أميركا
19 آب 2019, 09:45

يونان من كندا: نحن المتّكلين على الله سنبقى نبني كنيسة البشر بعدما بنينا كنيسة الحجر

ترأّس بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ مار اغناطيوس يوسف الثّالث يونان، قدّاس الأحد في كاتدرائيّة مار أفرام السّريانيّ في لافال – مونتريال، كندا، عاونه فيه النّائب البطريركيّ في القدس والأراضي المقدّسة والأردن مار غريغوريوس بطرس ملكي، القيّم البطريركيّ العام وأمين سرّ البطريركيّة الأب حبيب مراد، وكاهن رعيّة مار أفرام في لافال ومونتريال الأب إيلي يشوع، بحضور ومشاركة الأب باسكال قسّيس، وشمامسة الرّعيّة، والجوقة، وحشد من أبناء الرّعيّة. بعد الإنجيل المقدّس، ألقى يونان عظة جاء فيها بحسب إعلام البطريركيّة:

"كلّ مرّة نأتي ونزور رعيّتكم، نعيش فرحًا داخليًّا عميقًا جدًا، لأنّ هذه الرّعيّة المباركة هي أولى رعايانا في أميركا الشّماليّة، ونحن نفتخر أنّ هذه الرّعيّة تمثّل كنيستنا السّريانيّة الكاثوليكيّة الأنطاكيّة بشكل عامّ، فقد تأسّست في السّبعينات من القرن العشرين، واستقبلت المؤمنين المهاجرين، سواء من تركيا ومصر ولبنان وسوريا والعراق".
إنّنا كنيسة شاهدة وشهيدة، لأنّنا سلّمنا أمرنا وآمنّا ووثقنا بالرّبّ يسوع مخلّصنا، ليس الكلّ يفهمون معنى الخلاص الذي تمّمه الرّبّ يسوع، لكنّنا تسلّمنا الإيمان من آبائنا وأجدادنا عبر العصور، ونفتخر أنّنا حافظنا عليه، ولكن وللأسف الشّديد فإنّ الأرض التي وُلِدنا فيها لم تعد تقبلنا، لذلك حصلت موجات الهجرة والتّهجير، ونحن نسلّم أمرنا لله الذي هو وحده يفهم لماذا يتعذّب المسيحيّون في العالم كما تعذّبتم أنتم وتعذّب أهلنا، وكلّ شيء نقبله لأنّنا نريد أن يعيش أولادنا في جوٍّ من الأمان والحرّية والكرامة الإنسانية".
وأضاف: "يجب أن تبقى رعيّتكم رايةً وشعلةً في كنيسة الانتشار في أميركا الشّماليّة، وقد سُمِّيت على اسم مار أفرام، وقدّمت الكثير من المساعدات لإخوتكم وأخواتكم في الشّرق. لقد بنيتم هذه الكنيسة بنعمة إلهيّة، وقد سمعنا من الرّسالة إلى العبرانيّين أنّ البنّاء هو الله، والبنيان هو الكنيسة. ونحن المتّكلين على الله سنبقى نبني كنيسة البشر بعدما بنينا كنيسة الحجر، إن كان في المركز السّريانيّ، وإن كان في هذه الكاتدرائيّة، وإن كان في كنائس أخرى في أقرب فرصة إن شاء الله، كي نبقى مثالاً للآخرين مهما كانت التّحدّيات والصّعوبات، ونحن سنظلّ ننادي أنّ يسوع هو مخلّصنا والصّليب هو رايتنا والعذراء مريم هي أمّنا السّماويّة.
لا يجب أن نفكّر بأنفسنا وبجيلنا فقط، بل بالأجيال الصّاعدة أيضًا، نفكّر بأولادنا ونرافقهم في تنشئتهم، ونفكّر بشكل خاصّ بشبيبتنا التي تحتاج إلى رعاية خاصّة من قِبَلِنا. علينا أن نضحّي بالغالي والنّفيس من أجل أن نرافق شبابنا في طريق الخير وبنيان ذواتهم، وهذا يتطلّب منكم أنتم الأهل أن تكونوا على الدّوام واعين لرسالتكم التّربويّة، وتشاركوا في نشاطات الرّعيّة وفعاليّاتها، كي يستطيع شبابنا أن يعيشوا دعوتهم المسيحيّة بالفرح والثّقة بربّنا، ويتغلّبوا على كلّ الصّعوبات التي يواجهونها في عالم اليوم، وأنتم تعرفون عظمة الصّعوبات والتّحدّيات والتّجارب التي يلاقيها شبابنا".
وإختتم سائلاً "الرّبّ يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا السّيّدة مريم العذراء التي نجدّد اليوم الاحتفال بعيد انتقالها بالنّفس والجسد إلى السّماء، أن يجعلكم على الدّوام تلك الرّعيّة القويّة بالرّجاء والرّاسخة بالإيمان والّشاهدة للمحبّة بين بعضكم، كي نستطيع أن نكمل البناء الذي يطلبه منّا الرّبّ، بناء الكنيسة، كنيسة البشر".