يونان: نسأل الرّبّ أن يقوّي جميع المواطنين ليحافظوا على لبنان
في عظته، رحّب يونان بالخورأسقف عماد حنّا الشّيخ، سائلًا الرّبّ أن يبارك خدمته، متمنّيًا له زيارة موفَّقة إلى لبنان والأردنّ والعراق.
ثمّ توقّف عند الإنيجل وقال: "سمعنا، في ختام الإنجيل، هذه العبارة الرّائعة لأمّنا مريم العذراء: ها أنا أمةٌ للرّبّ، فليكن لي حسب قولك. نعم، سرّ التّجسُّد، تجسُّد كلمة الله يبقى غير مفهومٍ لنا نحن البشر، لكنّنا نؤمن به، ونقبل مشيئة الله "لتكن مشيئتك"، كما نصلّي في الصّلاة الرّبّانيّة".
وأشار إلى أنّ "مار بولس، رسول الأمم، هو من الفرّيسيّين، أعيان اليهود، وكان مطّلعًا على العهد القديم ونبوءات الأنبياء والنّاموس. النّاموس كلمة يونانيّة تعني الشّريعة، الشّريعة الموسويّة. كان بولس يعرف هذه الشّريعة جيّدًا، هو يعتبر هذه الشّريعة الموسويّة مقدّمة لشريعة ابن الله الّذي أتى لخلاصنا، إذ أنّنا أصبحنا أبناء وبنات الله، ولم نعد العبيد الّذين يتمّمون الشّريعة دون أن يفكّروا ويتأمّلوا سرّ خلاصنا بالرّبّ يسوع".
ونوّه إلى أنّ "البشارة، الّتي نعرفها كلّنا، ولا بدّ أنّنا ليس فقط سمعناها، بل نقرأها في إنجيل لوقا، أنّ مريم كانت تهيّئ نفسها بطريقة حقيقةً تقيّة، وربّنا اختارها لتكون والدة الكلمة الأزليّ. لذلك في قانون إيماننا نذكر دائمًا أنّ ابن الله، والّذي هو من جوهر الآب، ومساوٍ للآب، تأنّس ودخل تاريخنا البشريّ بتجسُّده وولادته من مريم العذراء البتول. وهذا ما ردّدناه ونردّده على الدّوام في قانون إيماننا".
وعن الاستقلال قال: "البارحة احتفل لبنان بالعيد الثّاني والثّمانين للاستقلال، وقد وجّهنا بهذه المناسبة رسالة تهنئة إلى فخامة العماد جوزاف عون رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة. واليوم نطلب من الرّبّ أن يقوّي إيماننا، وبشكل خاصّ في لبنان الّذي لا يزال مضطربًا ومتخبّطًا في الكثير من الأزمات، لأنّ هناك قسمًا من اللّبنانيّين يفكّرون أنّهم هم مسؤولون عن لبنان ومصيره، ويخلطون الأمور، ولم نعد نعرف كيف يستطيع لبنان أن يسترجع هويّته وحضارته والوحدة بين أبنائه، هذه الوحدة الّتي تعني المِثال، وتعني أيضًا أنّ لبنان ليس فقط وطنًا لطائفة معيّنة، إنّما هو وطن يجمع الكلّ، دينيًّا، مذهبيًّا وحضاريًّا. لذلك علينا أن نقدّر لبنان كرسالة في منطقتنا، منطقة الشّرق الأوسط، لأنّ في لبنان وحده يحيا المواطنون بمختلَف مكوّناتهم بالمساواة بين الجميع حسب القانون والدّستور. لبنان وحده يفصل الدّين عن الدّولة، لبنان وحده لا يميّز بين المواطنين، فلهم كافّة الحرّيّات، ولو أنّ نظامه لا يزال طائفيًّا حسب توزُّع طوائفه".
وذكّر بأنّه "ليس هناك بلد بين البلدان العربيّة سوى لبنان يقرّ بفصل الدّين عن الدّولة، حيث فيه الجميع متساوون، أكان في إيمانهم أو في مشاركتهم في بناء بلادهم. لذلك نسأل الرّبّ على الدّوام أن يحمينا، ويقوّي جميع المواطنين ليحافظوا على لبنان، لاسيّما، وكما تعلمون، بأنّنا سنستقبل هنا في لبنان، بعد ظهر الأحد القادم في الثّلاثين من تشرين الثّاني الجاري، قداسة البابا لاون الرّابع عشر، والّذي سيبارك لبنان بزيارة رسوليّة هي الأولى لقداسته إلى هذا البلد، وستستمرّ زيارة قداسته أيضًا يومي الإثنين والثّلاثاء ١ و٢ كانون الأوّل القادم، وستتضمّن هذه الزّيارة نشاطات وفعاليّات كنسيّة وروحيّة ومسكونيّة ووطنيّة".
وفي الختام، تضرّع إلى الرّبّ "كي تحمل زيارة الأب الأقدس هذه، لنا السّلام والأمان، فنعزّز رجاءنا، بأنّ لبنان باقٍ لجميع أبنائه وبناته، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة البشارة، وجميع القدّيسين والشّهداء".
