لبنان
10 آذار 2019, 14:18

يونان يحتفل بعيد مار أفرام السّريانيّ بحضور الرّاعي وأفرام الثّاني والعبسيّ

لمناسبة عيد مار أفرام السّريانيّ شفيع الكنيسة السّريانيّة وملفان الكنيسة الجامعة، احتفل بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثّالث يونان بالقدّاس الإلهيّ، مساء السّبت، في كاتدرائيّة سيّدة البشارة-المتحف، بيروت. عاونه لفيف من المطارنة والآباء والكهنة والشّمامسة والرّهبان والرّاهبات، والإكليريكيّين طلاب إكليريكيّة دير سيّدة النجاة – الشّرفة؛ بحضور بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسّريان الأرثوذكس مار اغناطيوس أفرام الثّاني، وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريّة وأورشليم للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ، والسّفير البابويّ في لبنان المطران جوزف سبيتيري، والمطران ماكار أشكريان ممثّلًا كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس آرام الأوّل كيشيشيان، وممثّلو رؤساء الأحزاب، والقيادات العسكريّة، والأسلاك الدّيبلوماسيّة، ورؤساء بلديّات، ومخاتير، وأعضاء المجلس الاستشاريّ البطريركيّ، وأعضاء الجمعيّة الخيريّة، وحشد من فعاليّات الطّائفة وأصدقائها، وحشد المؤمنين. وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك يونان عظةً تحدّث فيها عن القدّيس مار أفرام السّريانيّ، فقال:

"هذا القدّيس العظيم، المنارة التي شعّت في سماء شرقنا، وفاحت عطر قداسة، وصلاة، وروحانيّة، وعلم، وأدب، وثقافة. فأغنى الكنيسة بمؤلّفاته اللّاهوتيّة والأدبيّة وعظاته السّديدة ومثاله في الخدمة المتفانية للجماعة الكنسيّة الموكلة إليه. فهو الشّمّاس أيّ الخادم، ومثال المؤمنين بالصّوم والصّلاة والزّهد والتّفاني البطوليّ حتّى التّسليم الكلّيّ بين يدي الرّبّ، وهو كنّارة الرّوح القدس، وشمس السّريان، الذي نشر بشرى الخلاص قولاً وعملاً، واعتنى بالمرضى والمعوزين والمهجَّرين والغرباء، وهو أوّل من أسّس جوقة للفتيات، وقد رفعه البابا بنديكتوس الخامس عشر إلى درجة ملفان الكنيسة الجامعة عام 1920.


كما أُصلّي من أجل أن يحلّ الرّبّ أمنه وسلامه في بلدان الشّرق المعذَّبة، وأتمنّى للحكومة اللّبنانيّة الجديدة النّجاح في تحقيق تمنّيات الشّعب اللّبنانيّ وتطلّعاته، ومكافحة الفساد، وإجراء الإصلاحات المتوخّاة في البنى والقطاعات، من أجل النّهوض الاقتصاديّ، والذي تؤازرنا به الدّول والمنظّمات الصّديقة من خلال مؤتمرات الدّعم. وأرجو أن تتعزّز الوحدة ويترسّخ التّعاون بين أعضاء الحكومة؛ فيتعالى الجميع عن الخلافات والاتّهامات المتبادلة، ويعملون لما فيه خير البلاد، بروح الدّستور والميثاق والقوانين المرعيّة. فأساس الشّأن العام والعمل السّياسيّ هو خير المواطنين وتأمين مستلزمات الحياة اللّائقة لهم، بغية تثبيتهم في أرضهم، والوقوف في وجه ما يهدّد استمراريّة مسيرة حياتهم في وطنهم.

 

وأُطالب مُجدّدًا مجميع المسؤولين بالعمل الجادّ على تأمين عودة النّازحين السّوريّين إلى ديارهم كي يواصلوا حياتهم بالأمانة لتاريخهم وثقافتهم وحضارتهم، ويحافظوا على حقوقهم؛ خاصةً وأنّ وطننا لبنان لم يعد يحتمل الضّغط الهائل الذي يُسبّبه وجودهم على اقتصاده ومعيشة مواطنيه. وأُناشد المجتمع الدّوليّ بوجوب الفصل بين الحلّ السّياسيّ في سوريا وعودة النّازحين إليه، كيلا تتكرّر مأساة اللّاجئين الفلسطينيّين الذين لا يزالون بانتظار الحلّ السّياسيّ منذ أكثر من سبعين سنة.

أمّا عن دور السّريان في لبنان، فهم يلعبون دورًا رياديًّا بارزًا في إغناء ثقافة هذا البلد وتاريخه وحضارته برفده برجالات علم وثقافة، اضطّلعوا بمسيرته وصنع هويّته. إنّ السّريان مكوّن أصيل ومؤسّس في وطننا لبنان، وقد قدّموا الغالي والنّفيس في سبيل تقدّمه وازدهاره، ولهم الحقّ بأن يتمثّلوا في مختلف مرافق الدّولة ومؤسّساتها المدنيّة والإداريّة والقضائيّة والعسكريّة."