" حضوركم مؤشّر رسوليّ على وضع خير كنيستنا وشعبنا أوّلًا": البطريرك ساكو
إنطلقت أعمال سينودس الكنيسة الكلدانيّة، تمّوز 2024، في المقرّ البطريركيّ في المنصور-بغداد، برئاسة البطريرك لويس روفائيل ساكو الذي كانت له كلمة أولى شكر فيها الأساقفة الحاضرين وسط تحدّياتٍ كنسيّة حسّاسة وظروفٍ اجتماعيّة وسياسيّة وأمنيّة معقّدة، وشكر الله على منحه القوّة والحكمة والإصرار في مواجهة أزمة سحب المرسوم، وتوجّه بالشكر إلى كلّ من سانده في الأزمة ووقف مع الكنيسة وصلّى وأتت صلاته حصنًا حاميًا لها...وشكر، مرّةً جديدة، محمّد شيّاع السودانيّ، رئيس الوزراء العراقيّ على "مبادرته الشجاعة في إرجاع الحقّ إلى كنيستنا بإصدار أمر ديوانيّ في تأكيد تسمية البطريرك متولّيًا على أوقافها".
قال البطريرك ساكو: "نلمسُ في حضورِكم المجمعَ السنويّ الدوريّ، جملة مؤشّرات رسوليّة منها وضع خير كنيستنا وشعبنا فوق الاعتبارات كلّها، بعيدًا عمّا يطفو على الساحة من مهاترات وانتقادات لا تطابق الواقع. إنّ عهد الربّ بنا وكذلك المؤمنين، أن يفكّر كلّ أسقف، وكلّنا معًا بطريقة مسؤولة في الإسهام بتقدّم كنيستنا وبلدنا. نحن مدعوّون إلى تحمّل مسؤوليّاتنا الكنسيّة والإنسانيّة والوطنيّة، إزاء تحدّيات المجتمع العميقة والتحوّلات المتسارعة في البلاد وفي العالم. ومن ثمّ يأتي حرصنا على ألّا نُضيِّع الوقت في تجاذبات جانبيّة، تستهدف سمعة كنيستنا ومكانتها، وتشوّه شهادتنا. كيف لا وإنّ "ساعتنا" ما هي إلّا ساعة الأمانة والحقّ، في الخدمة والعطاء بمحبّة وسخاء وتناغم".
أضاف البطريرك: "من صميم دعوتنا، أن ننفتح على ما يحصل في الكنيسة ونتابع التطوّرات، ولا نكتفي بمعلوماتنا الدراسيّة السابقة. العالم الذي نعيش فيه اليوم، يختلف عن العالم الذي ولدنا فيه، وترعرعنا ودرسنا، كما سيختلف بشكل متزايد بالنسبة إلى الأجيال المقبلة. تقدُّم الكنيسة والمجتمع مرتبط بالحداثة، ولا تقدّم من دونها. طبيعيّ أن يطرح كلّ واحد رأيه، لكن مع مبدأ الالتزام باللياقة وبرأي الغالبيّة، والسعي للسير معًا نحو ملء الشركة، ومن ثمّ نتجاوز رغباتنا الشخصيّة بمحبّة وحكمة وتواضع. هذا العمل الكنسيّ الجماعيّ يتقدّم عندما نقوم به، متّحدين، ومصغين إلى نداء الروح القدس في داخلنا".
ثمّ قال البطريرك ساكو إنّ "الوحدة قوّة عندما تنبع عن وعي واحترام وجهة نظر الآخر وعندما تصبّ في الخير العامّ، هي وحدة تتعزّز بالإصغاء والصلاة، وتقوم على الحقيقة فتعكس مصداقيّتنا، وترسّخ ثقة الناس بنا. فد توجد المشاكل لا محالة، لكنّها تعالج من خلال السينودس وبأسلوب الحوار المسؤول والصادق وليس أسلوب المقاطعة".
ختم البطريرك كلمته مقتبسًا فقرة من خطاب البابا فرنسيس مؤخّرًا عند لقائه بجماعة رواكو عندما ألحّ بالطلب من الجماعة المذكورة "أن تستمرّ في دعم الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة، في هذه الأوقات المأساويّة، لكي تكون متجذّرة بقوّة في الإنجيل. كونوا حافزًا لكي يصغي الإكليروس والمكرّسون دائمًا إلى صرخة شعبهم، ويُعجبوا بالإيمان، واضعين الإنجيل قبل الخلافات والمصالح الشخصيّة، لكي يكونوا متّحدين في تعزيز الخير، لأنّنا جميعًا في الكنيسة ننتمي إلى المسيح".