لبنان
20 آذار 2023, 09:45

يونان احتفل بعيد مار يوسف في الزّاهريّة- طرابلس

تيلي لوميار/ نورسات
في كنيسة مار يوسف- الزّاهريّة، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان بالقدّاس الإلهيّ احتفالاً بعيد يوسف البارّ في الأحد الخامس من الصّوم وتذكار أعجوبة إحياء إبن أرملة نائين، عاونه فيه القيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، وأمين السّرّ المساعد في البطريركيّة وكاهن رعيّة مار يوسف في طرابلس وإرساليّة العائلة المقدّسة للمهجَّرين العراقيّين في لبنان الأب كريم كلش ومساعده في رعيّة مار يوسف وإرساليّة العائلة المقدّسة الأب طارق خيّاط، والأب سعيد مسّوح قيّم دير الشّرفة وإكليريكيّة سيّدة النّجاة، بحضور رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس وسائر الشّمال للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، وكاهن رعيّة مار أفرام للسّريان الأرثوذكس في طرابلس الخوراسقف سمير حجّار.

وفي عظته بعد الإنجيل المقدّس، أعرب البطريرك يونان عن عميق فرحه وسروره "أن نكون معًا في هذه الكنيسة الجميلة الّتي بُنِيَت لتمجيد اسم الرّبّ القدّوس، والاحتفال بالقدّاس الإلهيّ والأسرار الخلاصيّة، ولكن للظّروف الّتي نعرفها جميعنا، نستخدم هذه الكنيسة لمرّات قليلة، مرّة في الشّهر يأتي الأب كريم كلش أو الأب طارق خيّاط للاحتفال بالقدّاس الإلهيّ مع أبناء هذه الرّعيّة المباركة.

ونوّه إلى أنّ "العيد اليوم معروف، عيد مار يوسف، الرّجل البارّ، كما يقول عنه الإنجيل المقدّس الّذي سمعناه للتّوّ. كان يوسف رجلاً بارًّا، والبرارة، أيّها الأحبّاء، تعني كلّ الفضائل، لأنّ الإنسان البارّ أمام الله هو الّذي يعيش علاقته مع الله بكلّ أبعادها، علاقة تقيّة بنويّة، علاقة ثقة ورجاء ومحبّة، هذا ما يعنيه البارّ بحسب الكتاب المقدّس".

وأشار إلى أنّ "يوسف بقي صامتًا ولم يقل كلمة، حتّى لمّا بقي يسوع في الهيكل، لم يرد يوسف أن يوبّخه، بل أمّه مريم قالت له: ماذا صنعتَ بنا، فنحن كنّا نفتّش عليك منذ ثلاثة أيّام. ونحن نعرف أنّ كلّ ما يوصيه الله ليوسف، لاسيّما على صعيد العناية بمريم ويسوع، يطيعه يوسف بالكامل، حتّى أنّه ينتقل في مشوار بعيد، لا بل في سفرة بعيدة إلى مصر كي يحمي الرّبّ يسوع. ومن هنا نسمّيه "شفيع العائلة المقدّسة وحاميها"، وفي الوقت عينه، بما أنّنا نحن الكنيسة، العائلة الرّوحيّة، مار يوسف هو أيضًا شفيع الكنيسة وحاميها."  

ولفت إلى أنّنا "نعلم، أيّها الأحباء، أنّكم بغالبيّتكم نازحون ومهجَّرون أُرغِمتم على ترك أرضكم في العراق حتّى تنشدوا السّلام والأمن والمستقبل الزّاهر لأولادكم وأحفادكم. نشكركم لأنّكم لا تزالون ثابتين على هذا الإيمان الّذي نقله إليكم آباؤكم وأجدادكم على مدى السّنوات الطّويلة، وتحمّلتم الكثير، وخاصّةً النّزوح والاقتلاع من أرضكم، لأنّكم أُجبِرتُم على ترك أرض آبائكم وأجدادكم في سهل نينوى لقرابة سنتين، وتحمّلتم الكثير، واضطُرِرتم لمغادرة بيوتكم وأملاككم، ومع ذلك بقيتم ثابتين بالإيمان. هذا الأمر يجعلنا نفتخر بكم، ولو أنّنا نعرف أنّكم ستقطعون البحار والمحيطات كي تستطيعوا أن تعيشوا بحرّيّتكم الإيمانيّة وبكرامتكم الإنسانيّة."  

وتضرّع إلى الرّبّ، طالبًا "بحرارة بشفاعة مار يوسف، من أجل الكنيسة، فمار يوسف كان الشّخص الأقرب إلى يسوع ومريم، وهو الّذي كان الرّجل البارّ البسيط، كان نجّارًا، ولم يكن يعيش في قصور الملوك. وبإمكاننا أن نسمّيه أبًا للكنيسة بكلّ مراحلها، لاسيّما اليوم في هذه الأزمنة الصّعبة الّتي تمرّ بها، ليس فقط هنا في لبنان والعراق وسوريا وبلاد الشّرق، بل في العالم كلّه، فالكنيسة تجابه صعوبات وتحدّيات كبيرة". وسأل المؤمنين "أن تبقوا على الدّوام أينما كنتم أمناء للرّبّ يسوع، أبناءً وبناتٍ للكنيسة، فخورين بالتّراث الّذي رضعتم الحليب به، وهو التّراث السّريانيّ، تراث الآباء والأجداد."  

وإختتم ضارعًا "إلى الرّبّ يسوع، بجاه صلاة وشفاعة مار يوسف البارّ، أن يبارككم ويرافقكم دائمًا، وأن يجعل هذا اليوم، يوم الأحد، وكلّ أيّامكم أيّام فرح ورجاء ومحبّة وسلام. ولتشملكم جميعًا نعمته وبركته على الدّوام".  

وقبل البركة الختاميّة، توجّه المونسنيور حبيب مراد بكلمة من القلب عبّر فيها عن "الفرح الكبير أن نجتمع اليوم معًا في هذه الكنيسة المباركة، هذه الكنيسة الرّائعة الّتي هي كنيستنا السّريانيّة الكاثوليكيّة والرّعيّة الوحيدة لنا في لبنان على اسم مار يوسف، يوسف البارّ"، لافتًا إلى أنّنا "بهذه المناسبة نوّد أن نقدّم باسمكم جميعًا التّهاني البنويّة إلى غبطة أبينا البطريرك الّذي هو أب ورأس وراعي كنيستنا السّريانيّة الكاثوليكيّة في لبنان وفي العالم، نهنّئه بعيد شفيعه مار يوسف البارّ، يوسف الرّجل الصّامت، ولكن الّذي بصمته وحكمته دبّر وربّى الرّبّ يسوع. فسيّدنا البطريرك أيضًا بحكمته يدبّر الكنيسة، وهذا التّدبير يُظهِرُ لنا والعالم كلّه، والشّكر لله، الإنجازات الكبرى بالبشر والحجر".

وقدّم المونسنيور حبيب مراد الشّكر للرّبّ يسوع "على هذه النّعمة العظيمة الّتي أعطانا إيّاها منذ 14 سنة براعينا سيّدنا البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان. نهنّئه ونشكره على كلّ دعمه الأبويّ الّذي يقدّمه إلى أبرشيّاتنا ورعايانا وإرساليّاتنا، في لبنان وفي كلّ مكان في العالم، وخاصّةً إلى هذه الرّعيّة هنا في طرابلس، وإلى إخوتنا النّازحين والمهجَّرين من العراق ومن سوريا. نشكر غبطته ونشكر أيضًا حضوركم جميعًا، صاحبَ السّيادة، والآباء الكهنة الأعزّاء، والشّمامسة الإكليريكيّين، والأخت الرّاهبة، والجوقة، وجميع المؤمنين الحاضرين، وباسمكم جميعًا نجدّد التّهاني ونتبادل المعايدة. عيد مبارك على الجميع."

وبعدما منح البطريرك يونان البركة الختاميّة، تقبّل التّهاني من الحضور جميعًا في صالون الرّعيّة، في جوّ من الفرح الرّوحيّ.

بعد القدّاس الاحتفاليّ، استقبل يونان راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف في صالون كنيسة مار يوسف في الزّاهريّة- طرابلس، لبّى بعدها دعوة سويف لزيارة دير مار يوسف للآباء اللّعازريّين في مجدليّا- قضاء زغرتا، شمال لبنان.