العراق
27 تموز 2023, 09:30

يونان متضامنًا مع الكنيسة الكلدانيّة: ليحقّ العدل ويحلّ الوفاق وتغلب المحبّة لما فيه أمن العراق وخير جميع المواطنين

تيلي لوميار/ نورسات
صدر عن أمانة سرّ بطريركيّة السّريان الكاثوليك الأنطاكيّة، بيانًا حول ما أدلى به البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان إزاء ما يجري في الأيّام الأخيرة في العراق، جاء فيها:

"نتابع بحزن وألم ما يجري في الأيّام الأخيرة في العراق، فيما نقوم بزيارات راعويّة إلى مؤمني كنيستنا السّريانيّة الكاثوليكيّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا.

لقد عانت كنيستنا السّريانيّة الكاثوليكية الكثير من جرّاء الأحداث المأساويّة الّتي عصفت بهذا البلد، ولاسيّما مذبحة كاتدرائيّة سيّدة النّجاة في بغداد عام ٢٠١٠، والتّهجير القسريّ والاقتلاع لأبناء شعبنا من الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى عام ٢٠١٤، وسواها. وفي الأيّام الأخيرة تألّمنا كثيرًا لما سمعناه وقرأناه عن الموضوع الّذي تتناقله وسائل التّواصل الاجتماعيّ منذ أيّام عدّة: سحب المرسوم الجمهوريّ من غبطة أخينا البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانيّة في العراق والعالم، مِن قِبَل رئيس الجمهوريّة العراقيّة، واتّهامات متبادلة بين غبطته وحركة بابليون، واستدعاء غبطتِه إلى المحكمة. لقد أثارتْ هذه الأمور استغرابَ الكثيرين داخل العراق وخارجه، ولكنّ الأمر الّذي نأسف له جدًّا هو مغادرة غبطته كرسيه البطريركيّ في بغداد إلى إقليم كوردستان! وقد بات معروفًا لدى الكثيرين أنّ عراق اليوم ليس كما في سنوات سابقة عرفَت الإرهاب والفوضى وتجاهلَت مكوّناتِه الصّغيرة، وبينها المسيحيّون. هناك القانون، وهناك محامون أكفّاء قادرون أن يطالبوا بإحلال العدل.

إنّ واجبنا كرعاة كنسيّين اليوم، أن نبتعد عن شؤون سياسيّة وقضائيّة لسنا مدركين حيثيّاتها ولا تفاصيلها الحقيقيّة، منسجمين مع دعوة قداسة البابا فرنسيس للأساقفة والكهنة إلى الابتعاد عن الشّؤون السّياسيّة، والّتي كرّرها قداسته مرارًا، ومنها على مسامعنا في كلمته لدى لقائه مع الإكليروس في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة في بغداد خلال زيارته التّاريخيّة إلى العراق في شهر آذار عام ٢٠٢١.

لذا فإنّنا نشارك إخوتنا البطاركة ورؤساء الكنائس في الإعراب عن محبّتنا وتضامننا الأخويّين مع الكنيسة الكلدانيّة الشّقيقة في محنتها هذه، ونرفع الصّلاة طالبين الحكمة والمشورة من الرّوح القدس، ليحقّ العدل ويحلّ الوفاق وتغلب المحبّة، لما فيه أمنُ العراق وخير جميع المواطنين ذوي الإرادة الصّالحة. وندعو إلى الاحتكام إلى العقل وعدم الانجراف إلى انفعالات أو تحركّات أو مظاهرات لا تجدي نفعًا، بل تخلق أجواءً مكهرَبةً قد تسبِّب ردودًا عكسيّة.

وإذ نثمّن الجهود الّتي يبذلها فخامة رئيس الجمهوريّة العراقيّة الدكتور عبداللّطيف رشيد لتوطيد دعائم الوئام والاستقرار بين جميع مكوِّنات العراق العزيز، نستذكر بكثير من الشّكر والثّناء اللّقاءين اللّذين جمعانا بفخامته مع إخوتنا أصحاب السّيادة مطارنة كنيستنا في العراق وسائر أنحاء العالم، في شهر شباط المنصرم، وفيهما لمسْنا محبّة فخامته وحنكته ودرايته وروحه الجامعة بين كلّ أطياف الوطن. ونؤكّد على ثقتنا بفخامته وبجميع المسؤولين العراقيّين، الكنسيّين والمدنيّين، كي يسود الحقّ والوئام في العراق بجميع أهله، حفاظًا على الحضور المميَّز والفاعل للمكوِّن المسيحيّ في أرض الرّافدين، وهو مكوِّن أصيل ومؤسِّس في هذا البلد العزيز، وسيبقى فاعلاً ومشاركًا في حياة الوطن. نسأل الله أن يلهم الجميع المسؤولين إلى ما فيه خير الكنيسة والوطن الحبيب".