"طريق الخلاص الوحيد هو الصليب والانطلاق إلى محبّة الآخرين": المطران بقعوني
بعد الإنجيل، ألقى بقعوني عظة تحدّث فيها عن معاني الصليب ومفهومه بأنّه "علامة انتصار وليس علامة ذلّ". وقال: "ربح يسوع على الصليب بإطاعته الآب وإتمامه مشيئته وفداء العالم. هكذا غلب المسيح وأصبح الصليب القدرةَ الناتجة عن قرار يسوع حبّ الناس ومنحهم الحياة. فنحن اليوم تعبين في حياتنا من الهموم والمشاكل النفسيّة والاجتماعيّة والمادّيّة والحرب الدائرة ونمرّ بوضع صعب جدًّا، ويقول لنا يسوع دائمّا إنّ الحلّ هو في الصليب لأنّه قرار المحبّة ونحن إمّا أن نعتبر أنفسنا ضحايا ونبقى نئنّ أو نحبّ بعضنا البعض وننفتح على الآخرين".
أضاف: "علينا الاختيار بين مشيئة الله ومشيئتنا، ومن يريد الحياة والفرح والتعزية عليه أن يحبّ ويغفر ويرحم ولا يدين لأنّ أزمتنا العميقة في لبنان سواء الشخصيّة أو الاجتماعيّة هي أزمة محبّة، والمسيح يذكّرنا في عيد الصليب بمحبّته الشديدة لنا وللآب حتّى الصلب فلا بدّ لنا، على مثاله، من أن نحبّ الله والآخرين.
نعيش اليوم غرباء عن مفهوم الصليب في حياتنا ونقول مع آلامك يا يسوع ولا نفهم معناها، ومن يقول بالصليب أنتصر عليه أن يقبل بأن يُصلب ولا أن يَصلب الآخر، أن يموت ولا أن يميت الآخرين، أن يضحّي بذاته وليس بالآخرين، وهذا المفهوم علينا أن نطّبقه جميعنا بدءًا من العائلة والمجتمع ثمّ الوطن وصولًا إلى العالم لإيقاف هذا الدمار والموت".
أكمل المطران بقعوني: "هناك محاربون قرّروا خوض الحرب، لكنّ أبرياء كثيرين يدفعون الثمن. نحن بحاجة إلى المحبّة ومدعوّون إلى التغلّب على ذواتنا في ظلّ هذه الظروف الصعبة ومدعوّون خصوصًا إلى المحبّة والغفران كما غفر يسوع لمن صلبوه".
وختم المطران بقعوني كلمته بمعايدة الجميع مؤكّدًا أنّ "طريق الخلاص الوحيد هو الصليب والانطلاق إلى محبّة الآخرين على مثال يسوع كي نبقى علامة رجاء وفرح نحمل الحياة".