"أُنْظُرُوا إِلى يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ، فَإِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي، وٱنْظُرُوا، فإِنَّ الرُّوحَ لا لَحْمَ لَهُ وَلا عِظَامَ كَمَا تَرَوْنَ لِي!"
أبداً. صحيح أنّ يسوع صعد إلى أبيه ولكنّه لم يتركنا وحيدين فجعل لنا الرّوح الّذي انبثق من حبّ الآب وعظمة قيامته لتكون لنا الحياة بوفرة، ولمّا تكون لنا الحياة بوفرة نكون قادرين على بناء علاقة مع الله، لأنّه مصدر كلّ حياة وأساس كلّ طاقة، به وبنعمة الرّوح نكون بارتباط عميقٍ وحميمٍ معه، هو خالق الحياة، هو الّذي أعطانا نعمة النّظر بدون أن ننظر وأن نتحسّسه بدون أن نلمسه وأن نسمعه بدون صوت لأنّ صوته هو صوتٌ داخليٌّ موجودٌ في عمق داخليّ، صوت ينادينا من الأعماق ويدعونا لاختباره وإدراكه في حياةٍ داخليّة صامتة متأمّلة فندرك أنّنا مدعوّون للنّظر أبعد من الّلّحم والعظام، وأعلى من التّراب والأرض نحن مدعوّون للإبحار كمسافرين إلى عالمٍ يكون فيه الله هو الكلّ في الكلّ، عالمٌ يندثر فيه الموت وتغلب فيه الحياة.