لبنان
04 تموز 2019, 05:00

"رسالة حياة" تفتتح القرية النّموذجيّة للسّلام ببركة البطريرك الرّاعي

إفتتحت الجماعة الرّهبانيّة المارونيّة "رسالة حياة" القرية النّموذجيّة للسّلام في بلدة المشرح- بسكنتا، برعاية البطريرك المارونيّ الكادرينال مار بشارة بطرس الرّاعي الّذي ترأّس قدّاسًا احتفاليًّا للمناسبة، عاونه فيه الأساقفة الياس نصار، بولس روحانا، كميل زيدان، وجورج شيحان، بمشاركة رئيس أساقفة ستوكهولم في السويد الكاردينال أدروز، والقائم بأعمال السّفارة البابويّة في لبنان إيفان سانتوس، ومؤسّس الرّهبنة الأب العامّ وسام معلوم ورئيس عامّ رهبنة المرسلين الأب مالك بو طانوس، ولفيف من الكهنة والرّهبان والرّاهبات، وبحضور فعاليّات سياسيّة واجتماعيّة وثقافيّة ورسوليّة.

 

في بداية القدّاس ألقى معلوف كلمة قال فيه نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "نفتتح اليوم معًا قرية السّلام النّموذجيّة في منطقة المشرع، إنّه حلم زرعه المسيح في قلوبنا وهو يتجلّى لنا بعد 15 عامًا لنراه اليوم أمامنا بأبهى حلّة. سلام المسيح يتطلّب منّا الصّبر والمواجهة لترسيخ العيش في القلوب.
نعبّر لكم عن امتنانا البنيويّ يا صاحب الغبطة ونعبّر عن استعدادنا لمزيد من التّعاون مع إخوتنا أينما وجدوا، تهدف قريتنا النّموذجيّة إلى تحصين عائلاتنا وتأمين إطار فعّال من الإصغاء فتتمكّن من السّهر على الحبّ وحماية علاقات الأهل والأبناء من خطر الضّياع وتابع معلوف لا سلام في العائلة والمجتمع من دون عدالة، وأنتم عبّرتم عن اهتمامكم بالعائلة، غبطتكم أوليتموها عناية خاصّة، فعلى صعيد الشّبيبة نحن نسعى لتأمين الفرص المؤاتيّة لهم للتّعبير عن ما يريدونه بطرق بنّاءة كذلك أطفالنا وكبارنا الّذين عاهدنا أن نهتمّ بهم ونولي كبارنا أهمّيّة خاصّة فخلقنا لهم النّادي النّهاريّ للتّرفيه. نحن اليوم يا صاحب الغبطة نستعيد كلامكم حين عبّرتم عن ضرورة أن تتّخذ مواقف فتكون هي شهادتنا. نحن في عالم يعاني الشّرّ ولا أحد يتجرّأ على قول الحقيقة، ملايين النّاس مشرّدة ولا أحد يستطيع قول الحقّ بسبب المصالح الخاصّة والسّياسيّة، وختم معلوف: قريتنا اليوم هي أبعد من قرية سلام، إنّها تعبّر عن رسالتنا في العمل الجدّيّ والدّؤوب كما تعبّر عن قدرتنا في تحقيق التّغيير فنحن سنضيء شمعة لنظهر الجمال والحقّ والسّلام عملاً بتوجيهاتكم".
وألقى الرّاعي عظة قال فيها: "مشيئة أبيكم أنّ لا يهلك أحد من إخوتي هؤلاء الصّغار".
يدعونا الرّبّ في إنجيل اليوم إلى العمل كي لا يهلك أحد لا روحيًّا ولا اقتصاديًّا ولا اجتماعيَّا ولا أمنيًّا ولا سياسيًّا، يسمّيهم إخوتي الصّغار وهذه الكلمة في الإنجيل كلّ إنسان بحاجة إلى مساعدة ما.
كلام الرّبّ أن لا يهلك أحد من إخوتي الصّغار. يسعدنا اليوم الاحتفال بتبريك وتدشين قرية السّلام النّموذجيّة، لقد باركنا الكنيسة والمذبح على اسم القدّيس أمبروسيوس ونحن نحيّي الرّئيس العامّ وسام معلوف ورهبنة رسالة حياة، وأودّ باسمكم شكره وشكر الجماعة على تأسيس قرية السّلام الّتي تندرج في كلام إنجيل اليوم.
في هذه القرية تلتقي العائلات الّتي هي بحاجة إلى سلام المسيح، لقد أرادوا هذه القرية مكانًا للتّلاقي وقال المؤسّس الأب معلوف إنّ هذا المكان هو للشّبيبة المحطّمة بسبب الآفاق المغلق أمامها وهي بحاجة إلى رجاء. لقد أرادوا أن يكون هذا المكان مكان لقاء وحوار وتفكير في الشّباب، وكما قال أريد للأطفال أن يخرجوا من هموم بيوتهم ويلتقوا للعمل الرّياضيّ والتّعليم والمهارات.
كما قال المؤسّس الأب معلوف هذا المكان هو للمسنّين الّذين هم شهود إيمان في بيوتنا وذخيرة وأيقونة صلاة، لولاهم لما كنّا هنا. إنّهم الإخوة الصّغار لا أحد يعتد لأنّه ليس بحاجة ربّما يحتاج إلى بسمة أو التفاتة أو تشجيع فهو صغير حتّى المسيح أسمى نفسه محتاجًا عندما قال "كنت مريضًا فزرتموني وجائعًا فأطعمتموني والجائع لا يجوع فقط إلى خبز وإنّما إلى أمور كثيرة. فاليوم مع البطالة واللّاعدالة يكون الإنسان جائعًا إلى العمل والعدالة وعطشانًا إلى الحبّ والاحترام.

الغريب ليس فقط من يعيش خارج بلدته، قد أكون غريبًا في بلدتي أو قريتي والعريان لا يحتاج فقط إلى ثياب قد يكون بحاجة إلى كرامة وصيت حسنٍ. فكم يعرى النّاس اليوم من خلال وسائل التّواصل الاجتماعيّذذذذ من كرامتهم فيكونون صغارًا. فهنيئًا لكم أبونا وسام لأنّكم لا تدرون كم تزرعون سلامًا في القلوب، سلامًا روحيًّا. إنّها إرادة الآب في ألّا يهلك الإنسان وكم نودّ أن تدخل هذه الثّقافة في مفهومنا العامّ في لبنان وفي قلوب المسؤولين وليت ثقافة نكء الجراح وتأجيج النّار تتوقّف في بلادنا لنفهم ما قاله الرّبّ لنا "طوبى لصانعي السّلام هؤلاء".