ثقافة ومجتمع
18 أيار 2016, 12:02

"رغم كلّ شي"...!

ماريلين صليبي
ينفض غبار الدّمار عن كتفيه ويمضي.. يغضّ الطّرف عن فساد الوضع ويكمل الطّريق.. يتخطّى العقبات بشجاعة ويسير.. يُسكت ألم جسده ونفسه ويمشي.. هو من تجوز له صفات الشّجاعة والقوّة وحبّ الحياة، هو المواطن اللّبنانيّ..

 

على الرّغم من تراكم النّفايات على طرقاته، على الرّغم من فراغ رئاسته، على الرّغم من تمديد مجلسه النّيابيّ، على الرّغم من شلل حكومته... على الرّغم من أوضاعه المعيشيّة التّعيسة، من الطّبابة والاستشفاء غير المتوفّرين، من الاقتصاد المتدهور، من وعورة الطّرق، من فساد المؤسّسات... على الرّغم من كلّ ما يعيق حياة كريمة في بلد حضاريّ... يبقى اللّبناني سيّد المواقف، كبير النّفس، كريم الأخلاق، فرِح القلب، يسهر ويمرح ويعيش ببهجة وراحة.

"يدبك" اللّبنانيّ بقوّة مزلزلة ويهزّ أرضًا احتضنت لما يقارب السّنة النّفايات، يغنّي وتعلو معه أصوات الموسيقى مُخفيًا أصوات الآهات الموجعة والشّكوات المستمرّة والمطالب العديدة..

هذا لا يعكس لا مبالاة المواطن اللّبنانيّ ولا استهتاره بالقضايا الوطنيّة، لا بل بالعكس، هذا دليل أمل مستمرّ، وإرادة تشبه صخور البحر، وشجاعة تشبه الأرز الشّامخ، هذا تذكير دائم لمن يحاول قمع اللّبنانيّ وقتله ومحو طموحه، بأنّه مهما حاول سيفشل أمام هذا الشّعب العنيد الذي يغار على فرح بلده واستمراريّته...