"شي فاشل".. لولا شربل ورفقا والحرديني
عندما تخترق سكون اللّيل تفجيرات مدوّية تسرق أرواح أبرياء وتغلغل الإرهاب الظّالم، يكون الوضع "شي فاشل"..
عندما يهاجر شبّان وشابّات بلدنا لتأمين لقمة العيش والعمل في بلدان أجنبيّة تقدّر كفاءاتهم العلميّة، يكون الوضع "شي فاشل"..
عندما تتكدّس نفايات البيوت والمطاعم والمستشفيات كلّها في مطمر الطّرقات ومكبّ الشّوارع لسنة كاملة، يكون الوضع "شي فاشل"..
عندما نُحتَجَز داخل سيّاراتنا لساعات طويلة صباحًا وظهرًا ومساءً بسبب أزمة زحمة السّير القديمة-الحديثة، يكون الوضع "شي فاشل"..
عندما نُنهي سنين دراستنا الجامعيّة المجتهدة الشّاقّة ولا تتفتّح أمام شهاداتنا سوى أبواب غرف البطالة المنسيّة، يكون الوضع "شي فاشل"..
فبعد إذنك يا زياد الرّحباني، إسمح لنا أن نقتبس من أعمالك الفنّيّة المميّزة عبارة "شي فاشل" التي كنتَ فيها تصف تخلّفنا وجهلنا وتراجعنا وسطحيّتنا، لننسبها الآن إلى تخلّف قطاعات بلدنا وتدهورها وتراجعها، قطاعات راقدة في سبات نأمل يومًا اختراقه بطبول النّشاط وضجيج التّقدّم.
قد يبدو أنّ الأحداث لا تتغيّر، وأنّ التّاريخ يعيد نفسه، لأنّ ما كان فاشلًا قديمًا لا يزال على حاله اليوم يتلوّن بألوان الرّكود الشّاحبة ويعكس وضعًا لا بدّ من انتشاله من الهاوية.
نفحة التّشاؤم هذه لن تغلّف كلامنا، لأنّ لبنان محميّ أبدًا بسورٍ من القداسة، فشربل ورفقا والحرديني وأبونا يعقوب واسطفان نعمة يتشابكون الأيادي راسمين حدود الـ10452 كم2 لمنع أيّ مساسٍ مضرٍّ بأرضٍ وطأ عليها المسيح وتمّم فيها أولى آياته.
لبنان، بلد الحضارة، يأبى أن يضعف أو ينحني أو يسقط، فهو الذي شُبّه بـ"طائر الفينيق" يومًا، وهو الذي يبتعد اليوم كلّ البعد عن الخضوع والاستسلام.
الوضع "شي فاشل".. إلى حدّ الآن فقط، فالأيّام المقبلة ستكون إن شاء الله شمسًا مشرقة وقمرًا مضيئًا ومطرًا مباركًا على أرض لبنان وشعبه وكلّ قطاعاته.