العراق
18 حزيران 2024, 12:40

"الكهنوت ليس مقاولة، أو بيزنيس بمنطق الربح والخسارة": البطريرك ساكو

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه البطريرك الكردينال روفائيل لويس ساكو كلمة حمّلها تهنئة قلبيّة إلى الشمامسة الذين يستعدّون لنوال درجة الكهنوت المقدّسة الشهر المقبل في أرجاء البطريركيّة الكلدانيّة في العراق، وإيران وفرنسا، وفق الموقع الرسميّ للكنيسة الكلدانيّة.

 

يقول البطريرك في كلمته: "إحدى اللحظات الأكثر تأثّرًا في الرسامة الكهنوتيّة، هي عندما أدعو الشاب المتقدّم لنيل سرّ الكهنوت، فيُجيب: "هاءَنَذا". هذا تعبير عن حبّه للربّ بشغف، واتّباعه إيّاه بأمانة. وقصُّ خصلةٍ من شعر رأسه، رمز للفرز، يتبع ركعة سجود في نهاية كلّ مزمور وترتيلة كإعلان حرّ عن أنّه خادم الربّ، بولاء مطلق، والتمسّك بالطاعة له، وأنّه لن يتنازل عنه من أجل منصب، أو صداقة دنيويّة، أو مالٍ، كما فعل يهوذا الإسخريوطيّ!"

قال البطريرك ساكو: "الكهنوت دعوة ربّانيّة لتكريس الذات للربّ، تأخذ كلّ كيان الكاهن: فكره وقلبه ومشاعره واهتمامه، وليس مقاولةً اقتصاديّة أو بيزنس بمنطق الربح والخسارة. الكهنوت ميثاق أبديّ! من يريد أن يكون كاهنًا حقًّا، عليه أن يتحلّى بالشجاعة ليبرز ذلك في حياته".

تابع البطريرك: "تهدف دعوة الكاهن إلى إعلان كلمة الله التي لا تزال تحمل معنى للناس اليوم، بالتعليم اللاهوتيّ القويم، والوعظ والكتابة وشهادة الحياة. يسعى الكاهن طوال حياته إلى أن تسكنه الكلمة ليحملها بقوّتها وزخمها إلى البشر إخوته، نورًا ورجاءً، وتعزيةً في الأوقات الصعبة".

وأضاف: "الكاهن مدعوّ إلى أن يكون مثال المسيح على الأرض، بالتخلّي عن الذات، ومتميّزًا بسلطة الخدمة، بقلب رحوم وأياد مفتوحة، مجسّدًا الإفخارستيّا التي يحتفل بها كلّ يوم فيعزّز إيمان الناس ويرسّخ ثقتهم فيه".  

وقال أيضًا: "هذه الدعوة لا يعيشها الكاهن (هكذا الأسقف) بحسب اختياراته الشخصيّة ومزاجيّاته، فيفصّل الكهنوت على مقاسه كما يفعل البعض، إنّما ضمن توجيهات الكنيسة ورعايتها، يعمل ويتصرّف ككاهن للمسيح في الكنيسة. أولئك الذين يتناقض تصرّفهم وكلامهم مع رسالتهم، ليسوا الشجرة الطيّبة التي تعطي ثمارًا طيّبة (متى7/17)".

"وهنا"، تابع البطريرك ساكو، "أؤكّد أهمّيّة التجديد بنظرة ناقدة للأصيل والدخيل، لأنْ من دون التجديد سنفقد الارتكاز على إيماننا والتواصل مع مجتمعنا وسط التحوّلات الحاليّة المتسارعة".

أضاف البطريرك قال: "ليكن المسيح مثالًا لنا جميعًا. لنتعرّف عليه بشغف ونحبّه، ونصير تلاميذه ونتمثّل به. لهذا السبب، استرجعنا في رتبة الرسامة الكهنوتيّة مسح يدي المرشّح بزيت الميرون، أي للامتلاء من روح الله، ليكون ]مسيحًا[. إنّنا سنعيش معه بشكل يوميّ، ونتقاسم تفاصيل حياتنا معه. تكفي نظرة يقظة إلى المسيح، حتّى يهتدي الكاهن إليه في وقت الصعوبات، لأن الكهنوت ليس طريقًا مفروشًا بالزهور ولا نهرًا من السعادة!"

ختم البطريرك ساكو كلمته قائلًا: "الكاهن هو رجل الصلاة الشخصيّة والليتورجيّة الجماعيّة المعدّة والمنسجمة وهي في صلب دعوته. حافظوا على الشعلة بأمانة وسخاء وحماسة. لا نقدر أن نكبر من دون الالتزام بهذه العلاقة، وهذا الحبّ وهذه الصلاة. إخوتي، تمسّكوا بالشفافيّة تجاه المال، فأنتم ]لن تقدروا أن تعبدوا الله والمال[ "(لوقا 16/13).