ثقافة ومجتمع
16 آذار 2019, 08:00

"شكرًا لأنّ لي أمّ تصلّي..."

ماريلين صليبي
الأمّ زهرة فوّاحة تستقيم برّاقة وسط حقول الجفاف والشّوك. هي التي تعبق بشذاها الطّيّب أرجاء المنزل لتعيد الحيويّة والنّشاط إلى قلوب أبنائها. هي زهرة، ولو رفيع عنقها وليّن، صعب أن تنكسر أو أن تذبل أوراقها مهما قست الظّروف. فكم من الأمّهات يعانين في عائلاتهنّ من ضياع أبنائهنّ في دوّامة الفساد والمخدّرات والتّبذير والضّلال والبعد عن الرّبّ وما زلنَ يناضلنَ في سبيل خلاصهم؟ إذا كنتِ واحدة من تلك الأمّهات، هذه رسالة إبن ضالّ إلى موقع infochretienne.com ردّته أمّه إلى حضن الآب...

 

"كنتُ مدمنًا على المخدّرات ووحيدًا منغلقًا في غرفتي، لكنّني محظوظ وشاكر أمّي التي لم تتوقّف يومًا عن الصّلاة من أجل خلاصي. فأنا أقول للعالم أجمع أنّني بصحّة سليمة وبقلب نقيّ اليوم بفضل صلوات أمّي وبفضل الرّبّ العجائبيّ الرّحوم! أيّتها الأمّهات، لا تتوقّفنَ يومًا عن الصّلاة من أجل أطفالكنّ ومن أجل أحبابكنّ، لأنّ الرّبّ سيستجيب حتمًا عند الإستمرار في الصّلاة!"

هي شهادة إبنٍ عمت الشّهوات المهلكة عينيه فغرق في وحل الإثم قبل أن تنتشله أمّه إلى برّ الأمان بفضل مركب الصّلاة الصّادقة. فبالصّلاة تتفتّح أبواب النّعيم مستقبلة الطّلبات، بالصّلاة يتأهّب الرّبّ والقدّيسون لإيواء الفقير ونجدة الضّالّ، بالصّلاة يخلص العالم...

وها هي رسالة بولس الرّسول إلى تيطس 3/ 3- 7 تؤكّد ذلك: "لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ. لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ،­ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.