09 تشرين الثاني 2014, 22:00
"اديان" اختتمت مشروع مواطنون من أجل الوحدة والسلام
(وطنية) اختتمت اليوم مؤسسة "أديان" مشروع "مواطنون من أجل الوحدة والسلام" في احتفال في فندق "هيلتون"، برعاية وزير الداخلية ممثلا بالدكتور خليل جبارة، وحضور محافظ عكار عماد لبكي، مدير جمعية خدمات الايمان الكاثوليكية في لبنان دافيد برنوكي ممثلا بالسيد سيدريك شقير، رئيس مؤسسة "أديان" الاب فادي ضو وعدد من رؤساء البلديات والفاعليات الروحية وفاعليات المجتمع المدني.
بداية النشيد الوطني ثم كلمة مديرة المشروع الدكتورة نايلا طبارة التي تحدثت عن ان "أهمية هذا المشروع تقع في 3 نقاط، اولا، نفذ بالتعاون والشراكة مع البلديات والمؤسسات الاهلية العاملة في مجال التوعية على المواطنة وبناء قدرات الشباب في كافة المناطق اللبنانية، فكان مجهودا مشتركا مفعلا الغنى المنبثق من التعاون. ثانيا، انه مبني على طاقة الشباب اللبناني وعلى التفاعل البناء بينهم وعلى حسهم بالمسؤولية العامة وإيمانهم بقدراتهم الخاصة والمشتركة. ثالثا يقدم في جميع مكوناته أملا وإشراقة يأتيان من أسس ومبادىء جامعة في زمن طغيان العتمة واليأس، ومن حوار حقيقي بين ابناء الوطن في زمن التقوقع والعصبية، فكانت مكونات هذا المشروع".
وتابعت: "أولا، العمل مع مجموعة من المتخصصين على دليل للتدريب على المواطنة الحاضنة للتنوع في لبنان بهدف رسم رؤية مشتركة بين اللبنانيين وأساس متين لترميم ما تصدع من الوحدة الوطنية وثقافة العيش معا، وتمتين البناء لكي يصمد في مواجهة عواصف التطرف والطائفية. وينطلق مفهوم المواطنة الحاضنة للتنوع من الإيمان بان التنوع الديني والثقافي في لبنان هو فرصة لإثراء الهوية الوطنية الجامعة وتحفيز الالتزام الوطني وليس مصدرا للتشرذم والصراعات وأداة لتفتيت النسيج الاجتماعي. كما ينطلق من الإيمان بضرورة تفعيل الميثاقية الدستورية من خلال التزام كل مواطن لبناني قيم المواطنة القائمة على التفاعل المستمر والشراكة المثمرة بين كافة مكونات المجتمع. فيمثل هذا المفهوم رؤية مشتركة للوطن تضمن للجميع حقهم بالوجود والتعبير والتفاعل والمشاركة بالتساوي على مبادىء وأسس واضحة وثابتة وعلى قيم سياسية واجتماعية مشتركة. فكان هذا الدليل، الذي بين أيديكم، متضمنا توضيحا لمفهوم المواطنة الحاضنة للتنوع في لبنان وأسسه الفكرية والتاريخية والميثاقية كما متضمنا للمفاهيم المتعلقة به لا سيما مسألة الهوية الوطنية المشتركة والانتماءات المتعددة".
أضافت: "الى جانب هذا البعد المفاهيمي تضمن الدليل الانشطة لاستعمالها في المنهجيات والكفايات للمدرب الا ان الدليل لم يكتمل قبل المرحلة الثانية من المشروع. فقامت هذه المرحلة الثانية على تمكين مدربين شباب من البلديات ومؤسسات المجتمع المدني من مختلف المحافظات ليصبحوا روادا للمواطنة الحاضنة للتنوع وليقوموا بدورهم بحلقات تدريب في مناطقهم، معززين انتماءهم الفاعل والمسؤول الى الوطن والى الهوية الوطنية المشتركة".
وقالت: "تجمع تدريب المدربين عشرين ناشطا وناشطة من المؤسسات والبلديات والمناطق كجمعية حوار الحياة والمصالحة (بيروت)، جمعية اوبيرج بيتي وحركة لبنان الرسالة وبلدية كفرذبيان (كسروان)، جمعية USPEAK بعلبك ، جمعية مبادرات شبابية (مجدل عنجر) جمعية الحداثة (عكار)، جمعية UTOPIA (طرابلس)، جمعية الرسالة الزرقاء وجمعية التعليم من أجل لبنان وبلدية صيدا (صيدا)، جمعية DAYS (النبطية). ومن خلال 25 ساعة من التدريب المكثف، تمكن المشاركون من المفاهيم الاساسية ومن التقنيات والكفايات المرجوة، وزادوا عليها بإبداعاتهم الخاصة وتعليقاتهم التي أدرجت في الدليل التدريبي، جاعلة منه عملا تشاركيا تفاعليا".
وختمت: "وأتت المرحلة الثالثة حيث قام المتدربون بدورهم بحلقات تدريبية في مناطقهم بالتعاون مع مؤسساتهم وبلدياتهم طالت 130 شخصا".
شقير
ثم ألقى شقير كلمة قال فيها: "نحن جميعا جزء من عائلة انسانية واحدة، بغض النظر عن اختلافاتنا العرفية الوطنية الدينية الاقتصادية والايديولوجية، لذلك فان برامج ال "سي.ر.س" تخدم الاشخاص على اساس الحاجة فقط فالاختلاف هو تنوع والتنوع هو حجر الاساس لبناء أي مواطنة تتبع النهج التشاركي. نأمل اليوم، من خلال هذا المشروع ومن خلال الشراكة مع مؤسسة اديان، ان نساهم مع الشباب اللبناني في تعزيز مفهوم المواطنة وبناء هوية تحترم وتصون كرامة كل فرد من افراد المجتمع".
وختم: "أود ان اشكر واهنىء القادة الشباب الذين شاركوا في انجاح هذا المشروع فهم شعلة الامل لمستقبل اكثر اشراقا في لبنان والمنطقة".
تبع ذلك فيلم قصير عن المشروع وتنفيذه في المناطق.
معوشي
ثم كانت كلمة المتخرجين ألقتها المدربة فيلومين معوشي قالت فيها: "من خلال هذا التدريب، ادركنا ان كل فرد منا بما يحمله من تنوع وتميز على الصعد كافة شخصية دينية ثقافية واجتماعية، هو ركن اساسي من اركان هذا المجتمع ودعامة من دعائم قيام لبنان واستمراره، ايمانا منا بأهمية تبني مفهوم المواطنة الحاضنة للتنوع الثقافي، من اجل تحديد معالم الهوية الوطنية المشتركة من دون هيمنة مجموعة على الاخرى، ولكي لا يبقى هذا المفهوم مجرد شعارات وخطابات قمنا كمدربين بنشره في مناطقنا المختلفة من خلال ورشات عمل تدريبية حضرتها مجموعة من الشبان والشابات المتميزين في انتماءاتهم الاجتماعية الدينية السياسية والثقافية.
ضو
ثم ألقى ضو كلمة قال فيها: "يتزامن احتفالنا اليوم بتخرج دفعة من المدربين على المواطنة الحاضنة للتنوع في لبنان مع الاحتفالات بالذكرى 25 لسقوط جدار برلين. أرى في هذا التزامن اكثر من عبرة. العبرة الاولى، هي بان الحياة تتجه دوما نحو الحرية والوحدة والسلام مهما ارتفعت بوجهها العوائق والتحديات بالجدار الذي قسم العالم الى شطرين لاكثر من اربعين سنة، ومع جبروت القوى العظمى التي كانت تقف وراءه من كل جهة، لم يصمد امام عزيمة المواطنين وتوقهم الى الحرية، في ذلك رسالة امل بقدرته على هدم الجدران التي تمنع قيامة لبنان من ازماته المتعددة التي اصبحت اليوم مهددة لكيانه".
أضاف: "العبرة الثانية، هي بانتصار الديمقراطية على الاستبداد وبان حياة الدول وانظمتها ترتبط بتبنيها مسارا ديمقراطيا يسمح للمواطنين المشاركة الكاملة والداعمة في ادارة شؤونهم العامة ومحاسبة من يمثلونهم في السلطة السياسية، أخجل امام التاريخ والعالم عندما تفكر بذلك وانظر الى حالة الديمقراطية في بلدنا التي تخشى عليها من السقوط وهي بحالة خطيرة من الهشاشة منعت تحقيق ابسط آلياتها وهي تداول السلطة والمحافظة على سيادة الشعب، ماذا نقول اليوم لمن يحتفلون بسقوط جدار برلين ونحن في وطن عجز عن انتخاب رئيس للجمهورية وعن اقامة انتخابات نيابية، اختصر واقول بان هذا العجز لا يمثلنا انه عجز السياسيين آملا الا يمتد على الشعب فيصبح بدوره عاجزا عن محاسبتهم واستعادة سيادته منهم فلا سيادة لوطن تغتصب فيه سيادة شعبه".
وتابع: "العبرة الثالثة هي ان الجدران الخارجية لا تسقط الا اذا سقطت داخل نفوسنا الجدران التي سمحت بقيامها لذلك ادعوكم ايها المدربون على المواطنة الحاضنة للتنوع ان تتاكدوا من سقوط او اسقاط ثلاثة جدران من داخلكم جدار الخوف لانه السبب الرئيسي لاستبداد المتسطلين على اناس يشعرون انهم بحاجة الى حماية بعضهم من بعض وجدار الجهل لانه يجعل منكم ألعوبة بيد من يريد ان يأخذكم بالاتجاهات الخاطئة التي تخدم مصالحه وجدار الخنوع او الاستسلام لانه يفقدكم كرامتكم كمواطنين وتصبحون رعايا تكتفون بما يلقى لكم من فتات حقوقكم".
جبارة
أما جبارة فأكد "أهمية المواطنة والتمسك بها في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة"، مشددا على "ضرورة ان يقوم الشباب بدوره".
وأكد ان "الوزارة فخورة بهذا المشروع وضرورة دعمها له ولكل المشاريع"، داعيا الجميع إلى "مزيد من المشاركة في هذه المشاريع التي تبني الوطن وتربي مواطنا يعرف واجباته وحقوقه على المستويات كافة".
أخيرا وزعت الشهادات على المدربين.