ثقافة ومجتمع
18 تموز 2016, 09:16

"طبخة" لبنان.. سمنة وزيت!

ماريلين صليبي
أعلن وزير التّربية الوطنيّة والتّعليم العاليّ إلياس بو صعب، عبر "تويتر"، أنّه "بعد التّحقيق الأوّليّ تبّين أنّ في امتحانات الجامعة اللّبنانيّة كان في ناس بسمنة وناس بزيت، وسأعمل لإنصاف الطّلاب من هذا الظّلم."

 

هو تصريح صريح لوزيرٍ أقرّ بوجود الوسائط والإكراميّات والأفضليّات لأشخاصٍ على حساب آخرين، تصريح واضح يتخطّى مفهومه الامتحانات الجامعيّة ليطال القطاعات اللّبنانيّة بغالبيّتها.

للوسائط في لبنان الدّور الأبرز في عمليّات التّوظيف، تسريع المطالب، تلبية الحاجات، الهروب من المسؤوليّات، تأخير الواجبات وغيرها؛ دور أساسيّ يضاهي بتألّقه كفاءة المرء والحقوق والعدالة والمسار الطّبيعيّ للأمور المبنيّ على تكافؤ الفرص والمساواة.

الوسائط المبنيّة على علاقات صداقة قديمة بين مواطنين وشخصيّات مهمّة قادرةٌ على التّدخّل بقوّةِ الآمر وسلطة النّاهي لتغيير سكّة الأمور الطّبيعيّة لصالح أفرادٍ قد يكونون أقلّ جدارة من آخرين.

إلّا أنّ للرّشاوى والإكراميّات الماديّة والهدايا مكانة مهمّة إلى جانب الوسائط، فإن وقع أحدٌ فريسة مخالفة سير أو ضحيّة تأخير في مركز الضّمان الإجتماعيّ ومؤسّسات المعاملات الرّسميّة أو غيرها، قد لا يستغرق الموضوع تفكيرًا مطوّلًا أو انتظارًا طبيعيًّا، بل يتطلّب مبلغًا معيّنًا من المال أو اتّصالًا سريعًا للمسؤول، لتنتهي بعدها المسألة بسهولة مطلقة.

إنّها "الطّبخة" اللّبنانيّة المطهوّة على قاعدة نيران مُحرقة مُفسدة، وجبة غير لذيذة يعدّها الطّاهي بالسّمنة والزّيت معًا، ليكوّن بدل الطّعم الطّيب والمتناسق النّاتج عن استعمال واحد من هذين المكوّنين طعمًا مُرًّا فاسدًا ينفر منه كلّ متذوّق نزيه.