أميركا
26 تموز 2023, 08:45

يونان احتفل بالقدّاس الإلهيّ في رعيّة سيّدة النّجاة- نيوجرسي الّتي أسّسها قبل 37 سنة

تيلي لوميار/ نورسات
في كنيسة سيّدة النّجاة- نيوجرسي، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان بالقدّاس الإلهيّ ظهر الأحد، بعد أن استقبلت فرقة كشّافة الرّعيّة وجماعة فرسان كولومبوس والأخويّات واللّجان والفعاليّات أمام المدخل الخارجيّ للكنيسة.

في خدمة القدّاس، عاونيونان كلّ من مطران أبرشيّة سيّدة النّجاة في الولايات المتّحدة الأميركيّة برنابا يوسف حبش، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، وكاهن الرّعيّة الأب أندراوس حبش، وأمين السّرّ المساعد في البطريركيّة الأب كريم كلش. وشارك في القدّاس السّفير البابويّ والمراقب الدّائم للكرسيّ الرّسوليّ لدى الأمم المتّحدة في نيويورك المطران غابريال كاتشيا، والنّائب البطريركيّ لأبرشيّة شرقيّ الولايات المتّحدة الأميركيّة للكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة المطران ديونيسويس جان قواق، وأمين سرّ المطرانية الأب لوك، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة من الكنائس الشّقيقة، ومن بينهم المونسنيور فيليكس مارسينياك، وفرسان قسطنطين والقدّيس جورج، إضافة إلى جمع غفير من المؤمنين.

وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، وجّه البطريرك يونان "الشّكر إلى سيادة المطران مار برنابا يوسف على كلماته اللّطيفة بالتّرحيب بنا في هذه الكنيسة والرّعيّة الأولى الّتي أسّسناها مع كثيرين منكم أنتم الحاضرين هنا، وكان ذلك منذ ٣٧ سنة. ونحن نرى العديدين منكم هنا مع أولادكم، وهذا ما يجعلنا نفرح ونفتخر بكم جميعًا".

كما شكر "لصاحب السيادة المطران كبريالي كاتشا السّفير البابويّ والمراقب الدّائم في الأمم المتّحدة في نيويورك بالقرب من هنا، فقد كنّا معًا في لبنان في الوقت ذاته لنحو قرابة عشر سنوات، إذ كان سيادته سفيرًا بابويًّا وأنا بطريرك، وبالطّبع لدينا الكثير من الذّكريات الحلوة والمفرحة، وقد أمضينا أوقاتًا كثيرة عملنا فيها معًا للمساهمة في معالجة المشاكل والأزمات في لبنان".

ورحّب بـ"صاحب النّيافة مار ديونوسيوس جان قواق مطران أبرشيّة شرقي الولايات المتّحدة للكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة الشّقيقة، ونشكر كلّ إخوتنا وأصدقائنا المشاركين معنا، وخاصّةً الكهنة، لاسيّما المونسنيور فيليكس صديقنا العزيز منذ سنوات عدّة. ونشكر أيضًا فرسان كولومبوس وفرسان قسطنطين والقدّيس جورج الحاضرين معنا، على حرارة إيمانهم وتعلّقهم بالكنيسة".

وتابع بحسب إعلام البطريركيّة: "سمعنا للتّوّ من رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية، حيث يذكّرنا رسول الأمم أنّنا تبرَّرنا بالمسيح وليس بالنّاموس، والنّاموس كلمة يونانيّة، أيّ الشّريعة، ونحن نعرف أنّ هناك ديانات تستخدم الشّريعة كي ترضي الله. المسيح صُلِبَ لأجلنا، ونحن نتبعه في درب الصّليب كي نصلب ذواتنا من أجله ومن أجل إخوتنا وأخواتنا الّذين نبشّرهم.

إنّ "القدّيس لوقا تكلّم في نصّ الإنجيل الّذي تُلِيَ علينا عن تكثير الخبز والسّمك، مشيرًا قبل ذلك إلى أنّ الرّسل رجعوا فرحين من رسالتهم التّبشيريّة. والتّبشير يعني منح الطّعام الرّوحيّ للنّاس الّذين نُرسَل إليهم، وبعد التّبشير علينا أن نعتني بالطّعام الجسديّ، لذا نجد يسوع يكثّر الخبز والسّمك.

جميعنا أتباع الرّبّ يسوع ورسله وتلاميذه، ودعوتنا كرسل وتلاميذ هي أن نكون شجعانًا، فنبشّر العالم بالمحبّة والحقيقة. لذلك علينا أن نفكّر بمساعدة أولئك المحتاجين والّذين يعانون صعوبات في حياتهم. رسالتنا هي أن نعطي الخبز الرّوحيّ والمادّيّ لأولئك الّذين دُعِينا لتبشيرهم".

وأنهى عظته قائلاً: "الشّكر الجزيل لكم جميعًا على كلّ الجهود الّتي تبذلونها في نشر الإنجيل من حولكم، فالرّبّ يسوع اختار الرّسل، وكان عددهم 12 فقط، وهو عدد قليل جدًّا. ونحن في نيوجرسي- نيويورك، هذه المنطقة الكبيرة والضّخمة، صحيح عددنا صغير، لكن بالاتّكال على نعمة الله ومعونته، سنساهم بمنح القداسة والفرح والحبّ إلى أحبّائنا وإخوتنا وأخواتنا الّذين نعيش بينهم، بشفاعة أمّنا الحبيبة وسيّدتنا مريم العذراء الّتي أعطَتْنا يسوع مخلّصنا، وبشفاعة كلّ قدّيسينا وشهدائنا".

وكان المطران حبش قد ألقى كلمة رحّب فيها بالبطريرك يونان، فقال: "أبانا البطريرك الحبيب، لا أشعر اليوم بالفرح فقط، بل أنا متأثّر جدًّا باستقبال غبطتكم في هذه الرّعيّة الحبيبة والمميّزة، رعيّة سيّدة النّجاة في نيوجرسي، والّتي تدْعُونها أمّ أبرشيّة سيّدة النّجاة، إذ من هذه الرّعيّة انتشرت الأبرشيّة في رعايا متعدّدة في ولايات أميركيّة مختلفة. هذا تاريخ إيمان أبرشيتنا وتاريخ رجائنا، وهذا التّاريخ بدأ مع الأب الموهوب والمتميّز جوزف يونان، والّذي جاء من لبنان دون أن يحمل معه شيئًا سوى الإيمان والرّجاء والمحبّة للكنيسة. إختاره الرّوح القدس وانتقاه ليكون الرّجل والأب والمعلّم للكنيسة، لهذه الجماعة الصّغيرة هنا، هذه الرّعيّة، وأستطيع أن أرى وأقول بأنّها ليست الصّغرى بين الرّعايا، إذ من هذه الرّعيّة منحَنا الرّبّ أبًا عظيمًا ومعلّمًا متميِّزًا، بطريركنا جوزف يونان.

يختزن قلبي الشّعور بالحبّ والفرح لدرجة أنّي لا أستطيع أن أعبّر عن نفسي كي أتكلّم وأعلن الحقيقة عن تاريخ هذه الأبرشيّة، خاصّةً عندما أكون في نيوجرسي. فنيوجرسي هي الكنيسة الأمّ، هذه الكنيسة مهمّة جدًّا، فكما نعرف جميعنا إنّ كلّ شيء بدأ هنا من الصّفر، لكن لا يجب أن نبقى مع الصّفر، بل أن ننمو ونعطي الثّمار بوفرة، كما عمل سيّدنا البطريرك وعلّم. فليس بكثير أن أدعوه بالمعلّم، إذ تعلَّمتُ منه الكثير، علّمني كيف أكون كاهنًا، وكيف أؤمن وأعيش الإيمان، فعندما أتيتُ إلى هنا كنتُ كاهنًا فقيرًا، لا أعرف أحدًا، ولا أتقن أيّة كلمة باللّغة الإنكليزيّة. لكنّي شعرتُ أنّ بجانبي يوجد أخ وصديق حقيقيّ مملوء بالحبّ، وخاصةً بالتّضامن معي. كنتُ أشعر دائمًا بحبّه وتضامنه، فبدأتُ أتبعه وأتشجّع منه كي أقوم بالخدمة. لم تكن لديَّ مواهب ولا معلومات، وكان هو من أعطاني شعلة الإيمان.

أنا الآن لا أمدح غبطته، بل أعطي شهادةً حقيقيّةً عن الشّخص الّذي يستحقّ أن يكون ممدوحًا في الكنيسة، فهو الّذي علّمَنا أن نؤمن بالله، وأن نلتزم ونتعلّق بالكنيسة، وأن ننشر الحبّ في كلّ مكان، وأن نعطي المجد على الدّوام للرّبّ في أيّ مكان كانت لدينا فيه رعايا وإرساليّات سريانيّة كاثوليكيّة.

هلمَّ بسلام وبفرح يا سيّدنا، يا رجل السّلام والفرح. تعرفون جيّدًا كم تحبّكم هذه الرّعيّة وتعتزّ بكم وبأعمالكم، ولا يمكننا أن ننسى جهودكم وأتعابكم الّتي أثمرت أبرشيّة سيّدة النّجاة. ونستطيع أن ندعو اليوم أبرشيّة سيّدة النّجاة عينَ الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة في الغرب، إلى جانب عين الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة الأخرى في الشّرق. فليحفظكم الرّبّ، وليبارككم، وليمنحكم كلّ النّعم والبركات الّتي تحتاجونها للنّفس والجسد كي تتابعوا أداء خدمتكم. أهلاً وسهلاً بكم سيّدنا، وشكرًا لكم جميعًا".

وقبل البركة الختامية، فاجأ البطريرك يونان جميعَ الحاضرين، فمنح، وبإنعام بطريركيّ، الأبَ أندراوس حبش لبس الصّليب المقدّس والخاتم. وقد ألقى الأخير كلمة شكر فيها الله عل كلّ بركة، والبطريرك يونان على كلّ ما خدمة وعمل في هذه الرّعيّة والأبرشيّة

وأكمل: "أودّ أن أشكر غبطتكم على كلّ ما قمتم به من خدمة وعمل في هذه الرّعيّة وهذه الأبرشيّة، مؤكّدًا الصّلاة من أجل أن يمتّعه الرّبّ بالصّحّة والعافية والنّعمة والبركة، ويحفظه أينما كان، في الشّرق أو في بلاد الانتشار. كما سأل يونان صلاته من أجل هذه الرّعّية والأبرشيّة، كي تدوم بالخير والبركة.

هذا وشكر المطران حبش وجميع الحاضرين، واعدًا أن يتابع خدمته بمحبّة وفرح وطاعة للبطريرك يونان وللكنيسة على الدّوام.

بعد البركة الختاميّة، التقى يونان الجميع في لقاء محبّة.