ثقافة ومجتمع
26 نيسان 2016, 14:04

"دور الصّحافة في تنمية المجتمعات" في الذّكرى المئويّة لاستشهاد الصّحافيّين

ماريلين صليبي
لمانسبة الذّكرى العاشرة لتأسيس فرع الصّحافة والتّواصل واحتفالًا بالذّكرى المئويّة لاستشهاد الصّحافيّين اللّبنانيّين (1916-2016)، نظّمت كلّيّة الآداب، فرع الصّحافة والتّواصل في جامعة الرّوح القدس-الكسليك يوم أمس الإثنين محاضرة بعنوان "دور الصّحافة في تنمية المجتمعات" حضرها لفيف من المسؤولين والقيّمين والأساتذة والطّلّاب.

افتُتحت المحاضرة بكلمة نائب مدير الجامعة وعميد كلّيّة الآداب الأب كرم رزق الذي وصف الصّحافة بالرّسالة لا المهنة ولا الوظيفة مشدّدًا على الصّفات الأساسيّة التي يجب أن يتمتّع بها الصّحافيّ النّاجح من نزاهة وقرب من الحقيقة وثقافة وتلبية الواجب ونقل الخبر اليقين والبعد عن التّفسيد وتوجيه الرّأي العامّ للسّير نحو السّيادة والإستقلال.

وعُرضت تقارير فيديو من إعداد طلّاب الصّحافة والتّواصل تتناول نبذة عن حياة كلّ من جبران تويني، سليم اللّوزي وسمير قصير.

وبعدها، استهلَّت مديرة المحاضرة ميرنا أبو زيد الكلام مشددة على أهمّيّة حبّ الصّحافيّ لوطنه لبنان ومشاركته بإعادة بنائه، تاركة المنبر لمدير تحرير مجلّة "Magazine" بول خليفة الذي أعطى عن الصّحافة صورة واقعيّة متشائمة نوعًا ما: 

إذ قال إنّ الصّحافة مهنة الحرّيّة، حرّيّة الرّأي والتّعبير، وهي أداة للتّغيير كونها مهنة ذات سلطة وسيطرة؛ من هنا الطّباق بين مبدأ الحرّيّة ومبدأ السّيطرة. الصّحافة، بحسب خليفة، هي الإبلاغ بحرّيّة مع احترام التّعدّديّة، مستذكرًا هنا كلام مارغريت تاتشر القائلة إنّ الصّحافيّ يدافع عن العالم ويعرض الحقائق بوضوح.

وتطرّق خليفة إلى وسائل التّواصل الإجتماعيّ التي لعبت دورًا مهمًّا في الآونة الأخيرة بالانقلاب على السّياسات الدّكتاتوريّة خصوصًا في ما سُمّي بـ"الرّبيع العربيّ". وتلعب وسائل التّواصل الإجتماعيّ دورًا في عمليّة "خلق النّجوم"، أي أشخاص يتمثّل بهم الجمهور ويعتمد على تقليدهم في طريقة لباسهم وتصرّفاتهم؛ وهذا ما يشكّل خطرًا في توجيه الرّأي العامّ نحو أمور قد تسيطر عليه وتتحكّم بحياته.

وأضاف خليفة أنّ للإعلام دور في عملّيّة التّلاعب بالمعلومات ونشر أخبار كاذبة وإشاعات ينبغي على المواطنين الإنتباه إليها؛ خصوصًا في ظلّ التّركيز الأفقي والعامودي الحاصلين، أي أنّ أقلّيّة تسيطر على أكثريّة وسائل الإعلام لتصبح المؤسّسات الإعلاميّة تابعة لمن يموّلها من رجال مال وسياسة. (في الولايات المتّحدة الأميركيّة 10% من الصّحف تنشر 50% من نسبة كلّ المنشورات؛ في أستراليا شخص واحد يسيطر على 75% من المطبوعات)

من هنا، وللأسف، أصبح الصّحافيّ سلعة يتلاعب بها رجال السّياسة والمال، ينشرون من خلالها قيمًا يمكن أن تدمّر المجتمعات وتمنع التّنمية.

وختم خليفة كلامه مؤكّدًا أنّ الإعلام بحدّ ذاته غير مستقلّ ولكن قد نرى إعلاميّين مستقلّين بغضّ النّظر عن المؤسّسة التي يعملون لصالحها.

وكان لمسؤولة صفحة "Campus" في "L'Orient Le Jour" رولا دوغلاس مداخلة عن الدّور الإجتماعي الذي تلعبه المجلّة الموجّهة لشباب وشابّات المستقبل مشدّدة على فكرة مهمّة وهي أنّ هدف الصّحافيّ لا يجب أن يكون الموت والإستشهاد بل الحياة والمستقبل ليستطيع نشر الكلمة الحرّة والإستمرار بتأدية وظيفته وتنمية المجتمعات.

يُذكَر أنّ كتيّبًا من تحضير طلّاب الصّحافة والتّواصل وُزّع على الحاضرين يتضمّن معلومات عن شهداء الصّحافة ويستذكر أعمالهم.