أميركا
15 أيلول 2025, 08:45

يونان احتفل بذكرى سيامته الكهنوتيّة في أمّ المعونة الدّائمة في سان دييغو في إطار زيارته الرّاعويّة

تيلي لوميار/ نورسات
في إطار زيارته الأبويّة الرّاعويّة إلى رعيّة أمّ المعونة الدّائمة في سان دييغو- كاليفورنيا، وفي الذّكرى السّنويّة الرّابعة والخمسين لسيامته الكهنوتيّة، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان بالقدّاس الإلهيّ على مذبح كنيسة أمّ المعونة الدّائمة.

يونان وبعد كلمات الشّكر، تأمّل برسالة مار بولس إلى أهل كورنثوس، وقال: "سمعنا من مار بولس، هذا الرّسول العظيم، في رسالته إلى أهل كورنثوس، وهو الّذي بعدما ظهر له يسوع وتبعه، أصبح رسول الأمم وانطلق يبشّر في كلّ بلدان البحر المتوسّط. فهو يكتب في هذه الرّسالة "صرتُ كلًّا للكلّ"، وأنا نفسي اتّخذتُ هذا القول شعارًا عندما انتُخِبتُ بطريركًا قبل 16 سنة ونصف، حتّى أستطيع أن أخدم الكنيسة من دون تمييز، وأفهم الكلّ، وأحبّ الكلّ كما يحبّ الرّبّ يسوع الخراف الّتي يعرفها بأسمائها. وسعيتُ جهدي، بنعمة الرّبّ، أن أكون الكاهن، ثمّ أوّل مطران على أبرشيّتنا هذه، أبرشيّة سيّدة النّجاة في الولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا، وبعدئذٍ تبعني في خدمتها سيّدنا المطران مار برنابا يوسف حبش الّذي اتّصل بي قبل ساعة من الآن من ميشيغان وهنّأني بذكرى سيامتي الكهنوتيّة الرّابعة والخمسين، أشكره جزيل الشّكر من القلب، وهذه الذّكرى المبارَكة تجعلنا نجدّد ثقتنا بالرّبّ يسوع".

وأضاف: "شاهدنا اليوم على شاشات التّلفاز هذا الخبر المؤلم، حيث أرملة تشارلز كيرك الّذي قُتِلَ يوم الأربعاء أوّل أمس، وتُدعى إيريكا، وهي أمّ لطفلتين صغيرتين، وقد تكلّمت لأوّل مرّة بعد مأساة قتل زوجها، فقالت: أنا أؤمن أنّ زوجي الحبيب سيكون في أحضان المسيح الرّحوم. نعم نحتاج، أحبّاءنا، حتّى في هذا البلد، أن نجدّد إيماننا بالرّبّ يسوع، لا يكفي أن نقول إنّنا نؤمن بالله، فهناك ديانات كثيرة تؤمن بالله، على أنّه القوّة الجبّارة الّتي خلقت وتدبِّر الكون، لكنّنا نتميّز بإيماننا بالرّبّ يسوع المخلّص، إبن الله الّذي تنازل إلينا وفدانا بصليبه وجعلنا أولاد الله.

إنّنا مسرورون وفخورون جدًّا أن نرى شبابنا حاضرين معنا اليوم هنا، نحن نتّكل حقًّا عليكم، أيّها الشّبّان والشّابّات، هذا الجيل الرّائع والمبارك، كي تعتزّوا بالرّبّ يسوع وتتبعوه مهما حدث في حياتكم، وكي تحبّوا الرّبّ كما أحبّ هو كلَّ واحدٍ وواحدةٍ منكم، وتكونوا شهودًا للإرث الّذي تسلّمتموه من كنيستكم في الشّرق، فلا تنسونه أبدًا، ولاسيّما تقاليد أهلكم وحياتهم المثاليّة وتضحياتهم الجمّة من أجلكم، فقد غادروا أرض آبائهم وأجدادكم في الشّرق من أجلكم، كي يوفّروا لكم مستقبلًا أكثر سلاميًّا ومُشرِقًا وواعدًا لحياتكم".

وشدّد- بحسب إعلام البطريركيّة- على أنّ "الكاهن يدعى ليتبع الرّبّ يسوع القائل: أنا اخترتُكم لتنطلقوا، فالكهنوت ليس وظيفة نقدّرها بالشّهادات وبعملنا، وكأنّنا نترقّى لأنّ لدينا الشّهادات أو الإمكانيّات، أكانت علميّة أو إنسانيّة أو مادّيّة. الكهنوت رسالة، والكاهن هو محور الحياة الرّاعويّة، كما نعلم جميعًا. لديكم أبونا الخوراسقف عماد الّذي قدّم كلّ ما يستطيع منذ رسامته الكهنوتيّة منذ حوالي 25 سنة، لا بل كما عرفناه في أوائل التّسعينيّات من القرن الماضي كشمّاس، وهو يسعى لبناء هذه الرّعيّة على أسس مسيحيّة صالحة. ليس أحدٌ منّا كاملًا، لكن علينا أن نقدّر الكاهن الّذي يخدمنا، ونشجّعه كي يستمرّ في خدمته. ليس أحدٌ كاملًا، لكنّنا كلّنا مدعوّون كي نكون تلاميذ الرّبّ يسوع أينما كنّا نعيش لأنّنا مسيحيّون. فلنتذكّر جيّدًا أنّ بطريرك الكنيسة السّريانيّة، سواء الكاثوليكيّة أو الأرثوذكسيّة أو المارونيّة، هو بطريرك أنطاكية، حيث، وللمرّة الأولى، عُرِفَ أتباع الرّبّ يسوع بأنّهم مسيحيّون، لأنّهم كانوا يحبّون بعضهم بعضًا. لذا فالمحبّة هي الّتي تُميِّز أتباعَ الرّبّ يسوع.

الشّكر لكم جميعًا على حضوركم ومشاركتكم في هذا القدّاس، وعلى صلواتكم وأدعيتكم كي يكون بطريرككم ومطرانكم وكاهنكم على الدّوام تلاميذ ورسل الرّبّ يسوع، شاهدين كلّ حين لمحبّته بين المؤمنين".

وكان الخوراسقف عماد حنّا الشّيخ قد توجّه إلى البطريرك يونان بكلمة بنويّة من القلب "بركة الرّعيّة" لمناسبة الاحتفال، مهنّئًا إيّاه، متمنّيًا له العمر المديد.

وبعد القدّاس، تقبّل يونان التّهاني من الحضور في قاعة الكنيسة.

هذا وأقيم على شرفه حفل استقبال في رعيّة أمّ المعونة الدّائمة، مساء الجمعة.

أمّا صباح السّبت، فبارك يونان أطفال التّعليم المسيحيّ في الرّعيّة والمسؤولين والمعلّمين والمعلّمات الّذين قدّموا له شرحًا مسهبًا عن برامجهم ونشاطاتهم في نقل بشرى الإنجيل السّارّة، فيما أدّى الأطفال بالمناسبة باقة من التّرانيم، وسط أجواء من الفرح. 

هذا واحتفل البطريرك يونان يوم الأحد ‎بالقدّاس الإلهيّ بمناسبة عيد الصّليب المقدّس، في كنيسة أمّ المعونة الدائمة في سان دييغو.