لبنان
20 حزيران 2024, 11:50

"الصحافة ليست مهنة، هي رسالة سامية": المطران إبراهيم مخايل إبراهيم

تيلي لوميار/ نورسات
نظّمت اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، في إطار نشر رسالة البابا فرنسيس حول وسائل التواصل الاجتماعيّ، لقاء لإعلاميي زحلة والجوار في مطرانيّة سيّدة النجاة في زحلة باستضافة المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، في حضور الأمّ ندى طانيوس، نائبة رئيس اللجنة، والمونسنيور عبدو أبو كسم، مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام، وممثّلي وسائل الإعلام العاملين في زحلة والجوار.

 

شدّد المطران إبرهيم في كلمته التي رحّب من خلالها بالحضور، على دور الإعلام في نشر رسالة المحبّة والسلام قائلًا: "نرحّب بكم جميعًا في مطرانيّة سيّدة النجاة، هذا الصرح الدينيّ والوطنيّ العريق، الذي يعكس تاريخ الوجود المسيحيّ المؤسّس في هذا البقاع الغالي، للعيش الواحد وروح التلاقي والتعاون والإخاء بين المكوّنات البقاعيّة الدينيّة المتنوّعة.

نلتقي اليوم لنؤكّد أهمّيّة الإعلام ودوره الحيويّ في حياتنا المعاصرة. الإعلام الكاثوليكيّ، بشكل خاصّ، يلعب دورًا محوريًّا في نقل رسالة الكنيسة وتعاليمها إلى أوسع نطاق، ويساهم في تعزيز قيم الحقّ والعدالة والمحبّة والسلام في مجتمعاتنا."

وأضاف المطران إبراهيم قائلًا: "الصحافة ليست مجرّد مهنة، بل هي رسالة سامية تتطلّب التزامًا دائمًا بالمهنيّة والأخلاقيّة. أنتم الأعين التي ترى الأحداث وتنقلها، والأصوات التي تعبّر عن معاناة الناس وآمالهم. أنتم حرّاس للحقيقة، وناقلين للوقائع بأمانة وصدق. فالكلمة التي تكتبونها والصورة التي تنقلونها تحمل تأثيرًا كبيرًا في تشكيل الرأي العامّ وتوجيهه نحو الخير".

أردف قائلًا في هذا السياق: "نودّ أن نشدّد على المناقبيّة الإعلاميّة التي تتطلّب منكم التحلّي بأعلى درجات النزاهة والموضوعيّة. يكفينا ما نراه اليوم من كوارث في لبنان بسبب الإعلام المأجور والمُرتهن، في حين أنّ الصحافة الحقيقيّة التي تمثّلون هي التي تلتزم بالحقائق من دون تحيّز، وتنقل الأحداث بموضوعيّة تامّة. إنّ مسؤوليّتكم تجاه المجتمع كبيرة، لأنّكم تشكّلون ضمير الأمّة وتعكسون نبض الشارع واهتمامات الناس".

تابع المطران إبراهيم قال: "كما نودّ أنْ نؤكّد أهمّيّة التعاون بين المؤسّسات الإعلاميّة والكنيسة، لأنّنا نؤمن بأنّ الإعلام يمكن أنْ يكون شريكًا قويًّا في تحقيق رسالتنا الروحيّة والاجتماعيّة. نأمل أن يكون هذا اللقاء مدماكًا أساسيًّا إضافيًّا لتعاون مثمر وبنّاء، يسهم في تعزيز التواصل والفهم المتبادل بين الكنيسة ووسائل الإعلام."

وختم المطران إبراهيم بالقول: "لا يسعني إلّا أن أعرب عن شكري وتقديري لكلّ واحد منكم على حضوره ومشاركته. أنتم تمثّلون قوّة إيجابيّة في المجتمع، ونعوّل عليكم في نقل رسالتنا ودعم جهودنا في خدمة الإنسان والمجتمع. شكرًا لكم على تفانيكم وإخلاصكم، ونسأل الله أن يوفّقكم في مهامكم وأن يسدّد خطاكم في كلّ عملٍ نبيلٍ تقومون به".

 

كانت للمونسنيور أبو كسم كلمة شرح فيها سبب زيارة زحلة وتطرّق إلى التحدّيات التي تواجه الإعلاميّين في الظروف الصعبة وأعلن عن النيّة لإقامة اليوم العالميّ للإعلام السنة المقبلة في زحلة بالتعاون مع الجميع ليكون يومًا مميّزًا بالمشاركة في التحضير.  

ثمّ تطرقت الأمّ ندى طانيوس الرئيسة العامّة للراهبات الباسيليّات الشويريّات، نائبة رئيس اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام إلى موضوع الذكاء الاصطناعيّ فاعتبرته سيف ذو حدّين: "إذا أحسنّا استمعاله لأهداف الخير نكون قد نجحنا، وإذا استعلمناه بشكل خاطئ ومسيء نكون قد فشلنا".  

كما أخبرت عن المشروع المعروف بـ"طاولة يوحنّا الرحيم". هذا نشاطٌ إنسانيّ أسّسه المطران عصام يوحنّا درويش عام 2015 وهو عبارة عن مطعم يقدّم وجبات مجّانيّة ساخنة لألف وأربعمئة شخص يوميًّا خمسة أيّام في الأسبوع، للمحتاجين في زحلة والجوار، من دون أي تمييز من أي نوع كان. ولفتت إلى أنّ القدّيس يوحنّا الرحيم كرّس حياته للفقراء وكان عهد أن يسمّي الفقراء "أسياد المدينة" إيمانًا منه بأنّهم إخوة المسيح. وإلى هذ "الطاولة" دعت الأمّ طانيوس الجميع لتناول الغذاء.