آمنت بالمسيح فاستشهدت في سبيله...
عاشت القدّيسة أنسطاسيا في مدينة رومية، أيّام الامبراطورين داكيوس وفاليريانوس، تعرّفت على المسيح من خلال التّعاليم المسيحيّة فوجدت نفسها متعلّقة فيه ونذرت حياتها من أجله.
أنفقت أنسطاسيا أموالها على المسيحيّين المسجونين من أجل إيمانهم، ووزّعت الباقي على الفقراء، ثم اعتزلت في بيت صغير أسّسته مع مجموعة من العذارى تحت رعاية امرأة فاضلة كانت تدعى صوفيّا.
ذاع صيت هذه القدّيسة في أرجاء المدينة لجمالها السّاحر، فما كان من الامبراطور إلّا أن أرسل جنوده للإتيان بها.
كانت أنسطاسيا تبلغ العشرين من عمرها عندما وقفت أمام الوالي بهيّة الطّلعة، هادئة النّفس، حتّى عندما استجوبها عن سبب عدم تنكّرها للآلهة ومحاولة تملّقها، فأتى جواب أنسطاسيا مليئًا بالإيمان والثّقة: "عريسي وثروتي وحياتي وسعادتي هو سيّدي وإلهي الرّبّ يسوع المسيح، ولن تستطيع أن تجعلني أتخلّى عنه بتملّقك، أنا مستعدّة لأن أموت من أجل سيّدي، ليس مرّةً واحدة فقط، بل آلاف المرّات".
غضب الوالي غضبًا شديدًا وأسلمها، إذ ذاك، للمعذّبين فلم تُبد علامة من الخوف، بالرّغم من جلدها وتعذيبها، بأسوأ الطّرق وأكثرها مرارة لتسقط شهيدة في سبيل المسيح.
في ذكرى هذه القدّيسة الجميلة، نصلّي اليوم لنتمسّك بإيماننا بالمسيح ونتحلّى بجمال النّفس والرّوح.