر من مئة سنة اضطرّ آباؤنا وأجدادنا أن يتركوا الأرض الّتي وُلِدوا فيها في ما نسمّيه تلك الجريمة النّكراء سيفو - الإبادة الّتي حصلت عام ١٩١٥. واليوم نشّهد الإبادة عينها، ولو أنّ عدد الشّهداء في تلك الإبادة فاق كثيرًا شهداءنا اليوم في هذا الإجرام المخيف والمروّع الّذي حصل في بلادنا المشّرقيّة، وبخاصّة في سوريا والعراق".
وتساءل البطريرك عن "معنى هذا التّهجير القسريّ، ومعنى غلبة الشّرّ على الخير، وغلبة الّذين فقدوا ضميرهم على أولئك الأبرياء الّذين أرادوا أن يعيشوا في وطنهم مواطنين مسالمين، ويبغون أن تزدهر بلادهم بتعبهم وجهودهم وثقافتهم ورسالتهم المسيحيّة.
نجد اليوم أنّ شبابنا أتوا إلى هذا البلد المضياف الّذي فتح شعبه قلوبهم لكم كما للكثيرين من اللّاجئين، ونحن نشكر الله لأنّكم استطعتم أخيرًا أن تأتوا إلى هذا البلد الآمن الّذي يحاول أن يطبّق الحقوق المدنيّة لجميع المواطنين وغير المواطنين السّاكنين فيه. الشّباب والأولاد لديهم الطّموح أن يكمّلوا هدفهم كي يتوصّلوا لتأكيد شخصيّتهم، سواء في حقل العلم أو الإجتماع أو الثّقافة والتّحصيل الجامعيّ، وهذا نفتخر به جميعنا، ونطلب من الرّبّ أن يبارك جهود شبابنا الأعزّاء في هذا المضمار.
يجب ألّا ننسى أنّنا أبناء الشّرق الأصليّون ولسنا شعبًا مستوردًا في الّتي الأرض المشّرقيّة حيث أوجدنا الله، بل نحن في أصل تلك الأرض الّتي هي أرض الإنجيل والخلاصّ، أرض الرّبّ يسوع ووالدته مريم العذراء والرّسل".
وهنّأ البطريرك العاملين في الإرساليّة "لما قمتم به مع خادمكم الأب بول وجميع معاونيه. إنّنا نُعرَف بأنّنا مسيحيّون عندما نحبّ بعضنا بعضًا، ونحن أبناء أنطاكية الّتي أسّسها مار بطرس الرّسول، وحيث تلاميذ يسوع وأتباعه وجميع المبشّرين بالإنجيل كانوا يُعرَفون بالمحبّة، ليس لأنّهم كانوا علماء أو مجتهدين أو رجال سياسة وثقافة، لكنّ النّاس كانوا يرون فيهم تلاميذ يسوع، وكانوا يدعونهم مسيحيّين لأنّهم كانوا يحبّون بعضهم بعضًا. هذا ما سمعناه من الإنجيل المقدّس، إنّ دعوتنا الأولى هي المحبّة، وأنتم الشّباب ستسعون جهدكم كي تحصّلوا العلم وتكوّنوا ذواتكم، لكن تذكّروا أنّنا كمسيحيّين نؤدّي الشّهادة الأولى للرّبّ عندما نعيش المحبّة كما علّمنا الرّبّ يسوع بالذّات.
الرّبّ يسوع معلّمنا الإلهيّ الّذي دعانا إلى اتّباعه رغم كلّ ما يعتري حياتنا من صعوبات ومحن، وما نواجهه من تحدّيات يومية"، كي يجعلنا أمناء له على الدّوام، فنتبعه بكلّ فرح وبدون شروط، لأنّ حياتنا هي دعوة إلى السّماء، بشفاعة أمّنا مريم العذراء ومار بولس".